التاريخ : الجمعة 25 november 2011 10:48:01 مساءً
من المخطىء ومن المصيب فى حالة الفوضى التى تحكم مصر الان ؟ يقينى ان الكل مخطىء، اخطأ المجلس العسكرى عندما اختار عصام شرف ليقود مصر فى هذه المرحلة الحرجة، واعلم ان شرف كان اختيار الميدان لكن للاسف كان اختيار عاطفى والرجل طيب زيادة عن اللازم،رغم انه يصلح رئيس وزراء ناجح فى اى مرحلة من تاريخ مصر الا هذه المرحلة التى نمر بها،والتى كانت تحتاج الى شخص شديد القوة والحزم ليقود البلد للخروج من الازمة.
واخطأ المجلس العسكرى ايضا عندما تأخر كثيرا فى اتخاذ قرارات او تقديم تصريحات كانت كفيلة بالقضاء على الكثير من حركات الفوضى مثل احداث ماسبيرو لو كان اتخذ القرار المناسب فى الوقت المناسب واخطأ مؤخرا عندما اختار الجنزورى رئيسا للوزراء (رغم حبى وتقديرى واحترامى للجنزورى) وهو بحق الرجل المناسب لكن فى التوقيت غير المناسب لانه اسم مرفوض من الميدان.
وكان على المجلس ان يختار البرادعى لانه وبصراحة شديدة الاسم الوحيد الذى كان الميدان سيهدأ لو تولى الوزارة، والبرادعى قال ان المجلس لم يعرض علىه رئاسة الوزارة وبالتالى اصبح شهيدا اكثر مما هو شهيد فى عيون مناصريه، وكنت اتصور انه طالما المجلس اعطى كافة الصلاحيات للجنزورى كان عليه ان ان يعطيها للبرادعى لنراه جميعا على ارض الواقع ماذا سيفعل ويتصرف، بدلا من ان نراه فى الواقع الافتراضى فقط، ووقتها لو نجح البرادعى سنحمله على الاعناق وندفع به الى كرسي الرئاسة( لو اراد) اما لو فشل فسيعرف البرادعى ومن وراءه ان الرجل لا يجيد الا الحكم الالكترونى فى جمهورية الفيس بوك والتويتر وساعتها كان الكل سيرتاح.
واخطأ الثوار لانهم صنعوا بعنجهيتهم وغرورهم وتعاليهم كم من الكراهية لدى الشعب المصرى لا يمكن اخفاؤه وسيرون نتيجتها فى الانتخابات ( لو تمت ) واخطأو عندما انقسموا الى ائتلافات وشيع ولم نعرف من هم الثوار ومن هم الذين يبحثون عن الاضواء والفلاشات، الكل فجأة بقى ثورى ومناضل ولا يبدأ كلامه الا بجملة انا لما كنت فى ميدان التحرير، ومن لم يحالفه الحظ فى ثورة يناير انضم الى اى مليونية تحريرية ليصبغ على نفسه صفة البطولة والثورية واصبح اى فعل ولو كان خطأ فعلا مقدسا لا ينبغى المساس به لانه قادم من التحرير.
الوزارة اخطأت بطيبتها وطبطبتها وبغشامة داخليتها وضباطها الذين ارتكبوا جرائم مشينة وشاذه ضد الثوار وصدقونى الشعب نزل ليلتحم مع الثوار فى الميدان مرة اخرى رغم ان الغالبية منهم كانت ترفض المليونيات على الفاضى والمليان لكنها نزلت عندما رأت تخزيق العيون ورمى الجثث فى الزبالة وصدقونى اى بنى ادم كان يجب ان ينضم لهؤلاء الثوار دفاعا عنهم وضد الممارسات النازية للداخلية.
واخطأت الاحزاب والتيارات السياسية المختلفة عندما سطت على ثورة صنعها شباب مجهولون وبدأو فى تقسيم الغنائم فيما بينهم والصراع على من يفوز بقلب المجلس العسكرى طمعا فى السلطة وكرسى الحكم دون النظر الى وضع مصر ومستقبلها، الكل يريد ان يحكم حتى لو كان سيحكم خرابة كان اسمها فيما مضى مصر.
واخطأ الاعلام عندما لعب على وتر رضاء القارئ واستنزاف تصفيقه حتى لو قدم معلومة مضللة او لم يقل كلمة حق وللاسف استمر الكثير جدا من الاعلاميين على طريقة قراءة اتجاهات الجماهير ثم التسخين فيها ليكسب تصفيقهم، يعنى لو الجماهير تؤيد شرف فهو معه بل ويرفعه الى مصاف اله الرومان،ولو انقلبت الجماهير عليه لكان شرف هو الشيطان الرجيم، اما ان يقول الحق لوجه الله فهؤلاء قلة نادرة تعرف ان الكلمة مسئولية سيحاسبه الله عليها يوم القيامة.
الكل مخطئ وانا اولهم ولن تنصلح حال مصر الا بانصلاح احوال الكل ورجوعهم الى الحق والعدل ويارب احفظ مصر فانت على كل شئ قدير.
|