التاريخ : السبت 03 december 2011 03:23:36 صباحاً
يسالنى الكثير من الاصدقاء كيف لى وانا صحفى محسوب على المعارضة منذ ايام الرئيس المخلوع وحتى الان ولا انحاز الى الدكتور محمد البرادعى، الرجل الذى حرك جذوة النضال لدى الشعب المصرى ( من وجهه نظرهم ) واصارحكم القول اننى انا ايضا سألت نفسي نفس السؤال لماذا لا احب البرادعى؟
لن اقول كما يتقول البعض من ان الرجل مزقزق علينا وان لديه اجنده خارجية ينفذها ،وانه السبب فى ضرب العراق وان الغرب ارسله ليحكم مصر لان ولائه للغرب الذى عاش فيه طوال عمره ، وانا لا اتفق مع تلك المقولات على الاطلاق واعرف ان الرجل وطنى وانه هاجم مبارك بضراوة ،(و كان مبارك وقتها فى الحكم وكان البرادعى وقتها خارج مصر) ، لكننى اختلف مع الذين يقولون ان البرادعى هو اول من واجهه مبارك وتصدى له وطالبه بالاصلاح .
لان لو كانت هذه هى الميزة التى يتفاخر بها محبى البرادعى فمردود عليها بان هناك من هو اشجع منه فى مصر ووقف لمبارك وتحداه بل وعراه وعرى نظامه( وهو داخل مصر لا يسنده منصب دولى ولا نوبل ولا عالم سيقف على رجل لو تم مس شعره منه ) ودفع سنوات من عمره نظير انه تحدى مبارك.
وانا اتحدث بالطبع عن ايمن نور، الذى احرج مبارك وابنه ونظامه امام العالم كله وتم تلفيق قضية تزوير ليتخلصوا منه، واعطوه اقصى عقوبة ممكنة على قضية التزوير(وكأن ايمن كان يزور دولارات) مع ان القضية المتهم فيها هى تزوير توكيلات تأسيس حزب الغد، وكان القانون وقتها يحدد توكيل 50 عضوا من عدة محافظات لانشاء الحزب وكان ايمن يكفيه هؤلاء الخمسين وفقط لكنه اراد استعراض قوته وجمع اكثر من 4000 توكيل ومن السهل ان يتم دس توكيلات مزورة وسط هذا الكم وهو ما حوكم عليه ايمن.
واستمر ايمن يدفع ضريبة تحديه لمبارك حتى بعد خروجه من السجن لانها قضية تصنف بانها مخلة بالشرف، اى تمنع صاحبها من اى حقوق سياسية حتى بعد خروجه من السجن، وتم (تظبيطها) مخصوص لايمن نور حتى لا يخرج من السجن فى اى وقت ويفكر فى ترشيح نفسه مرة اخرى ضد الابن.
ولو كان هناك شرارة اولى للثورة لكان ايمن نوروليس البرادعى ، بل لو انصفنا فان اول ارهاصات الخروج على مبارك والكتابة ضد الرجل ونظامه وابنه ينسب الفضل فيها اولا لابراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور الذى فتح النار على مبارك عقب اغلاق جريدة الدستورعام 1997، وجلس وقتها ابراهيم فى البيت كلما فتح جريدة اغلقت فى وجهه، وبالكاد كان يتسلل له مقال هنا او مقابلة تليفزيونية هناك ،وكتب وقتها رواية موت الرجل الكبير وكلها على مبارك ورجاله.
اما النموذج الاوضح فكان عبد الحليم قنديل الذى عرى مبارك ونظامه ايام كان رئيسا لتحرير جريدة العربى الناصرى ، بل وسب الرجل وشتمه علنى مما جعل زبانية مبارك يختطفونه ويلقون به عاريا فى طريق السويس .
هؤلاء دفعوا كثيرا وضحوا وهم يواجهون مبارك بصدور عارية بلا مساندة ومن داخل مصر، اى ان ارادة مبارك نافذة فيهم اى لو اراد ان يقتلهم ويمثل بجثثهم لفعل، هذا ما قدموه فماذا فعل البرادعى غير التويتر والفيس بوك وكلماته الموجهه لمبارك بضرورة التغيير .
واعود الى السؤال لماذا لا احب البرادعى واصارحكم القول انه لا يوجد سبب عقلانى سوي اننى مثل ربات البيوت ومثل معظم المصريين من اعضاء حزب الكنبة مش مستريحيين للراجل.
|