التاريخ : الأربعاء 26 october 2011 08:55:07 مساءً
• إقترب يوم الإمتحان.. حيث سيوضع الشعب فى مواجهة إختياراته.. إنها اللحظة التى حلم بها كل من شارك فى أيام الغضب وارتفع صوته مطالبا برحيل الديكتاتور.. صحيح أن بثورا وقروح ظهرت على السطح وضربت جسد 25 يناير.. إلا أن الانتخابات القادمة هى بحق "زينة" الثورة.. وعرس الإبنة الكبرى التى يفتخر كل من مر فى ميدان التحرير يوما بأنه أبوها وأخوها وصديقها وحبيبها وداعمها الأول والأخير.. أنه يوم رد الأمانة الى أهلها.. وإختيار الطريق الى المستقبل.. وسرعة بلوغ الدولة المتقدمة.. المتحضرة.. الديمقراطية.. العادلة.. اليوم أصبح "القرار قرارنا".. و"الدفاتر دفاترنا".. لنحسن الإختيار.. ونوجه الأشخاص الأكثر علما ووعيا والأنظف سيرة ومسيرة الى المهمة الأصعب.. وهى مهمة صياغة الغد.. وأن ميدان التحرير سيحصل على أجازة من الثورة.. ولم نعد نحتاج اليه الا للضرورة القصوى والملحة.. فنحن إرتضينا الديمقراطية بديلا للغضب.. فنرجو أن نحسن إستخدامها.
• كم أود لو حصلت على تسجيل خاص لإجتماعات قاعة "نفرتيتى" بمركز المؤتمرات، حيث كان الحزب الوطنى يجمع "الغَلة" من "التبرعات الإجبارية" لأعضاؤه رجال الأعمال قبل مؤتمره السنوى، فهذا يدفع 2 مليون جنيه، وهذا يسدد "رسوم الصمت" و"إتقاء الشر" بالدولار.. سمعت بعضا من حكايات قاعة نفرتيتى.. لكن لا شئ يضاهى الصورة وهى تتحدث عن عصر كانت السياسة فيه تمارس "بالتكليف" أحيانا لزوم المظهر الديمقراطى الزائف.. أو بالبيع المباشر فى أحيان أخر.. فى قاعة نفرتيتى كان كل شئ كان يباع ويشترى.. فالحزب يبيع سطوته وسلطته وجبروته ومصالحه.. ومن يدفع إما أنه يشترى "الأمان وراحة البال" ويتقى شر "اليد الطرشة" لحكومة الحزب.. أو أنه يسدد فاتورة فساد يدفعه اكثر للأمام.. ويعلو أكثر بملياراته.. كانت إجتماعات قاعة "نفرتيتى" من ثوابت العصر البائد فى سنواته الأخيرة.. وأحلم بعصر قادم.. لا يحاول فيه من إكتسبوا تلك الخبرات إفساده بإرشاد "الحُكم" القادم بـ"نظرية القاعة"، لأن من دخل القاعة يوما "لن ينساها".
• ماذا لو كنت ملياريرا؟ .. سؤال يحاصرنى منذ أن قامت الثورة .. أسأل عن موقفى من الثورة؟ .. هل سأخاف على ثروتى، أم أخاف على بلدى؟ .. هل مقر "وطنى" هو فى أحضان ملايينى الخضراء والحمراء؟.. هل سأهاجر وأهرب بلا عودة.. هل سأرحل حتى تستقر الأمور؟.. هل سأخشى أن يسألنى أحدهم يوما من أين إكتسبت أموالى؟.. هل سأكون سلبيا أتلقف أخبار تعثر الثورة بفرح؟.. هل سأجمد أموالى ونشاطى حتى تعود الحياة الى قواعدها؟.. أم سأتوسع فى العمل؟.. هل سأسخر أموالى للرهان على المستقبل؟.. هل سأواجه أعدائي الحقيقيون أينما كانوا؟.. أم سأختبئ فى قصرى البعيد؟.. المئات من علامات الاستفهام .. وربما الألاف.. كلها تدور حول كلمتين الفارق بينهما هو ترتيب موقع حرف واحد.. ولكنهما لا يلتقيان إلا فيما ندر .. وهما "الثورة"و"الثروة".. أحيانا يعتقد المرء أن الفقر نعمة".. لأنه يحمى الإنسان من توهان الأسئلة وطوفان المخاوف.. لكن آخرون يرون أن "الغنى" يحمل فى طياته "راحة البال".. وكثرة علامات الاستفهام تدل على "إتساع رقعة البدائل".. مقارنة بمن لا يملك بديل الا "الترقب والانتظار" والقبول بالواقع كيفما كان.
|