التاريخ : الأحد 04 december 2011 01:00:04 مساءً
إنتهت - بخير - المرحلة الأولى من إنتخابات برلمان مصر 2012، وسط إشادة من كافة المراقبين والمحللين السياسيين على مستوى العالم بالنزاهة والشفافية التى تمت بها العملية الإنتخابية فى مصر.
وعلى الرغم من وجود بعض الأخطاء الإدارية التى شابت الإنتخابات فى مرحلتها الأولى إلا أنها لم تؤثر فى النتائج النهائية لتلك المرحلة، حيث لا تكاد تخلو أى عملية إنتخابية من وجود أخطاء إدارية وفقاً لما أعلنه رئيس لجنة الديموقراطية بالكونجرس الأمريكى فى إشادته القوية للإنتخابات البرلمانية التى تمت فى مصر.
وقد إنعكس نجاح المرحلة الأولى من الإنتخابات على الحالة النفسية للمستثمرين بسوق المال، حيث ربحت البورصة المصرية ما قيمته ستة عشر مليار جنيه خلال الجلستين التاليتين للعملية الإنتخابية، وقد واكب ذلك إقبال كبير من المستثمرين العرب والأجانب على سوق المال فى إشارة قوية لتحسن درجة الثقة فى الاقتصاد المصرى خلال المرحلة القادمة.
ومن شأن استمرار النجاح فى المراحل التالية من العملية الإنتخابية أن يدعم من درجة الثقة ويزيد من الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة ويرفع من درجة تصنيف مصر دولياً وليصبح الرهان الرابح فى كل ذلك هو فى قوة وإرادة المواطن المصرى.
لقد نجح الشعب المصرى ولأول مرة فى تاريخه الطويل من أن يقول كلمته التى تعبر عن قيمه وثقافته، ووجه رسالته القوية التى كان يريد توصيلها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يدير البلاد فى تلك المرحلة الإنتقالية، ونجح الشعب المصرى كذلك من الإنتقال من مرحلة الطلب والرجاء الى مرحلة الفعل، حيث نجح فى تغيير شعار الشعب يريد الى شعار الشعب يقول ويفعل.
ولعل النتائج التى أسفرت عنها الإنتخابات البرلمانية فى مرحلتها الأولى هى أشد عقاب للقابعين فى سجن طرة الذين أفسدوا الحياة السياسية على مدار عقود طويلة، من خلال عمليات تزوير واضحة وفاضحة لإرادة الشعب دفع ثمنها الوطن والمواطن وإنتهت بهم فى النهاية الى مصير مجهول.
لقد جاءت نتائج المرحلة الأولى من الإنتخابات لتوجه ضربة قاضية للأحزاب الكرتونية التقليدية، حيث ذاب وإختفى حزب التجمع تحت مظلة الكتلة المصرية، وكذلك حزب الوفد ذو التاريخ الطويل الذى بدء التجهيز للإنتخابات بإعتباره من سيشكل الحكومة ثم إكتشف رصيده الحقيقى لدى الجماهير من خلال نتائج الإنتخابات فى مرحلتها الأولى.
وقد تزعم التيار الإسلامى المشهد السياسى سواء من خلال حزب الحرية والعدالة الزراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين أو حزب النور الزراع السياسى للجماعة السلفية لتصبح هبة اللة لهم بعد صراع طويل مع النظام السابق دفعوا خلاله الكثير من دمائهم ووقتهم وأموالهم دافعاً عن قضيتهم التى نجحوا فيها مؤخراً.
لقد جاء وقت تولى التيار الإسلامى المسئولية السياسية والتشريعية وكذلك المسئولية التنفيذية بإعتبارهم من سيشكلون الحكومة القادمة – بإفتراض إستمرار تقدمهم فى المرحلتين الثانية والثالثة من الإنتخابات - وليخلق هذا تحدياً كبير للمشهد السياسى فى مصر فى ظل التباين الواضح بين ذلك الفصيل والتيارات الأخرى داخل المجتمع.
غير أن ما يجب التأكيد علية وبناء على نتائج المرحلة الأولى هو ضرورة أن يقدم كل فصيل سياسى مبادرة للتعاون مع باقى الفصائل السياسية الأخرى بالشكل يزيد من قوة برلمان الثورة ويساعد فى إيجاد حكومة قوية قادرة على إدارة العمل العام فى مصر فى تلك المرحلة الهامة من تاريخ مصر.
إنها أحد القضايا الهامة التي تواجه كافة التيارات السياسية الفاعلة فى مصر وتحتاج إلى إعادة التفكير.
|