التاريخ : الأربعاء 11 may 2011 08:28:42 مساءً
الولايات المتحدة الإسلامية.. لا بأس في أن يكون ذلك هدفًا, وبطبيعة الحال لا بأس في أن يتبناه البعض, ولكن أي ولايات متحدة؟ وأية إسلامية؟ ما قاله الشيخ صفوت حجازي أحد أقطاب التيار السلفي لم يكن محض طموح فلا المقام الذي رفع فيه هذا الشعار ولا السياق الذي تردد خلاله يسمح بالتجاوز عنه, فالشيخ حجازي كان يشارك في مؤتمر مع أنصاره وحشد آخر من جماعة الإخوان المسلمون بحي الهرم أول أمس هدفه أن يصبح "الإخوان والسلف يدًا واحدة".. ولا ضير في ذلك, فليقترب ويتقارب بل ويتحد كل منهما مع الآخر, ولكن هناك حالة من الهوس بالسلطة والإقتراب من مقاليد الحكم باتت تسيطر علي تيارات الإسلام السياسي – إذا جاز التعبير – عامة والتيار السلفي بصفة خاصة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام وفي الجوار فتنة مستيقظة تشير العديد من الأصابع إلي من أيقظها وهذا ما يستحق الملاحظة.
قبل أن استرسل في الحديث عن الولايات المتحدة الإسلامية.. أشير إلي أن شعار الشيخ حجازي لا يمكن فهم مغزاه إلا في ضوء قول آخر لصنوه الشيخ محمد حسان وفي ذات المؤتمر بعد ساعات من حادث كنيستي "مارمينا" و"العذراء" فقد قال: "أحد الأشخاص قال لي: أنتم ركبتم الموجة فقلت له إحنا البحر". هذا ما أسميه الهوس بالسلطة وهذا ما يكشف ما في طوية هذا التيار فالحديث ليس عن دولة إسلامية وإنما عن ولايات أو دويلات, والاتحاد بين الإخوان والسلفيين في هذا التوقيت أو غيرهم – وهذا ما يبرر استعراض القوة – لحسم المعركة الأهم التي تعني الاصطفاف في وجه جميع قوي المجتمع المدني يدًا واحدة بعدها ليكن توزيع المغانم إلي ولايات أو دويلات فتكون هناك ولاية إمبابة أو "دار السلام" و"حلوان" أو "أسيوط" و"قنا" و"سوهاج" أو غير ذلك, المهم سيكون هناك "تحاصص" أو إقتسام إسلامي في نهاية المطاف, فالوطن بعد الثورة أصبح غنيمة ومن لم يكن يسمع صوته لتحريم الخروج علي السلطان الجائر بأمر أمن الدولة صار الآن هو جزء من البحر!
ليس هذا تجني علي هذا التيار الذي لو أنه عاد إلي تعااليم السلف الصالح لاستراح وأراح, ولكن ما يحدث يزيد من توتر الأجواء في هذا التوقيت, ولنتأمل ما انتشر علي مواقع شبكات التواصل الاجتماعي وقاله من يلقب نفسه بـ"أبو أنس" ويدعو إلي حرق كنائس إمبامبة: "ما نبقاش رجالة لو ما حرقناش كل كنائس إمبابة" هكذا!
وعلي فرض أن مثل هذا الفيديو المنتشر علي تلك الشبكات مدسوس, من المسئول عن آجواء الخوف والقلق التي سيطرت علي العظات التي تنتشر في نفس التقويت وعلي ذات الشبكات, وتعكس إلي أي حد يشعر إخواننا المسيحيون بالهوان والاستهداف داخل وطنهم وهم شركاء فيه أو يفترض أن يكونوا كذلك.. هل هذا هو ما حملته ثورة 25 يناير لهم؟!
ليست مصر وطنًا برسم البيع أيها الطامعون في السلطة والمتسابقون إلي سدة الحكم, ولن تكون.. وحسنًا فعلت الحكومة والمجلس العسكري بمرسوم القانون الذي يحظر رفع شعارات دينية في الدعاية الانتخابية خلال المرحلة المقبلة.
|