التاريخ : الأحد 30 october 2011 12:34:55 مساءً
قرأت مؤخرا عن قيام قوة مشتركة من الجيش والشرطة بالتعاون مع اللجان الشعبية فى مدينة 6 اكتوبر بالهجوم على بعض الاهالى ويقال (البلطجية) الذين احتلوا الوحدات السكنية التى كانت مخصصة لمشروع ابنى بيتك وبعد كر وفر تمكنت القوة الرسمية من الانتصار على الاهالى او( البلطجية ) لا اعرف تحديدا ووضعت حراسا على هذه العمارات وتعد العدة لغزوة جديدة لتطهير مكان اخر.
ومن المعروف ان اصحاب مشروع ابنى بيتك هم من الشباب المطحون الذى عمل ليل ونهار واستدان وسافر معظمه للخارج ليتمكن من تأمين شقة مناسبة له ولأولاده، واعتقد ان هذا حق مشروع وابسط حقوق الانسان.
واعتقد ايضا ان الذين احتلوا هذه الشقق لم يكن معظمهم بلطجية بل منهم الكثيرون من سكان العشوائيات والمقابر ووجدوا ان البلد بلا صاحب وان كل شخص يفعل ما يحلو له وسقطت هيبة الجميع فقرروا ان يطبقوا المثل المصرى العبقرى لو خرب بيت ابوك الحق خد لك قالب.
وهم يرون ان كثيرين من قطاعات الشعب المصرى قد اخذوت قوالب كثيرة حتى كادت نفذ قوالب الخرابة او البيت او مصر لا تفرق، وهناك امثلة كثيرة عن الذين قلعوا قوالب بيت ابوهم مثل بعض المسيحيين الذين يريدون بناء المزيد من الكنائس وتصبح هناك كنيسة فى كل حارة وقسيس فى كل زقاق وصليب على كل مبنى لانهم اصحاب البلد الاصليين وهناك بعض المسلمين الذين تجمعوا لتحقيق اهم مطلب اسلامى من وجهه نظرهم وهو فرض الجزية على الاقباط والعمل على تهجيرهم من مصر فى مرحلة لاحقة، وفرض الجلباب واللحية والنقاب على الجميع، ثم نجلس فى المساجد لنبتهل الى الله ان يرزقنا،وهناك بعض المثقفين الذين يعطلون انتقال السلطة السياسية فى مصر لانهم مازالو بحاجة الى بعض التمارين وقد تأخذ وقتا لكن لايهم الاهم ان يستعدوا ولتذهب مصر الى الجحيم.
وهناك بعض الاخوان الذين تصوروا ان الانحياز للمجلس العسكرى ظالما او مظلوما هو بداية تحقيق حلمهم فى قيادة البلد ، و هناك بعض الناشطين السياسيين الذين يبحثون عمن يصفق ويهتف لهم وهم يبحثون كل جمعة عن مسمى جديد يحتشدوا حوله فى ميدان التحرير وقد نفذت كل المسميات تقريبا ولم يبق الا جمعة السخافة ، و ايضا بعض العاملين فى الدولة الذين عطلوا مصالحها لانهم يريدون زيادة رواتب ومش مهم منين وهل البلد فيها فلوس ام انها مسكنات وسوف نأكل بعضنا البعض بعد ستة اشهر.
وكل القوالب السابقة التى يتم قلعها من مصر هى من دفعت مثل هؤلاء الى البحث عن قالب اخر يحققون به مرادهم
وبالطبع انا ضد ان يفعل كل شخص ما يحلوا له فيسير عكس اتجاه السير لان الطريق الاخر مزدحم او يخرج ليسرق ويقطع الطريق لانه مطحون والحكومات السابقة والحالية لم تنصفه او يسب الدين والملة للمجلس العسكرى ليحس انه بطل او مناضل او يستولى على عمارة مغلقة لانه يسكن فى العشوائيات او المقابر او حتى بلا مأوى لكننا يجب ان نقف لنسأل انفسنا الا يحق لهؤلاء ان نجد لمشكلاتهم حل ؟
وهل المهمشون والبسطاء تحديدا يهتمون بدستور اولا او برادعى او عمرو موسى او اخوان ؟وهل تتصورو لو نزل اى مرشح لاى تيار مهما كانت توجهاته لسكان العشوائيات وزع 50 جنيه على كل فرد ينتخبه سيتخلون عنه لان لهم موقف سياسي محدد؟ ام سيقبلون يديه ويسلمونه الصناديق متشمعة ليتأكد من انهم قاموا بما يجب عليهم؟
المهمشون والبسطاء والمطحونون هم مشكلة هذا البلد التى يجب ان نسعى لايجاد حلول سريعة لها لانهم يمثلون اكثر من نصف سكان المحروسة ولا اصلاح ولا تقدم ولا استقرار بدون اصلاح اوضاع هؤلاء المطحونين، وبالمناسبة معظم هؤلاء الاشخاص لا يذهبون للانتخابات الا اذا تم توزيع بطاطين او لحمة او خمسين جنيها، والخطأ ليس منهم بل خطأ الذى حولهم الى مواطنون يتسولون ويكملون نصف عشائهم نوم وهى القنبلة التى ستنفجر فى وجهنا اذا لم نجد لها حلا ام عن كيفية الحل فهذا مقال اخر. |