التاريخ : الجمعة 21 october 2011 03:27:34 مساءً
أبدأ بنفسى، وأعتذر عن كل أخطائى التى يصعب حصرها.. أعتذر عن كبيرها وصغيرها.. أعتذر لكل من ظلمت أو آذيت مادياً أو معنويًّا، أعتذر حتى عن عدم الرد على مكالمة تليفونية أو أى وسيلة من وسائل الاتصال التى تجاوزت الخطاب البريدى إلى الفاكس والبريد الإلكترونى والرسالة القصيرة والبى بى إم والرسالة الصوتية والمصورة.
أعتذر لمن أزعجتهم قيادتى للسيارة وأنا منشغل بأمر آخر، أو أفتح عينىّ بصعوبة نظرًا لقلة النوم، أعتذر لمن أسأت الظن بهم وتحاملت عليهم على غير أساس، أعتذر لمن سخرت منهم ولو على سبيل التنكيت، وأعتذر لمن تأخرت على مواعيد مؤكدة معهم، ولمن فشلت فى تخصيص وقت لمقابلتهم.. أعتذر لمن خذلت ومن عاتبت ومن أثقلت عليهم من زملاء العمل وأعضاء أسرتى وأصدقائى.
أجد سعادة كبيرة فى الاعتذار -عما بدر منى- سرًّا أو علنًا، كما أجد سعادة غامرة فى قول: متشكر لمن يتفضل علىّ بمعروف كبير أو صغير.. لقد بلغ بى انحيازى لهذين اللفظين أن كتبتُ مسرحية للعرائس بعنوان «متأسف ومتشكر».. يقوم فيها بطلا العرض: الأخوان «متأسف ومتشكر» بتأكيد أهمية نشر الخير والمودة بين الناس من خلال تطبيقات حياتية عادية وبسيطة جداً.
أهناك ما هو أيسر من إسعاد المحسنين بشكرهم؟ وهل يؤدى الاعتذار عن الخطأ إلا إلى تقليل آثاره السلبية على المتضرر؟
الإجابة نعم فى الحالتين لمن تربى على هذا. متأسف ومتشكر يقولهما بسهولة شديدة غير المعقدين، وهما أصعب من طلوع الروح للمعقدين الذين يسمونهم فى قاموس الألفية الجديدة «منفسنين».
أكاد أسمع من يسألنى: ما المناسبة؟ ما مناسبة حرصك على تسجيل هذه القائمة الطويلة من الاعتذارات؟ أتشعر –بِعْد الشر يعنى- أن أجلك اقترب؟ أعلم أن الأجل أقرب مما أتصور، ولكنه ليس محركى هذه المرة.
اعتذرت عما فات كمقدمة للاعتذار عما هو آت:
أعتذر مقدمًا لكل مرشح يتبع الأساليب القديمة، لأنى لن أتهاون عن أداء واجبى فى كشف خطورة ما يفعله. البرلمانى –بعد الثورة- لا يجوز أن يعمل كمشهلاتى، ولا يجوز أن يحمل طلبات شخصية استثنائية لينحنى بها أمام الوزراء والمحافظين.
كيف لك يا سيادة النائب المُحَصَّن بمحاسبة من توسلت إليهم لتوقيع الاستثناءات؟ ألم تفاخر باشتراكك فى الثورة ورفع شعاراتها؟ ألا تعلم أن الاستثناءات هى ركيزة الفساد الذى نسعى جميعًا للقضاء عليه؟
على كل المرشحين أن يدركوا أن واجب ممثل الشعب مراقبة أداء المسؤولين ليكشف الفساد أو الإهمال أو عدم الكفاءة... يكشف العيوب ليتعقبها ويحاصرها للقضاء عليها.. على ممثل الشعب أن يطرح أفكارًا لحل المشكلات وتطوير الأداء.
البرلمانى له دور تشريعى لا يقل أهمية عما تَقَدَّمَ من مسؤوليات. النائب الذى يترك كل هذا ويتفرغ للاستعداد مبكرًا للانتخابات التالية خائن للأمانة، حتى وإن رأى المستفيدون من خدماته غير ذلك.
أعضاء البرلمان يجب أن يعملوا كفريق واحد لخدمة كل المصريين.. عليهم أن يترفعوا عن صراعاتهم وانتماءاتهم المتباينة!
على البرلمانى أن يدرس حلولاً جذرية لأزمة النقل والانتقال بدلاً من إهدار طاقته فى محاولة مد طريق هنا وآخر هناك.
مصر الثورة يجب أن تكون أنقى وأنظف وأشرف وأعف من أن تدار بنفس الأساليب القذرة، التى انفجرنا فى وجهها.
سقط مبارك.. أسقطه الشعب الذى لن يسمح بعودته أبدًا.. ولمن لا يتفق معى فى أهمية تغيير مفهوم النائب أقول: آسف، ولن أتركك حتى تغير رأيك.
|