التاريخ : الاثنين 05 december 2011 03:25:57 مساءً
سؤال يفرض نفسه منذ بروز تيار الإسلام السياسي في العديد من الدول العربية التي شهدت ما عُرف بالربيع العربي، والذي راق للبعض تسميته مؤخراً بــ "الربيع الإسلامي" في إشارة للتندر على الصدفة الغريبة التي جمعت بين تصّدر حزب النهضة ذي المرجعية الإسلامية في تونس، وكذلك حزب التنمية والعدالة الإسلامي في المغرب وتمكين الحزبين من تشكيل الحكومة الجديدة في تونس والمغرب، وبوادر فوز التيار الإسلامي في أول انتخابات برلمانية في مصر بعد ثورة 25 يناير.
لماذا الخوف من الإسلاميين؟ سؤال عملاق يبحث عن إجابة، أحدهم قال: ربما بسبب تاريخ جماعات الإسلام السياسي الذي لا يبشر بخير، ولنا في حركة حماس "الإسلامية" أسوة سيئة عندما انقلبت على الديمقراطية وانفصلت بقطاع غزة عقب فوزها في الانتخابات،وصراعها مع مؤسسة الرئاسة بقيادة محمود عباس، وربما عزز هذا السبب تصريح المتحدث باسم التيار السلفي في مصر ما نصه: "وإذا مُكنّا فسوف نقيم دولة الإسلام القائمة على الشورى ومبايعة الحاكم مدى الحياة، و.. مفيش حاجة اسمها معارضة"، وبعد أن وصف الديمقراطية بالكفر رأيناه يترشح، ولما فاز كان مبرره أننا نقبل الديقراطية المصرية أما الأميركية فلا.
البعض يرى أن الخوف من جماعات الإسلام السياسي ربما يكون بسبب ما أعلنه المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف حول أن (الجماعة) تحمل رسالة عالمية ولا تعترف بإقليم أو عرق أو قومية، وأن الهدف هو خدمة مصلحة الجماعة وليس مصلحة مصر وقوله ما نصه: " أنا زعيم الإخوان في مائه دولة وإذا وقفت مصلحة مصر ضد مصلحة الإخوان.. طظ في مصر"..!
ولا إجابة إلى الآن تشفي غليل السؤال الحائر: لماذا الخوف من الإسلاميين؟ أحد مرضى الإسلاموفوبيا زار الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، واطلع على الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها "بكل الوسائل" ومنها:تحرير الوطن الإسلامي بكل أجزائه من كل سلطان غير إسلامي، وقيام الدولة الإسلامية التي تنفِّذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليًّا، ووضع المناهج الصالحة في كل شئون المجتمع من التربية والتعليم والتشريع والقضاء والإدارة والجندية والاقتصاد والصحة والحكم، والعمل بجد على تنقية وسائل الإعلام مما فيها من شرور وسيئات والاسترشاد بالتوجيه الإسلامي في ذلك كله، وإعداد الأمة إعدادًا جهاديًّا؛ لتقف جبهة واحدة في وجه الغزاة والمتسلطين من أعداء الله، تمهيدًا لإقامة الدولة الإسلامية الراشدة، وربما تفسر هذه الأهداف مبررات تلقّي الجماعة الدعم المالي الخارجي مما يضخّم الخوف لدى بعض المصريين، ويجعلهم لا يأمنون على أنفسهم ولا على مستقبل بلدهم لو تمكن هؤلاء من حكم مصر.
لماذا الخوف من الإسلاميين؟ ربما لأن المادة الرابعة من الإعلان الدستوري تمنع مباشرة أي نشاط سياسي أو قيام أحزاب سياسية على أساس ديني، ومعنى هذا أن تجاهل عدم دستورية هذه الانتخابات التي يخوضها الإخوان والسلفيون بخطابهم الديني المباشر، سيفتح المجال لانتهاك كل ما من شأنه الوقوف في طريق تحقيق الأهداف السابقة، وسيُنظر للمجلس العسكري على أنه ضد الشرعية، وللثوار على أنهم .. بلطجية.
لماذا الخوف من الإسلاميين؟ مصري حائر يقول: لماذا لا نعطيهم فرصة لنرى على أرض الواقع ماذا سيقدمون لمصر والمصريين؟، ولماذا هذا الخوف المبالغ فيه من الإسلاميين؟ أليسوا إخواننا وأبناء جلدتنا؟، لنعطيهم فرصة ولو "لعبوا بذيلهم" فها هو الميدان .. سنخرج لهم بالملايين ونخلع لهم "هدومنا" ونقعد في التحرير.
مصري آخر حر صرخ فينا قائلا: "يا جماعة إنتو مش فاهمين.. من يستأثرون بالحديث باسم الدين لتنفيذ أجنداتهم الخاصة لعبوا بمشاعر الناس الغلابة وأفهموهم أن التصويت لمرشحيهم يضمن الطريق إلى الجنة، وأن ذلك جهاد في سبيل الله، فضلا عن الدعاية المذهبية البغيضة التي خطفت أغلبية "حزب الكنبة " لصالحهم في المرحلة الأولى من الانتخابات، والخوف الأكبر هنا أننا لسنا في وضع طبيعي لننتظر تقييم أدائهم، نحن في حالة تفكك للكيان السياسي للدولة، ومعنى ذلك أن الأغلبية ستتصدى لفرض أجنداتها في الدستور الجديد والقوانين الجديدة وفي مناهج التعليم والإعلام، ولاسيما شروط انتخاب رئيس الجمهورية القادم وهذا ما أكدوه في غير موضع. إنهم يريدون إقامة الدولة الدينية والبيعة للحاكم مدى الحياة، فهمتم ليه أي مصري حر من حقه يخاف.؟ كلام المصري الحر أعادنا إلى المربع الأول.. والسؤال الآن لمن وصل معي إلى هنا .. لماذا الخوف من الإسلاميين؟؟؟
|