التاريخ : الأربعاء 26 october 2011 10:14:42 مساءً
• ما الذى يحدث فى مصر؟
هل كانت ثورتنا العظيمة ضعيفة إلى هذا الحد؟ حتى تتم سرقتها والتسلق عليها والاستفادة منها، وتدميرها وإعلان كراهيتها.
كلهم يمصون دمها.. كلهم يستغلونها.. كلهم يجهِزون عليها إما بجهل.. أو عن عمد!
لماذا؟
هل بعد أن أزحنا حكم العسكر من مصر فى أعقاب ستين عامًا.. وبعد أن نادينا بديمقراطية وحرية وعيش وعدالة اجتماعية.. وبعد القضاء على الفساد واستضافة كل رموزه من النظام السابق فى بورتو طرة بثورة سلمية.. وبملايين خرجت لتعبّر عن رأى الشعب يكون مصير الثورة هكذا!
يخرج علينا من ينادى بحكم العسكر مرة أخرى.. والبديل هو الرجعية وحكم المشايخ!
هل اختفى ميدان التحرير أم زال من خريطة القاهرة حتى تظنوا ذلك؟.
لا أريد أن أتحدث كثيرأ فى السياسة هنا؟ ولكنى سوف أتحدث عن تأثير هذا على السياحة بوصفى أحد أبنائها.. لأنهم يعاملوننا بنفس الطريقة ونفس المنهج.. إنه أسلوب لا يتغير ونعرف بالتحديد ردود الأفعال بل وأحيانا الكلمات.
• رشحنا من القطاع السياحى عددًا من الأفراد فى قوائم الانتخابات.. ولكن النظام الانتخابى العقيم فرض علينا النصف من العمال والنصف من الفئات.. ولدينا "العمال" من العامليين بالسياحة، معهم أرقام تسجيلهم ومعهم كارنيهات العضوية، ولكن لابد من شهادة من النقابة.
ولكن لأن النقيب من "الفلول" لم يرغب فى إعطائنا ورقة "الصفة" والتى عن طريقها يرشح العضو كـ"عامل".. وقال انا طلّعت شهادات كتير؟ كفاية؟.
هو من "الفلول".. ولكن السؤال: ما مصلحة الفلول فى منعنا من الانتخابات؟ هل تؤدبنا على الثورة؟
• قابلنا وزير السياحة وكان لقاءً فوق الممتاز ولكنه ككل الوزراء يلقى بالكرة فى ملعب الآخر.. فالتصريحات كلها إنه لا عودة للسياحة بدون الأمن.. وله كل الحق، لكننا اقترحنا التعاقد مع شركة أمن خاصة تعاون الشرطة فى المحافظة على السائحين بالمناطق السياحية، وتمول من زيادة قدرها خمسة جنيهات على التذكرة، وتمنع التحرش والسرقة والتسول والمضايقات وليست لها علاقة بتأمين المنشآت.. وتستطيع أن توقف المتعدى وتسلمة للشرطة بعد أن تشهد فى المحضر.. وفى نفس الوقت سوف تكون مراقبة للاتفاقات بين ضعاف النفوس من الجانبين وتمنعها.
ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. وما قيل لى من أهم الأشخاص "أنا وكيل وزارة لو باظت السياحة عليهم نقلى إلى وزارة أخرى بنفس الدرجة".. أنه الروتين والسلبية ويا خسارة الثمانية عشرة يومًا والسنة بدون شغل.
تخيلوا بنقول إيه يا خسارة أيام الثورة .. هل هذا هو المطلوب؟!
عفوا أصحح لمن لم يفهم ياخسارتهم "لو لم نتغير".. ويا خسارتهم "لو فشلنا".. ويا خسارتهم "لو لم نكن على قدر المسئولية"
لن أقول ياخسارة دم الشهداء حتى لا أتهم بالمتاجرة بدمهم.. ولكنى أقول يا خسارة الرجالة لو سرقت الثورة أو شوُهت أو قُيدت أو كانت كأنها لم تكن.
الأحزاب كما هى.. ولا أقصد هنا الأحزاب السياسية ولكن لدينا فى مصر أحزاب من نوع آخر.. "حزب المعارضة لمجرد المعارضة".. و"حزب المصالح".. و"حزب الفساد" و"حزب الكنبة" و"حزب التعصب" و"حزب الشلليه" وعلى كل حزب ولون هتفضل مصر زى ما هي؟
• سافرت بعثة من مصر لتقييم فنادق السعودية.. لماذا؟ لرفع الفنادق من ثلاثة نجوم إلى اربعة ومن أربعة الى خمسة.. تخيلوا؟ ولماذا؟.. لأن وزارة السياحة حددت أسعار الحج طبقا لتصنيف الفنادق وبالتالى لزيادة المبالغ لابد من زيادة تصنيف الفنادق!
هل اللجنة خفضت تصنيف فندق واحد؟.. ولا واحد.. هل اللجنة رفعت تصنيف الفنادق؟ نعم الكثير.. وغضبوا من اللجنة لأنها لم ترفع التصنيف من ثلاثة لخمسة بل لأربعة فقط
• مصر هتتغير ولازم تتغير ولو ما تغيرتش بالسلمية هتتغير بثورة الجياع لأن من يسرقون قوت الشعب لن يهربوا بجرائمهم طويلا وأحذرهم أن كل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم لأن الثورة قادمة لا محالة مهما كانت قانونية التصرفات.. ومهما كان التحايل من إجراءات.. وحتى لو بصم فى الشهر العقارى بأنه لم يدفع مليمًا واحدًا فوق الرسوم.
• ائتلاف دعم السياحة أنشئ من أجل إيجاد بيئة سياسية جاذبة للسياحة ولكنهم ساعدوه ليكون مدافعًا عن السياحة وعن مصالح السياحة.. ونسوا أن من يخرج من رحم الثورة يستطيع أن يفرق جيدًا بين مصلحة الوطن ومصلحة السياحة والمصالح الشخصية.. ولهذا فالثورة قادمة لا محالة ولكنها ستكون كالطوفان.
من يستطيع الوقوف فى وجهها.. فليتفضل ومن يستطيع الهرب فليحاول ومن يحاول أن يسرق الطوفان هذه المرة لن يتمكن.
|