التاريخ : الجمعة 04 november 2011 02:43:40 مساءً
إن الديموقراطية (Democracy) كمعني لفظي تنقسم إلي قسمين وهما Demo وتعني الشعب وكلمةCracy, تعني الحكم فالديموقراطية هي حكم الشعب, وأن إرادة الشعب هي المحرك لأي قرار والشعب في سبيل تحقيق أهدافه وأغراضه فيتجمع معاً لتكوين الأغلبية التي تستطيع فرض أرائها علي الأقلية التي تقف موقف المعارضة للمراقبة علي قرارات وسياسات الأغلبية, وعلي الأغلبية أن تحترم الأقلية وتحافظ علي حقوقها وهذا هو معني الليبرالية.
ومن حق أي فرقة أو فئة في المجتمع في سبيل تحقيق أهدافها بأن تتجمع في أي نقابات أو جمعيات أو أحزاب تدافع عن أرائها أو أفكارها التي تعتنقها, ولها في سبيل تحقيق أهدافها إن لم تتحقق من خلال القنوات الشرعية المنوط بها ذلك وإلا فإن لها القيام بالمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات السلمية فقط (وذلك وفقاً للديموقراطية).
وتعتبر الأدوات السابقة هامة للغاية في تحقيق أهداف أي جماعة أو حزب قامت الأغلبية بانتهاك حقوقهم وظلمهم, وفي الدول الديموقراطية يعتبر التظاهر والاحتجاج والاعتصام من أهم الأسلحة التي في أيدي الشعوب هناك.
وبعد سقوط نظام مبارك في فبراير الماضي كانت المظاهرات المليونية التي تتم لها عظيم الآثر لأنها كانت تعبر عن الإرادة الشعبية الحقيقية, ولكنها خالطها العديد من المظاهرات الفئوية التي أوقفت الحياة الاقتصادية وعطلت عجلة الإنتاج عن مسارها الطبيعي, حتى تأثر منها العديد من الأفراد والمواطنين الذين كانوا متعاطفين مع مشروعية المطالب منذ البداية ولكن نختلف معهم فقط في التوقيت والأسلوب.
ولكن قد كثرت المظاهرات المليونية بصورة كبيرة بفعل آثر العدوي وانتشرت وانتقلت من قطاع لقطاع نتيجة استجابة الحكومة والمجلس العسكري لكافة المطالب, وأصبح يخالطها العديد من أعمال العنف نتيجة تسرب فلول النظام السابق بها, وأيضاً زادت في الفترة الماضية بصورة شنيعة تلك المظاهرات الفئوية حتى طالت المدرسين والصحفيين والسائقين وغيرهم, وهذا قد أضر لالاقتصاد بصورة كبيرة نحن في أمس الحاجة للعمل الدوؤب المستديم لإنجاح ثورة يناير المباركة وعدم دخولها في نفق مظلم, وقد جعل العديد من المواطنين يرفضون المظاهرات نتيجة إضرارها العمدي بالاقتصاد بغض النظر عن أحقية المتظاهرين في التظاهر أو في مطالبهم, فالغرض من المظاهرات هو إكتساب تعاطف الجماهير مع مطالب المتظاهرين.
فقد أشرت في مقال سابق عن أهمية الاستقرار في إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد المصري نتيجة تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر القادر علي دفع عجلة النمو وزيادة الإنتاج.
فمع كثرة المظاهرات والاعتصامات وغيرها, فإن ذلك يجعل كسبها لتعاطف الشعب والناس صعب جداً معها ويجعل منها أداة لي ذراع للحكومة فقط حتى ترضخ للمطالب, وبالتالي يفقد سلاح الورة والتظاهر حدته ويجعلنا نفقده وبالتالي يضيع منا أعظم سلاح نملكه بعد الثورة وهو سلاح التظاهر السلمي الهادف فقط إلي كسب تأييد الناس بشرعية ومشروعية المطالب وكذا الطالبين وليس لياً للذراع, وهذا كان سبب نجاح الثورة والثوار, وهذا كان أهم سبب لنجاح ثورة يناير فيما سعت إليه, فلم يكسبوا تأييد الشعب فقط, وإنما آمن الجميع حول العالم بمشروعية مطالب الثوار وشرعية وجودهم واعتصامهم مع رفع شعار سلمية سليمة.
فلنكن جميعاً مقاتلين بلا سيف كما كان غاندي في الهند, ولا نخسر أبدا في معركة شرعية المطالب طالما نحمل أعظم سلاح وهو مشروعية المطالب وملاءمة الوقت والتي تعتبر أقوي من أفتك الأسلحة.
فهيا بنا لأن يكون التظاهر السلمي أهم أسلحتنا فقط عندما نكون قادرين علي أن نملك الشرعية والمشروعية لمطالبنا, وهذا يأتي من إختيار المكان والزمان الملاءمان, فلا يضر باقتصاد البلد ويجعلها علي حافة الإفلاس, ولا يخلق ضحايا من الخراب والدمار.
|