التاريخ : الأحد 20 november 2011 02:18:10 صباحاً
اقتربت التيارات السياسية المختلفة من الوصول الى لحظة الحقيقة عندما يبدأ سباق الانتخابات البرلمانية، ويوم 28 نوفمبر ليس ببعيد وسيعرف كل طرف حجمه على ارض الواقع بعيدا عن تسخين الصحف والفضائيات والتويتر والفيس بوك والشهداء والمناضلين، وبعيدا عن قراءة المشهد السياسي بشكل خاطئ لدى بعض التيارات السياسية، ولو حدث واستتب الامن اثناء الانتخابات ولم نفاجأ بمهازل وخناقات وسنج ومطاوى وحرائق وتجمهر واعتصام وحرق لجان وحمام دم يتبعها فوضى تجعل المجلس العسكرى يعلن نفسه وبصراحة حاكما لهذا الوطن، اقول لو مرت اجواء الانتخابات على خير فان الجولة الاولى منها هى مؤشر حقيقى على قدرة وحجم كل تيار سياسي فى الشارع كما سيعكس شكل مستقبل البلد فى الايام القليلة القادمة.
قراءة سريعة للموقف السياسي الحالى تشير الى عدة نقاط منها ان من شاركوا بفاعلية فى الثورة واصحاب الدعوة لمظاهرات 25 يناير وهم شباب الثوار لن يكتب لهم النجاح فى الانتخابات القادمة اتحدث عن اسماء محفوظ واسراء عبد الفتاح واحمد ماهر واخرين لو ترشحوا للانتخابات فسيخسرون الانتخابات ببراعة منقطعه النظير، ولن تكون الخسارة بسبب منع انصارهم من التصويت او التزوير او اى من الاسباب واللعب التى كان يجيدها النظام السابق فى عملية تزوير الانتخابات.
هؤلاء سيرسبون لسبب هام جدا وهو ان بينهم وبين الغالبية العظمى من الشعب حالة عداء ونفور متبادل بسبب حالة الغرور والاستعلاء التى اصابت معظمهم بعد نجاح الثورة اضافة الى ان عدد كبير من الشخصيات المحسوبة على شباب ائتلافات الثورة من المعاقيين فكريا، إما ملحد أو شاذ أو ضريب بانجو أو عاهرة تخلع ملابسها لاجل حرية الرأى ومعظمهم يبحث عن دور البطولة لاى سبب، والشعب الغلبان واغلبه من المتدينين ( مسلم ومسيحى حتى لو لم يؤدى الفرائض والصلوات بانتظام ) يرفضون ان يتحكم فى مستقبلهم ومستقبل اولادهم مثل هؤلاء.
النقطة الثانية الهامة هى ان حالة الاسترخاء والاطمئنان التى اصابت التيار الاسلامى بعد الاستفتاء على المواد الدستورية سوف تجعلهم يفيقون على واقع هام يتجاهلونه وهو ان معظم من صوت بنعم على التعديلات الدستورية هم من المحسوبين على حزب الكنبة، من الاغلبية الصامتة التى ستظهر فى الانتخابات وصوتها هو المرجح لاى تيار فى الشارع، وهم يرفضون استبدال نظام مبارك بنظام كل همه تطبيق الاسلام السعودى على المرأة والاقباط وكل شئ فى البلد، وقد استطاعت وسائل الاعلام بسوء نية توريط عددا من قيادات الاسلام السلفى فى تصريحات تلمح الى ان مصر تعود للخلف وان جهاز الامر بالمعروف والنهى عن المنكر يستعد لبدأ العمل فى مصر بعد انتخاب الاسلاميين
النقطة الثالثة هى ان ما يطلق عليهم الفلول لديهم فرصة كبير للنجاح لان اغلبهم يترشح وفقا للعصبية القبلية فى الاماكن التى ينتمون اليها ومعظمهم من العائلات التى احتكرت الكرسي البرلمانى من ايام الملكية وتلونوا مع كل سلطة عاشوا معها للحفاظ على هذا الارث السياسي، وهم غير منتمين حزبين وليسوا اعضاء حزب وطنى عن قناعة بل لان الوطنى هو حزب السلطة والحكومة فيجب ان ينضموا اليه ليضمنوا استمرار الكرسي البرلمانى فى العائلة، ومنهم ايضا نواب الخدمات الذين يقدمون خدمات كثيرة لاهل الدائرة وهم ايضا لديهم حظ فى تلك الانتخابات
النقطة الاخيرة وهم الاخوان وهو الفصيل الدينى السياسي الوحيد الذى سيحقق نجاحا مع الجماهير لكن لن يصل الامر الى 30% من مقاعد البرلمان كما يحلو للبعض ان يحدد وزنهم النسبى، والمحصلة النهائية للمجلس القادم اخوان وفلول وغير مسيسين واقليات اخرى اما الثوار فلا عزاء لهم وياليتهم يتعلمون.
هذه رؤيتى وهى صواب يحتمل الخطأ أو خطأ يحتمل الصواب والمحك امامنا يوم 28 القادم وربنا يستر على مصر.
|