التاريخ : الاثنين 17 october 2011 01:37:38 مساءً
إلى أصدقائى ماريو ميشيل بشاى، وهانى مكرم، وسامح مكرم، وأمال فخرى ابراهيم وجورج عريان يعقوب، وهانى أمير العسال، وهناء أمير العسال، ولطيف ماهر.. وزملائى ميلاد زكريا، وفيولا فهمى، وشيرين راغب.. إلى كل هؤلاء أقول: "أنا آسف".
"آسف" لأرواح أستاذى "يوسف هلال" والحكيم البسيط "أمير العسال".
"أنا آسف" وأعبّر فيها عن شخصى فقط ولا أمثل أحدًا.. ولا أطمع فى أكثر من أن يكون فى قبولكم لأسفى ذرة ترضية تُقلل غضبكم من شركائكم فى الوطن.
"آسف" لأننى وأنا أحبكم وأحترمكم وأقدركم.. هناك من يُشعركم بالاضطهاد.. وهناك من أصبح يتعامل مع المصريين بهويتهم.. وأنا لست منهم.
"آسف" على قتل أشقائكم وأبنائكم فى نجع حمادى بإطلاق الرصاص العشوائى.. وفى كنيسة القديسين بالإسكندرية بتفجير أشلائهم.. على هدم كنيسة قرية "صول" بأطفيح.. وحرق كنيسة مارمينا والاعتداء على كنيسة العذراء بإمبابة.. وعلى أحداث المقطم.
"آسف" على الموقف العنصرى لأهل "قنا" من اختيار محافظها.. وعلى ما حدث فى كنيسة "المريناب".. وما تلاه من صدامات قاتلة أمام ماسبيرو.
"آسف" على تلك الوجوه العنصرية التى تلطم وجوهنا ليلاً وصباحًا.. بتسخين الأجواء وتضخيم الأمور وقتل الحياة فينا.
آسف لأن إعلامنا الرسمى فى المبنى الموبوء.. أجرم فى حقكم وتعامل معكم وكأنكم غُزاة.. فنال من عُقلاء المصريين ما يستحقه بالتجاهل والاحتقار.
"آسف" لأن ثورتنا البيضاء التى جمعت الشمل.. تُركت لتنهب وتُسرق.. ولأن ممارستنا للسياسة بعد طول حرمان وغياب استدعت أقذر ما فينا من "آفات" لم تعرفها مصر على مر عصورها.. لكن السياسة هى المُستجد.. والأصل فينا هو التعايش والتراحم والتسامح.. وتلك قيم الأديان السماوية.
آسف لأننا تركنا الفرصة للذئاب حتى تعوى وتُعيد تجميع صفوفها.. والنفاذ من كل ثغرة لإسقاط تلك الثورة التاريخية بأموال حرام.
"آسف" لأننى على قناعة وإيمان بأن دينى ليس عنصريًا.. وأن المتطرفين هنا وهناك يأخذوننا إلى المجهول فلا تتركوا لهم الفرصة.. واستعينوا على حزنكم بالسماحة.. واعلموا أن الحق آت إلى أصحابه لا محالة.. لأن الحق من أسماء الله الحسنى.. ولم يُطالبنا الله يومًا بهدم كنيسة ولا قتل من يتعبّد فيها.
"آسف" وأقول لكم إنكم بالنسبة لى لستم مواطنين درجة ثانية.. وإنكم مواطنون فى دولة "الحق والمواطنة" حتى وإن كانت حدودها الفعلية داخل رأسى فقط.. وبهذا المنطق أطالبكم بالعودة إلى حياتكم ونبذ الغضب.. فلا تمنحوا غضبكم لتجّار الغضب وسماسرة الخطاب السياسى.. ولا تتركوا عُزلتكم سلعة فى يد من يستطيع تسييلها إلى أوراق بنكنوت أو استمارات انتخابية تلقى فى الصندوق.. أقدِّر حزنكم بلا حدود وأتمنى لو تنزعون عن ثيابكم اللون الأسود قبل أن يتحوّل إلى بيزنس.. نحن نعيش فى هذا الوطن شركاء.. لكن الوطن "معلول" بالفوضى الآن.
ما نمر به أمر أتمنى أن يكون مؤقتًا.. ويومًا ما قريبًا، ستعود مصر إلى قواعدها "سالمة"، "مُستقرة"، "مُتحضرة"، "ديمقراطية".. حين يُدرك الجميع مقولة إن مصر وطنٌ يعيش فينا.. وليس مجرد وطنٌ نعيش فيه.
|