التاريخ : الأربعاء 30 november 2011 11:31:18 مساءً
هل يعقل أن يفقد المصري حضارتة في لحظة من الزمن؟ .. وهل من الممكن ان تتوقف جينات الحضارة عن العمل وتضل الطريق؟؟ .. اين تجارب السنين؟ واين خبرة التعامل مع كل الشعوب؟ لقد احتلنا الهكسوس واليونان والفرس والروم والفرنسيين والاتراك والعرب والمغاربة والليبيين بل والسودانيين والانجليز أخيرا ولكن في كل مرة وبعد فترة طالت أو قصرت كنا ننتصر بل ايضا نحن غزونا العالم وصلت جيوشنا الي حدود اوربا واحتلت اجزاء منها منذ مائتين عاما فقط بعد عشرة سنوات فقط من احتلال الفرنسيين لنا!
نحن قوه لا يستهان بها نحن من نحول اعدائنا المحتليين الي مصريين اكثر منا ويحاربوا اهلهم لان نيل مصرنا رواهم ومصّرهم، واصبحوا اكثر منا مصرية.
نملك القوة .. ويطلق عليها القوي الناعمة وهي خبرة السنين وثقافة الملايين وأم الحضارات وحكمة الزمن وجذور المعرفة.
هل من الممكن ان تحدث رده للشعوب؟ هل لابد وان نعبر مرحلة العصور الوسطي حتي نتطلق للتقدم .. وهل بعدما نعبر مرحلة العصور الوسطي التي ارتد الشعب ليصبح قبلها بقرون يمكن ان نعود ونتقدم؟
هل لو خرجنا من العصور الوسطي سريعا وركبنا قطار التقدم سنجد العالم مازال يستعمل القطار وهل سيذكرنا بأننا مصر ام الحضارات ان الدولة التي كانت علي مشارف الدول الكبري منذ قرنين من الزمن فقط وقوة اقتصادية وعلميه من خمسين عاما فقط والان في اقل من اربعين عاما رجعنا قرون؟
تري هل فرد واحد فقط يستطيع ان يفعل بنا هذا؟؟ لا عصابة كاملة .. أو مافيا؟
أنهم العسكر .. واه من العسكر عندما قفزوا للسلطة وتحولت الديمقراطية الي التبعية وسرقت مصر وسرق عقلها الذي كان يفكر بالأمر في قضية معينة .. وبالأمر أيضا لا يفكر فى غيرها.. في النهاية لابد وان ينتهي بنا المطاف للامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أي منكر اصعب من ان تكون أنت صاحب الحضارة والعالم تقدم حولك ويتقدم وانت.. عفوا.. ترجع الي الخلف.
أمامك النماذج الكثيرة .. لما انت ذاهب اليه ولكنهم للاسف اضاعوا البلد في ستين عاما بالتمام والكمال في أول عشرون سنة .. قلبوا الهرم ..وعكسوا القوانين، وبدلا من يصبح الفقير غنيا .. افقروا الغني .. وبدلا من ان يتعلم الجاهل .. جهلوا المتعلم، وبدلا من تقام المشاريع المنتجة وتكبر قامت .. المشارع الكبيرة ولم تنتج .. والنتيجة نكسة.
وبعد ان تخطيناها بخبرة السينين ولؤم الفلاحيين وشجاعة المصريين .. بدلا من ان نعدل الهرم ثانيا ونعيد لمصر طبيعتها أطلقوا علينا سوس الأرض القادم من الزمن الغابر .. وأخذ السوس ينخر في الجسد المصري حتي سقط رأسه مقتولا؟
خاف العسكر ثلاثون عاما اخري ولم يقوموا بمحاولة اللحاق بالركب العالمي وازداد الفقير فقرا والسارق غنى، وأصبحت الفجوة كبيرة .. وغابت العدالة الاجتماعية حتي سقط الرأس مخلوعا.
لكن العسكر كما هم لا يتغيرون .. لم يبقي لديهم سوي السوس الذي تكاثر واشتد عوده، حتي تعلم كيف ير تدى ثوب "نملة" و"أحيانا فراشة جميلة" وهو يريد ان يشرنق المجتمع في افكاره لانها طبيعته.
الا يوجد حل سوي الدخول في تلك الشرنقة الضيقة قبل الانطلاق الي الحرية.
في الحقيقة انها العدالة لكل الشعوب ان نمر من نفس الطريق الصعب الذي مرت به كل الشعوب للحرية .. فلابد "للحرية من عدالة" وقد نحتاج الي "النور" حتي نري طريق العودة للحياة.
بعد هذا الطريق الطويل سوف يظهر "أتاتورك".. هكذا علمنا التاريخ .. ولنري ماذا سيحدث ان كان لنا في العمر بقية وان زالت تلك الفترة القصيرة في عمر الشعوب سريعا.
و لكن هل في هذا الزمان، سيتركنا العالم نمر بكل هذه المراحل دون ان يطمع فينا ويستضعفنا ونكون فريسة سهلة لكل من اراد بنا سوءا.
انها ضريبة الجهل والتسلط والتجبر والخنوع.. ومن قبلهم الشعب المصري الذى لا يمكن أن تتوقع أفعاله التي أحيانا تكون غاية في الروعة .. وأحيانا أخرى غاية في الغرابة.
|