التاريخ : الخميس 01 december 2011 09:39:30 صباحاً
أضف تعليقكتعليقات : 9 آخر تحديث: الأربعاء 30 نوفمبر 2011 - 9:20 ص بتوقيت القاهرة
مع كل النتائج التى تمخض عنها اختبار المرحلة الأولى للانتخابات، وكل الإيجابيات التى جرى رصدها وكل الفوارق التى أظهرت وبحق الخطوة المتقدمة التى قطعتها مصر، وحتى كل المخالفات والتجاوزات التى تم رصدها، وثبت أنها أخطاء فردية وليست منهجية لا تؤثر على سير العملية الانتخابية ولا على نزاهة نتائجها.
لكن وسط كل مشاعر الفرحة تلك اعتبر البعض أهم الإيجابيات أن المرحلة الأولى من الانتخابات مرت بسلام وهدوء لم يكن يتوقعه حتى أكثر المتفائلين فى مصر، فالواقع كان يقول إننا نعيش انفلاتا أمنيا، وعجزا رسميا عن التعامل مع هذا الانفلات، وكان البعض يتندر على الدولة العاجزة عن السيطرة على مباراة كرة قدم فكيف ستؤمن انتخابات فى 9 محافظات وفى مناخ سياسى ملتهب تتنازع فيه الأطراف السياسية وتتقاطع فيه الأجندات، ويوجد فيه حسب التصريحات والتقارير الرسمية «طرف مجهول» يتعمد إشعال المواقف، وتصعيد الاحتجاجات البسيطة إلى كوارث، والمظاهرات السلمية إلى مجازر، ومباريات الكرة إلى معارك حربية، دولة ظلت عاجزة طوال 6 أيام عن وضع حد لمواجهات فى شارع واحد اسمه «محمد محمود» وتدعى قدرتها على تأمين الانتخابات، رغم فشلها فى القبض على «الطرف المجهول» التى تتهمه كل مرة أو على الأقل الإعلان عنه.
ناهيك عن حوادث البلطجة الكبرى، والمعارك بين القرى فى الصعيد التى وصلت للمواجهات المسلحة والحصار الحربى، حتى أن محافظ سوهاج فى مرة تباهى بنجاحه فى إدخال مواد غذائية لقرية محاصرة من أهالى قرية أخرى، ومحاولات اقتحام أقسام الشرطة فى المحافظات، وغير ذلك من صفحات دفتر أحوال مصر فى الشهور الأخيرة.
لكن الدولة فاجأتك بأنها قادرة على تأمين الانتخابات، وقادرة على فرض الهدوء والسكينة، لم يظهر «الطرف المجهول» ولم يتحرك البلطجية لإفساد الفرح، لا تحاول إقناعى أن بلطجية عام 2011 مثل لصوص 73 الذين حصلوا على إجازة من الجرائم تضامنا مع خوض مصر غمار الحرب، لا تقل لى إن البلطجية بهذه الوطنية ويدعمون الانتخابات والاستقرار، رغم أن المنطقى أن مصالحهم تزدهر أكثر فى الفوضى، لا تخبرنى أن «الطرف المجهول» الذى تقول التصريحات الرسمية أنه يتعمد إفساد كل شىء، قرر بوطنيته ومن تلقاء نفسه أن يترك الانتخابات لحالها، وأن يدعم البرلمان الجديد.
لديك أسئلة مشروعة تتفجر من هذا المشهد، إما أن مفتاح الانفلات هذا فى يد شخص ما فى السلطة، وكان يفتح بنفسه القفل ويغلقه، وإما أن ما تم ترويجه عن البلطجة والانفلات كان مصطنعا أو مقصودا، أو أن كل ذلك كان حقيقيا لكن الدولة كانت متكاسلة ومتخاذلة ومتواطئة فى التعامل مع هذه المظاهر وتدعى عدم قدرتها على المواجهة وعجز أجهزة أمنها، رغم أنها فى الحقيقة قادرة كما رأينا أمس وأمس الأول.
أى كانت النتيجة لا يسعنا فى هذا الموقف إلا أن ندعو السيد الذى يمسك فى يديه بمفتاح الانفلات أن يبقى القفل مغلقا.. ورجاء إلى الأبد..!
|