التاريخ : الجمعة 04 november 2011 02:38:41 مساءً
اتكلم هنا عن قوى.. ليست واحدة ولا اثنتين بل ثلاث.. قوى شريرة ومدمرة .. ساحقة ماحقة.. ليست موجودة فقط فى القطاع السياحي، بل فى كل القطاعات والهيئات فى مصر، وهى السبب فيما نحن فيه الآن من انتظار لنتائج الثورة على ارض الواقع، وبدونها لكنا الأن فى اشغالنا نعيش فى أمان وسلام، على الطريق السليم نحو الديمقراطية المنشودة.. ولكن كما تنبت الأرض قمحا.. يظهر دائما الزوان.
هناك ثلاث قوة رهيبة تدمر وسوف تدمر القطاع السياحى بأكمله، ولابد من التصدى لها حتى نستطيع النهوض بالسياحة وبالتالى بالاقتصاد القومي.
القوى الأولى التى نخاف منها جميعا هى التيارات الدينية المتشددة، التى ستدمر القطاع السياحى تماما، بأراءها المتشددة، التى سمعناها جميعا فى لقاءاتنا معهم وعبر شاشات التلفزيون وقرأناها فى الصحف، سواء من هذا الفصيل أو ذاك، فمنهم من يريد ان يقمع الحريات .. وأخر يريد أن يطمس التماثيل الأثرية، أو ذاك الذى يريد ان يفرض نمط حياة دينى على المصريين وعلى الاجانب وينصب نفسة مكان الخالق عز وجل ليحساب هو العبيد، ونسى ان الحساب يوم الحساب ليخلط بين الاجبار والاحترام .. بين العادات والتقاليد ووجوب احترامها وبين فرضها على الاخريين.
تخيلوا مثلا لو سمعنا ان هناك بلد ملئ بالاثار والحضارة،وأريد أن اقضى اجازتى به، هذا البلد درجة الحرارة به تحت الصفر، ولكن هناك ما يلزمنى بأن البس طبقا لعادتهم وتقاليدهم ملابس صيفية، أو لنقل العكس أريد أن أسافر الى بلد حار جدا، وهناك ما يلزمنى أن أغطى رأسى ووجهي، وكذلك لا تستطيع ان تتمتع بالشواطيئ ولا تقيم مع زوجتيك مثلا لأن قوانين البلد لا تعترف بذلك، والكثير من الامثلة لا داعى لشرحها .. ولكن خلاصتها انها الانتقاص من الحريات العامة سيمنع السياح من زيارة هذا البلد.. وإختيار مقصد أخر من مئات المقاصد السياحية المنتشرة فى العالم.
اما القوى الثانية .. فهى الفساد المتفشى بقطاع السياحة كباقى القطاعات.. وله صور كثيرة مثل التحايل والهروب من الضرائب، أو بيع رحلات اختيارية خارج الضرائب وبأسعار غير المبلغ عنها للضرائب، أو عدم دفع المرتبات الحقيقية، و عدم توزيع نسبة العاملين دون التلاعب فيها، وبالتالى التلاعب فى ضريبة المبيعات، وغيرها من صور الفساد الاخرى مثل المتاجرة بالتأشيرات المجانية الممنوحة للحج والعمرة، وبيع الخدمة باسعار مبالغ فيها، وبيع الفنادق الثلاث نجوم على انها اربعة واحيانا خمسة نجوم.
من صور الفساد ايضا المصالح الشخصية، والسطو على أفكار ومجهودات الغير، واطلاق الشائعات لتحقيق مصالح فردية لأهداف ليست خافية على احد.. والكثير والكثير والكثير من صور الفساد.
اما القوى الاخيرة هذه الايام فى القطاع تسمى الفلول.. هذا "المخلوق الهلامى" الذى يتسع ليشمل ثلاثة ملايين شخص، وقد يقل ليشمل مائة فرد فقط.. وهو كل من كانت له صلة بالنظام الحاكم والحزب الحاكم الذى وصل بنا الى هذا الوضع، من التخلف رغم سنوات من التعليم.. بلا علم وتربية بلا أخلاق.. ودين بلا معاملة وضمير.. وشغل بلا عمل.. أو عمل بلا ضمير.. ومرتب بلا اموال حقيقية.. وأطفال بلا طفولة.. ورجال بلا رجولة.. وسيدات "خفر".
هؤلاء الفلول هم المسئوليين عن إفراغ الشئ من محتواه، ليصبح لها معنى شكلى فقط ولكنها كلمة رنانة بلا معنى، مثل باقى الكلمات التى ظهرت حديثا بلا معنى، حتى اصبح لدينا قاموس خاص.
الاهم من تعريف هذه القوى المختلفة هو ان نعلم انه قد تم اتحادهم معا لافشال بناء مصر الحديثة.. القوى مختلفة تماما مع بعضها ايديولجيا ومختلفة فى التوجهات والاهداف الاستراتيجية.. ولكنها متفقة تماما فيما بينها على تدمير مصر اقتصاديا وسياسيا واعلاميا.
|