التاريخ : الجمعة 14 october 2011 07:19:06 مساءً
جمعنى لقاء وحيد بالاستاذ محمد حسنين هيكل عام 2005 فى مكتبه على نيل الجيزة كنت وقتها رئيسا لتحرير جريدة الغد، كنت منبهرا من قدرة الاستاذ على الشرح والتحليل والتوصيف للمشاكل التى تمر بها مصر وعندما قاطعته لاسأل وما هو الحل يا استاذنا من وجهه نظرك ؟
فوجئت ان الاستاذ يقول ليس عندى حل مطروح ولكى يكون لدى حل للمشاكل لابد ان تكون هناك معطيات ومعلومات لابد من ان افهمها عن قدرة الدولة وملائتها المالية واستعدادها وهى امور ليست معلومة ، وقدرت وقتها ان الاستاذ بالفعل ليس لديه هذه المعطيات التى تجعله يقدم روشتة لحل الازمات التى كانت تعصف بمصر .
اليوم نحن بنفس الحال تقريبا وكل الكتاب والصحفيين والسياسيين يمارسون دور الاستاذ هيكل مع الفارق الكبير لصالح الأستاذ الأحرف والأمهر ، وبفارق هام ان الكل يعلم الان ما كان مخفيا ويعرف ان البلد على شفا حفرة وان الحكومة تصرف اموال التأمينات لتغطية العجز وايجاد مصدر لزيادة رواتب المعلمين والمهندسن والكناسين وكل من يطالب بالزيادة على اعتبار اننا اكتشفنا كنزا أو أبار بترول او غاز بعد انتهاء عصر مبارك .
واعتبر نفسي احد الذين حاولو تقمص دور هيكل وتفرغت للشرح والتحليل والتوصيف ونسيت او عجزت عن ان اقدم حلولا ،مع ان ما كان مغلقا وغير مفهوما وقتها اصبح الان معروفا للجميع ، وسألت نفسي اذا كان الجميع قد اكتفى بالشرح والوصف والتعليق ومهاجمة الحكومة والمجلس العسكرى؟ فمن الذى سيحل ومن لديه القدرة ؟
و اذا سلمنا بفشل حكومة شرف ، وقلة الخبرة السياسية للمجلس العسكرى وتفرغ الكتاب والصحافيين والسياسيين والمفكرين لاستجداء تصفيق الجمهور من خلال مقال هنا او تصريح هناك، اوبرنامج توك شو فى الناحية الاخرى أو( رشة) فيس بوك على (حبة) تويتر، وجميعها نمارس فيها النقد والسخرية والتهكم بل والتطاول احيانا لكى نبدوا ابطالا وشجعانا فى عيون القراء أو المشاهدين ، وتركنا اهم دورلنا وهو تقديم الحلول أو المعاونة فى تقديم الحلول للخروج بمصر من ازمتها قبل ان تتفتت الى ثلاث دول ونقف جميعا نبكى على اطلالها .
لذلك اطالب جميع الكتاب والسياسيين والمفكرين بان يكون همهم الاول هو تقديم الحلول وليس النقد ، مطلوب حل عاجل للامن الغائب فى مصر، ومطلوب حل عاجل للاقتصاد المتدهو،ر ومطلوب حل عاجل للوصول الى اليات سريعة لنقل السلطة الى مدنين واجراء انتخابات نزيهة .
ولكى اكون عمليا فاننى اطرح فكرتى لحل مشكلة الامن الغائب فى مصر والذى يؤثر على مواردنا السياحية والاستثمارية ، وبالطبع من اهم الاجراءات التى تساهم فى الحل تغيير وزير الداخلية بشخص قوى ومسيطر مهمته تطبيق القانون بلا هوادة ولا رحمة( واقول القانون الطبيعى وليس الطوارئ) على الجميع فى ظل هذه الظروف التى نمر بها .
واقتراحى هو تشكيل شرطة جديدة تسمى بشرطة ( الانتشار السريع ) من خريجى كليات الحقوق والتجارة والتربية الرياضية هذه الشرطة يتم تجنيدها من خلال القوات المسلحة وبالتالى لن تشكل رواتبهم عبأ على ميزانية الدولة لانهم سيأخذون رواتب المجندين، وفى نفس الوقت يؤدون خدمتهم العسكرية ويحصل هؤلاء المجندون على تدريب مكثف لمدة شهر، ثم ندفع بهم ومن خلال زى مختلف عن زى الشرطة وفى سيارات خاصة الى الشارع المصرى وتكون مهمتهم التواجد فى المناطق الشعبية ومواقف السيارات ونهايات خطوط الاتوبيسات والتجوال على طول الطرق السريعة والمحاور لتأمين الطرق من البلطجية واللصوص وقطاع الطرق .
ويمكن الحصول على السيارات من خلال شركات السيارات الموجودة فى مصر واغلبها سيرحب لانه نوع من الدعاية والاعلان لشركته وجزء من المسئولية الاجتماعية لهذه الشركات والتى تحصل على الاعفاء من شريحة معينة من الضرائب بسبب مساهماتها الخيرية فى نهضة المكان المتواجدة به، او ان نعفى سيارات شرطة الانتشار السريع من الجمارك والضرائب لضمان الحصول عليها بسعر رخيص .
واعتقد انه وفى خلال شهر واحد سوف يعود الامان للشارع المصرى بعد ان نرى هذه الدوريات تنطلق فى ربوع مصر توفر الامن والامان فيها ، واعتقد انه حل غير مكلف لميزانية الدولة وهو حل اطرحه للنقاش معكم ومع المجلس العسكرى والحكومة لبيان امكانية تطبيقه من عدمه ؟
هذا احد اجتهاداتى وانا اقل واحد فى الكتاب والصحفيين وهناك الاف افضل منى وبالتالى لديهم حلول افضل وكل المطلوب ان تخرج هذه الحلول للنور ونناقشها ولو صلحت نطبقها ولا نتحول الى مرشحى رئاسة عندما تسأله وكيف ستحل هذه |