التاريخ : السبت 22 october 2011 09:00:16 صباحاً
لست قلقا على شكل البرلمان القادم او الرئيس او الدستور، فقد تغيرت قواعد المعادلة تماما فلن يأتى حاكم لمصر يفرض ارادته على الناس غصب عنها، بل سيجلس على كرسي مفخخ يعرف انه يمكن ان ينفجر من تحته فى اى وقت ،وان الحل الوحيد لكى يهابه الشعب ويحترمه هو ان يمشى بين الناس بالعدل.
لكن ما يقلقنى هو مستقبل مصر وكيف تنهض من كبوتها الاقتصادية ، فمصر بعد مبارك لم تكتشف كنزا او ابار بترول او غاز بل ازدادت مديونيتها بفعل توقف قطاع كبير عن العمل وتدهور السياحه وخلافه وبالتالى يصبح مطلوبا ان نقدم حلولا للازمة الاقتصادية وكلما كانت الحلول خلاقة كلما كانت النتائج مبهرة.
ورؤيتى للحل الاقتصادى تعتمد على شقين الاول التعليم ومعناه ان نغير المنهج التعليمى فورا والامر لا يحتاج الى لجان ومؤلفين وخلافه لاننا نتحدث عن منهجين بالتحديد وهما الرياضيات والعلوم وبهما تقاس مستقبل الامم مثلا اوباما يركبه القلق على مستقبل امريكا عندما تصله الانباء عن ان مستوى طلاب اليابان فى الرياضيات اعلى من مستوى الطلاب الامريكان، وهو خبر يجتمع له مجلس الامن القومى الامريكى.
لذلك من السهل ان نفاضل بين المنهج الامريكى او اليابانى او الهندى فى الرياضيات والعلوم وان يتم تطبيقه فى مصر على طلاب المرحلة الابتدائية مع الاستعانه بمعلمين من هذه الدول للتدريس، وارسال بعثات تعليمية من خريجى الاداب والتربية والهندسة الذين يجيدون اللغة الانجليزية للحصول على دورات تدريبية لمدة ستة اشهر يعودوا بعدها للتدريس فى المدارس المصرية بمرتبات خاصة وكادر خاص لان هؤلاء هم من سيبنون المستقبل بالفعل ، ويمكن البدأ من العام الجديد .
ولكى نتغلب على مشكلة الكتاب المدرسي والمطابع يمكن وبسهولة التواصل مع الهند لشراء الاى باد الهندى الذى تم ابتكرته العقول الهندية وطرحته بخمسة وثلاثين دولارا فقط مقابل 350 دولار لايباد الابل ، يمكننا ان نستورد الاى باد الهندى ونحمل عليه المنهج الجديد ويتم تسليمه للطلاب وهو لن يكلف اكثر من 200 جنيه مصرى ولابد ان توفره الدولة فى اطار دعم التعليم ويمكن ان نحمل كل العلوم عليه مستقبلا بدلا من الكتب الورقية .
على الجانب الاخر يجب ان نتوسع فى ايفاد البعثات الدراسية والتدريبية للخريجيين الجدد من كليات العلوم والهندسة لصقل مهاراتهم وتوجيهها لخدمة مشاريع بعينها فى مصر لكى نعيد بناء الدولة على طريقة محمد على باشا الذى بنى الامبراطورية المصرية بالتعليم .
النقطة الثانية فى الحل الاقتصادى هى التصنيع ، مصر لابد ان تتحول الى ورشة عمل الجميع يعمل ويربح وليس الدولة او صاحب العمل فقط، ولدينا التجربة الصينية هل يوجد شىء فى العالم لا يتم صناعته فى الصين ؟ اعتقد لا
كل شىء الموبايل واللاب توب والاى فون والاى باد كله من تفكير الشركات الامريكية والاوربية الكبرى ومن صناعة الصين ، ما الذى يمنعنا من تحولنا الى صين اخرى ، فى الصين يتم صناعة الموبايل بالكامل داخل احد العمارات الدور الاول للشاشة والثانى للبطارية والثالث للكيبورد والرابع للتقفيل والخامس للتغليف والسادس للبيع
كل الماركات العالمية "مضروبة" فى الصين بدرجات متفاوته، يمكنه ان يصنع الساعة الرولكس ويكلفها خمسة دولارات ويمكنه ان يكلفها خمسة الاف حسبما يريد الزبون فى الصين لا يقولون لا ابدا هم يصنعون كل شئ واى شئ ، لابد ان نبدأ ولنركز فى البداية على الملابس الجاهزة لان لدينا فيها باع طويل من الخبرة فقط نريد ان نتحول الى صينين لدينا احدث الموديلات وباسماء عالمية وباسعار رخيصة ليس مطلوبا ان نصنع ستيا وغزل المحلة بل نفعل مثل الصين ونصنع بدل بيير كاردان وجى لاروش وفالنتينو ، المصانع يجب ان تدرب عمالها وان تستورد احدث الموديلات وتقوم بالتفصيل على نسقها وان يكتفى صاحب المصنع بمكسب 30 % بدلا من 300 % كما هو حادث حاليا ، ايضا السيارات علينا ان نرمى وراء ظهرنا تجربة السيارة الترامكوا تلك السبة فى جبين الصناعة المصرية وهى السيارة الميكروباص التى شبه الصندوق الحديدى ولا تسير الا مفتوحة الكبوت علينا ان نقلد احدث ما انتجته تويوتا ونيسان ومرسيدس وجيب ، علينا ان نتعلم من الصين يجب ان يكون هدفنا التصنيع والتصدير وليس التصنيع لنبيع لانفسنا ، الحل فى الصناعة وان يتم تعيين وزير مخصوص للصناعات الصغيرة ، نرسل من خلال الوزارة مجموعات عمل من شباب الخريجين الى الصين للتدريب على ان تعود كل مجموعة وتقوم بتصنيع سلعة ما والسوق العالمى مفتوح ونحن اقرب للعالم كله من الصين ، لابد ان يكون لدينا طموح لان الطموح والحلم هما طريق خروج مصر من كبوتها الاقتصادية ، المهم ان نبدأ وفورا .
|