التاريخ : الاثنين 03 october 2011 12:20:08 مساءً
أجد صعوبة فى اختيار الكلمات المناسبة، فأنا أريد أن أوضح مدى بعدهم عنها دون أن أخرج عن حدود اللياقة والأدب! لقد عثرت على دليل جديد على كراهية مبارك ومن حوله للأخلاق، دليل دامغ عمره أكثر من سبعة وعشرين عاماً! أعرف أن معظم القراء فى هذا الزمان بالهم قصير، وأكاد أسمع بعضهم يقول: «يعنى اكتشفت الذرة؟ أهناك من يزعم أنه عرف الأخلاق يوماً؟» مهلاً.. فالدليل الذى أعرضه اليوم لا أبتغى منه إضافة اتهام لاتهاماته، فهى كافية – عند ثبوتها بإذن الله - لإعدام قارة بأكملها!
حتى إعدامه أو إطلاقه.. لم يعد يهمنى! والله لم أَعُد أعيره أى اهتمام، ولم يعد يشغلنى مصيره ومن معه من أعداء الأخلاق، لم يعد يشغلنى إلا إصلاح ما أفسده!
أريد اليوم أن أصحح واحداً من أبرز أخطائه، خصوصاً أن الفرصة مازالت قائمة: معظم شباب مصر لا يعلم شيئاً عن البطل «محمد رشوان»؛ حَرَمَنا مبارك ورجاله من الاستفادة بتجربته الإنسانية النادرة! تجربة لا أستطيع – كلما ذكرتها أو تحدثت عنها - أن أمنع دموعى وتقطّع أنفاسى.
أشعر بسعادة كبيرة وأنا أحمد الله على نعمة «محمد رشوان»، لقد رزقنا الله قدوة، لو ألقينا عليها الضوء وأحسَنَّا طرحها على أطفالنا وشبابنا ما كان بيننا نذل أو خسيس! لو أدرك أبناؤنا قيمة رشوان ما عرفنا الجبن والاهتزاز والتردد! لو كان «محمد رشوان» هو المثل الأعلى للمصريين لكانت صفات النبل والشرف والنزاهة هى السائدة بدلاً من تشوهات أخلاقية ظهرت كنتيجة طبيعية لرشق صورة مبارك فى كل مكان.
مبارك على المدارس والطائرات والميادين والملاعب والكبارى والمحطات والمدن والقرى وفانلات شباب الحزب المنحل.
لم يكن ممكناً فى عصر مبارك أن يَلْمَعَ أحد، ولا أن يلتف الناس حول شخص آخر؛ لقد تصور عبدة مبارك أن الشرك به حرام! فأبعدوا عن الصورة كل مرشح محتمل للمنافسة!
لم ينم طفل فى أوروبا وباقى دول العالم المتقدمة والمتخلفة إلا بعد أن تنتهى ماما من سرد حكاية البطل النبيل «محمد رشوان»: «كان ياما كان.. بطل كبير فى الوزن المفتوح.. فى لعبة الجودو.. البطل اسمه رشوان.. وهو من بلاد أعظم حضارة.. رشوان المصرى وصل للمباراة النهائية.. منافسه اليابانى (ياماشتا) كان عنده إصابة كبيرة من مباراة قبل النهائى.. كل الناس قالوا: فوز رشوان مضمون.. المصرى رشوان سيفوز بسهولة.. كل المطلوب منه هو اللعب على إصابة (ياماشتا).. والفوز بالميدالية الذهبية.. أما البطل المصرى فكان تفكيره مختلفاً!!
- تصبح على خير يا حبيبى.. غداً نكمل الحكاية..
- لا، لا يا ماما؛ أرجوك.. لا تتوقفى!
- دى خامس مرة تسمعها!!
- أرجوك استمرى..
المباراة بدأت.. محمد رشوان – على عكس كل التوقعات - لا يستغل إصابة ياماشتا.. رشوان لا يقبل أن ينتصر على مصاب.. رغم أن استغلال نقاط ضعف الخصم عمل مشروع فى الرياضة.. رشوان خسر المباراة.. وفى نفس اللحظة كسب احترام العالم كله.. إلا بلده.. (إلا بلده دى من عندى أنا).
- نفسى لما أكبر تكون أخلاقى مثل أخلاق رشوان.
- إن شاء الله يا حبيبى (برضه إن شاء الله دى كمان من عندى أنا).
يسأل وهو يقاوم النوم: «هو رشوان المصرى خلَّص الأخلاق كلها؟».. لا يا بنىّ، فالأخلاق هى الشىء الوحيد الذى ليس له نهاية.. الوقت يذهب، والمال ينتهى، وكل عمر له نهاية.. إلا الأخلاق! الولد يبتسم، وينام سعيداً، طوال الليل يحلم برشوان!
وفى مصر لم يكن مسموحاً لأحد إلا أن يحلم بمبارك!! نصيبهم حلم جميل، ونصيبنا كابوس ثقيل!! لقد آن الأوان لأن نقص على أطفالنا وشبابنا قصة البطل الرائع «محمد رشوان»، إنهم أحق به من كل أطفال وشباب العالم.
بالأخلاق وحدها تتقدم الشعوب، فبها يسود العدل والمودة والرحمة وحب الخير والعلم والعمل والتصدى لكل فساد والدفاع ببسالة عن كرامة البلاد.
لم يكشف الطب بعدُ علاجاً لعمى الألوان، أما عمى الأخلاق فعلاجه «محمد رشوان».
|