التاريخ : الثلاثاء 11 october 2011 11:33:25 مساءً
بعد ثورة 25 يناير أصبح التظاهر السلمى حقًا لكل المصريين، وتعهد الجيش بحماية كل المظاهرات والاحتجاجات والتزم الجنود والضباط ضبط النفس، حتى فى المظاهرات التى كانت تستهدف المجلس العسكرى نفسه، ولكن ما حدث فى ماسبيرو، يجعلنا نتساءل: ماذا حدث؟ وما الجديد؟.
مظاهرة سلمية وتضم مسلمين ليبراليين وأقباطًا، وإن كانت غالبيتها من الأقباط بالطبع لأنها بسبب هدم كنيسة بعد عدة مشاكل من هذا النوع ولم تُحل بالقانون وكان هدف المظاهرة المُطالبة بالعدالة، وكان مقررًا لها ثلاث ساعات وتنصرف.. ولكن ماذا حدث؟ ولمصلحة من؟!!
رجال المباحث علّمونا ذلك "لكى تعرف الجانى ابحث عن الدافع ومن له المصلحة؟!"
نتائج موقعة ماسبيرو هى: (ضحايا كثيرون من الأقباط - شرخ بين الجيش والمسيحيين - استعداء الشعب على الأقباط - منع الدول الخارجية من إرسال السيّاح - إرسال التحذيرات لعدم زيارة مصر وخصوصًا "القاهرة" - إلغاء الحجوزات فى أول يوم بعد الأحداث بنسبة 75% فى القاهرة.. و20% فى شرم الشيخ والغردقة حتى الآن).
السياحة هى الرافد الأول والأهم للاقتصاد القومى، وهذا هو الموسم هذه الشهور الثلاثة تمثل أكثر من نصف الدخل السياحى فى مصر طوال العام، ما أهمية التوقيت؟! ولماذا لم تحل المشكلة من بدايتها منذ عشرة أيام؟! ولماذا لم يأخذ "شرف" برأى اللجنة التى شكّلها وأوصت بإقالة محافظ أسوان؟!!.
أنا لا أفهم حتى الآن هل الحكومة هى من يريد أن نصل إلى ما وصلنا إليه من انهيار للدخل السياحي؟.. وبالتالى لا نعرف ما البديل؟.
هل المجلس العسكرى -وهو المسئول عن إدارة البلاد- اتخذ بالفعل قراره بإطلاق الرصاص الحى على المُتظاهرين قبل أو بعد حدوث اشتباكات بينهم؟! أى قبل أو بعد أن دهست المدرعات المتظاهرين؟.
وإن كانت بالفعل قد اندست عناصر أخري، وهتفت "إسلامية إسلامية" عند حرق المدرعة، فلماذا تطوّر الأمر إلى صراع بين الأقباط والجيش؟! وأين كاميرات التليفزيون والمخابرات التى لابد أن تُحلل وتدرس الأمر وتعرف لماذا تطوّر وسار فى هذا الاتجاه؟.
إن التطور الطبيعى لهذا الموقف هو أن تحدث فتنة طائفية فى مصر كلها بعد أن دعا التليفزيون المصرى "الشعب المسلم" لإنقاذ الجيش من اعتداءات الأقباط!!.. ولكن كان تماسك الشعب المصرى أقوى من الفتنة واستمع المسلمون والأقباط معًا إلى القنوات المصرية والعربية والخاصة دون أن يتأثروا.. لأن وعى الشعب أكبر من الفتنة.
ولكن الكنيسة المصرية صعّدت الأمر إلى السماء وطلبت من كل الكنائس التابعه لها فى العالم "الصوم" و"الصلاة" من أجل أن يحل السلام على مصر.
نائب رئيس الوزراء ووزير المالية بدلاً من أن يُشكّل على الفور لجنة أزمات لإدارة الكارثة مع وزير السياحة ويحاول أن يُلملم ويحتوى أزمة فقد مصر الموسم السياحى، وهروب الاستثمارات، وانهيار البورصة بأكثر من عشرة مليارات جنيه فى أول يوم بعد أحداث ماسبيرو، قدّم استقالته و"المشير" يُحاول أن يُثنيه عن قراره!!.
ويبقى السؤال الأهم: من يُثنى العالم الآن عن قرارهم بالتحذيرات التى أُطلقت لعدم زيارة مصر، بل وتوخى الحذر للموجودين والاستعداد للمُغادرة فى أى وقت؟.
كل القوى الليبرالية بدأت تيأس بعد أن كانت فى قمة التفاؤل يوم السبت، ولكن بعد أن قدّمت السبت لم تجد الأحد.. وذهب الاثنان "الأقباط والليبراليون" إلى اليأس من المستقبل الديمقراطى لبلدنا.
أنا حتى الآن لا يمكن أن أصدّق أن ما حدث هو قرار من مؤسسة الجيش، ولكن ما حدث لا يمكن أن يكون أكثر من مُؤامرة من بعض الأفراد فى المؤسسة العسكرية والإعلامية والحكومية لنصل إلى هذه النتيجة.
شحن ويأس وانكسار للكل.. وانهيار سياحى واقتصادى.
فى النهاية ما المطلوب؟!
ولا يوم من أيامك يا ريس؟، أم حكم العسكر هو الحل؟! أم أن الأقباط "هيخربوا البلد".. والإسلام هو الحل، ويكونوا قد تخلصوا من السياحة بشكل عملى بدلاً من الجدل حول تقييدها أو تحريمها؟.. أم المطلوب أن يكسر الأقباط هيبة الجيش، ويُجهز عليه الإسلاميون فيما بعد، كما بدأوا مع الشرطة قبل الثورة فى أحداث العمرانية؟
الموضوع الأهم الآن: لجنة من الخبراء تُوصى بالخطط العاجلة لاستعادة الموسم السياحى وتهيئة المناخ لها وتُنفّذ قرارتها غدًا وليس بعد غدٍ.. وإلا فثورة الجياع قادمة لا محالة، و"من لا يملك قوته لا يملك قراره".
يمكن أن نكون أكثر تحضرًا وأن نُنقذ ما يمكن إنقاذه كشعب وكحكومة وكجيش إذا صدقت النوايا.. وكان الهدف هو مصر ومستقبلها وليس الهدف هو "الصراع على السلطة".
لو تسلّم هؤلاء مصر جثة هامدة ماذا هم فاعلون بها؟!!.
انقذوا مصر أولاً.. ثم تصارعوا فيما بينكم فى وقت لاحق.. ربما يُصيبكم بعضًا من الرصاص الطائش ونتخلص من كل طالبى السلطة دفعة واحدة.
لكى الله يا مصر
|