التاريخ : الاثنين 14 november 2011 06:33:17 مساءً
من الجيزة جاءنى خبر يحمله أحد أتباع جماعات السلفية الوهابية، نقلاً عن أحد رجالهم المُندسين فى أوساط جماعة الإخوان.. يقول الخبر إن الجماعة التى كانت "محظورة" ولم تسع بعد الثورة إلى تقنين أوضاعها والتحوّل إلى جمعية مدنية حتى لا تخضع أموالها إلى الرقابة وحساباتها إلى التدقيق، ستُمارس ألعابًا قذرة فى الانتخابات.
جاسوس السلفيين بصفوف الإخوان نقل لهم خطة الجماعة للسيطرة على اللجان الانتخابية فى ربوع مصر واستنفاد الوقت لمنع غيرهم من التصويت قدر الإمكان، وذلك بالتأكيد على قطعان الجماعة للذهاب إلى اللجان الانتخابية بعائلاتهم ومن يستطيعون التأثير فيهم، بعد صلاة الفجر، وحجز الصفوف الأولى وتشكيل طوابير طويلة قبل انطلاق عملية التصويت، والأهم من ذلك العمل على استهلاك الوقت فى عملية الاقتراع فى الساعات الأولى، بحيث لا تقل المدة الزمنية بين كل ناخب ومن يليه عن 8 دقائق قدر الإمكان، وذلك عن طريق إظهار التردد فى اختيار المرشحين والقوائم وتجهيز البطاقة وعملية الدخول والخروج من اللجنة.
وحينما نقل جاسوس السلفية لدى الإخوان ما تُخطط له الجماعة، اجتمع الأمير بأتباعه، وقصَّ عليهم قصة الألاعيب الإخوانية مُتوعدًا إياهم بالويل والثبور، ومُطالبًا رجاله بفعل المثل، والحرص على الذهاب إلى اللجان الانتخابية فى مجموعات بعد صلاة الفجر أيضًا، ومُزاحمة الإخوان فى إيجاد الزحام وتعطيل الوقت، ورص الطوابير الطويلة، التى ستمنع ضعيفى الإيمان أنصار الليبرالية الكافرة إلى الإحباط ومُغادرة الطوابير التى لا تتحرك، وبذلك تكون الغلبة للإخوة فى مُواجهة الإخوان، وحتى يبطل عمل الجماعة.
حقيقة لم أستغرب تلك الرواية على جماعة "الغاية تبرر الوسيلة" ولم أستغرب رد الفعل من "التابعية السعودية فى مصر"، فكلاهما له تجربة قريبة فيما بعد الثورة حينما احتكم المصريون إلى قواعد اللعبة السياسية وصناديق الاقتراع لتحديد مدى قبول تعديل الدستور أو رفضه، حينما مارس الطرفان الكذب البواح، بإدخال الدين فى الموضوع، بينما لم يكن حاضرًا فى التعديلات الدستورية، وروجا لقصص خرافية تتعلق بالمادة الثانية من الدستور، وأن قول "لا" للتعديلات تعنى انتخاب "نجيب ساويرس" رئيسًا للجمهورية، وتقنين الدعارة، ونزع الحجاب من فوق رؤوس أمهاتنا، وإباحة شرب الخمور فى الطرقات، وممارسة الزنى على النواصى.
وبأم عينى رأيت "الإخوة" و"الإخوان" فى اللجان الانتخابية يمارسان نفس الألعاب القذرة، سيارات نقل ثقيل جاءت مُحملة بقطعان من البشر قادمة من محافظتى الفيوم والشرقية تهبط على لجان مدينتى 6 أكتوبر والشيخ زايد، ينزل منها رجال بساط "الهيئة"، قليلو "المعرفة"، بعضهم يسأل "إحنا جايين ننتخب مين"، وأحدهم يخاطب رفيقه القادم معه على ظهر سيارة نقل الطوب والحجارة، "ده عند أمه، مستحيل ساويرس يحكمنا"، وأخرى تحاول إقناع زوجتى بالتصويت بنعم من أجل الفضيلة والأخلاق وحفظ الدين، ولم يكن أيهم مطروحًا للاستفتاء عليه.
لم يكن الكذب وحده هو سلاح "الإخوة" و"الإخوان" تلك الأيام، ولكن تغيير تركيبة المدن الجديدة، والإيحاء بأنها مدن نفوذ لهما، وهو ما حدث فى مدينة الشيخ زايد على سبيل المثال التى جاءت نتيجتها مُتساوية، ولو تُركت لسكانها فقط دون استيراد "مُصوتين" من محافظات أخرى لخرجت نتيجتها مُعبرة عن الواقع، وهو رفض التعديلات، والإقرار بأن مصر بعد الثورة "تستحق" دستورًا توافقيًا جديدًا، وليس دستورًا مُرقعًا.
وكانت النتيجة أن مُنحنا إعلانًا دستوريًا أهدر معنى الاستفتاء نفسه، واعتقد هؤلاء أن نتيجته تمنحهم صك التحكم فى البلاد، لأن الناس قالوا "نعم للدين".. ليخرج أحد مشايخهم يربت على صدره بقوة قائلاً "إحنا بأه بتوع الدين".. حكَّام مصر الجُدد.
|