التاريخ : الاثنين 16 may 2011 09:40:57 مساءً
تستحق حكومة الدكتور عصام شرف وبجدارة لقب حكومة وقف الأعمال لأننا لم نر منها حتى الآن أى مؤشر على أنها حكومة تسيير أعمال، وهى لا تصلح لأن تكون حكومة المرحلة الراهنة، التى يمكنها أن تدير ملفات، وتضع سياسات حقيقية تمكننا من الخروج من الأزمة تدريجيًا بل لا يزال يطرح وزراؤها برامج وردية أو أحلامًا تتبخر معالمها بمجرد محاولات تطبيقها على أرض الواقع.
وإن كنا وصفنا هذه الحكومة بذلك فإننا لا ننظم لها حلقة من حلقات جلد الذات بقدر ما هو تقييم موضوعى لأدائها خلال الفترة الماضية لإثبات أنه لا توجد حكومة ثورة، فقد أعلنت الحكومة عن برامج لتشغيل الشباب، وخرج علينا وزير ماليتها سمير رضوان يعلن وهو يحمل سيفه كعنتر بن شداد أن الحكومة ضمن أولوياتها تشغيل الشباب، ولكنه سرعان ما وقع من على جواده بعد ان اكتشف ان عدد طلبات شغل الوظائف المقدمة للوزارة فى فترة وجيزة تجاوز 10 ملايين طلب عمل، فبدأ الوزير ينسحب تدريجيًا، ويتخلى عن تصريحاته ليتوقف المشروع، ولا نعرف مصيره حتى الآن.
"عنتر المالية" لم يطرح فقط برامج للتشغيل، بل صدعنا بالتنسيق مع "برعى القوى العاملة" وأقصد أحمد البرعى، وزير القوى العاملة والهجرة، بالحديث عن وضع حد أدنى للأجور يتيح حياة كريمة لكل العاملين، ولأن الوزيرين وجدا الفرصة سانحة للشطحان بخيالهما، فقد تم تحديد عدة مواعيد للإعلان عن هذا الحد الأدنى للأجر مرة فى يوليو المقبل والأخرى خلال 3 اشهر، والثالثة الله أعلم!
ونحن لا نعرف بالضبط كيف ستضع حدًا أدنى للأجور ووزراؤها يقفون على باب البنك الدولى لجمع الاموال لانقاذ ما تبقى فى عجلة الاقتصاد الوطنى، الذى يتعرض يوميًا لنزيف من الخسائر، بسبب استمرار تداعيات احداث 25 يناير.
وليس لدى حكومة شرف أو حكومة وقف الأعمال إلا برامج وردية فقط تعدت بها المدى أكثر من الحكومات السابقة بل وزراؤها يتحركون فى اتجاه ضياع هيبة الدولة، وإحداث حالة من الفوضى، لأن أيديهم المرتعشة لا تقوى على البناء لدرجة أن رئيس الحكومة يتخذ قراراته بناءً على المظاهرات الفردية أو الجماعية، التى تخرج فى الشارع فيشكل وزارة للآثار ألغاها مسبقًا بعد تظاهر العاملين بالآثار للمطالبة بتواجدها، بل يرفض وزيرها زاهى حواس، ثم يحلم، والله أعلم، أنه الأنسب للمنصب، فيقرر تعيينه للآثار، بل يعين محافظًا قبطيًا لمدينة قنا ثم لا يلبث أن تندلع المظاهرات فيلغى جميع ما سبق. إنها فعلًا حكومة رد الفعل.
وإن كنا لا نجد أى تجديد فى لغة الخطاب الحكومى ولا برامج واقعية تحقق أبسط طموحات المواطن، الذى لا يزال يعانى حاليًا بل بشدة بعد أحداث 25 يناير، فعلى الحكومة أن تحمل أمتعتها وترحل، خاصة أن رئيس الوزراء يخرج علينا بتصريحات هى الأغرب، وتخالف الواقع آخرها رفضه الاعتراف بأن ثورة 25 يناير هى المسئولة عن تدهور الاقتصاد!
ورغم أن عجلة الاقتصاد أوشكت على التوقف نتيجة أزمة عنيفة تعيشها السوق، وهى نقص السولار بما يهدد العديد من المصالح فى قطاعى الزراعة والصناعة، فإن حكومة شرف تحترق مع كل أزمة يمر بها الشارع المصرى اقتصاديًا وسياسيًا لولا تدخل القوات المسلحة فى اللحظات الأخيرة لإنقاذ الموقف.
|