التاريخ : السبت 17 december 2011 05:32:10 مساءً
بدأت معركة القصر العينى عندما قام الكابتن بودى (احد التراس الاهلى والمعتصم امام مجلس الوزراء) باستيقاف احد الضباط وطلب منه ابراز رخصته (ايوه بودى هو اللى طلب الرخصة من الضابط مش الضابط اللى طلبها من بودى) وطبعا الضابط رفض ابراز رخصته للكابتن بودى (هذا على لسان الكابتن بودى والكابتن اللى كان معاه فى المستشفى)، وبعد ذلك منطقة تعدد الروايات التى على اثرها تم الاعتداء على بودى بوحشية ليس لها نظير ثم بدأ التراشق بالطوب والحجارة والمولوتوف حتى حضر الاستاذ (الطرف الثالث) واطلق النار فقتل سبعة افراد ثم قام الطرف الثالث (الذى لا هو جيش ولا شرطة من ناحية ولا هو متظاهر من ناحية اخرى) بحمل الحقيبة التى تحوى المسدسات والبنادق التى استخدمها وذهب ليشرب النسكافيه قبل ان يبرد.
هذه المعركة المتكررة من البالون الى ماسبيرو الى محمد محمود ثم القصر العينى وان شاء الله فى الاعادة او المرحلة الثالثة من الانتخابات ستنتقل الى فم الخليج تؤكد ان الشعب المصرى مجموعة من المغفلين وان هناط (طرف تالت) لن يسمح له بالقيام مرة اخرى، أما من هو الطرف الثالث فالجيش والحكومة بيقول انهم من بعض المندسيين داخل الثوار ولديهم من يمولهم من اجل استمرار الفوضى سواء كان هناك ثورى عميل أو فلول حزب وطنى او اعداء من الخارج (اسرائييل وامريكا يعنى).
أما الثوار فيقولون ان الطرف الثالث هو الجيش والشرطة الذين يحاولون القضاء على الثورة ومكتسباتها ،وهناك جناح ثالث (دا غير الطرف الثالث) يقول ان ما يحدث هو استغلال و توجيه للغباء غباء الثوار وغباء السلطة لتظل البلد فى حالة فوضى.
ولنحاول نناقش الامر بشكل اكثر تفصيلا لنعرف من هو الطرف الثالث فهل يمكن ان يكون الطرف الثالث من الثوار انفسهم يقينا ان فرض قيام الثوار باطلاق النار على انفسهم وفى بعض الاحيان على الجيش والشرطة هو فرض عبثى ، فكيف يمكن للثوار الذين يسعون للتخلص من حكم العسكر ان يقتلوا انفسهم من اجل التخلص من العسكريين.
ونعود الى الفرض الاخر هل الجيش هو الطرف الثالث الذى يقتل فى الثوار من اجل الانفراد بحكم مصر، وايضا هذا الفرض غير عقلانى ولا منطقى، لو اراد الجيش التخلص من الثوار لترك الانتخابات بدون تأمين حتى تسيل الدماء انهارا ثم يدخل ليسيطر ويمكن نفسه تحت مبرر حماية الوطن وهو اسهل من اصطياد بعض الثوار وقتلهم.
يتبقى الخيار الثالث وهو وجود حالة من الغباء المتبادل بين الطرفيين اضافة الى وجود اصابع لا تريد لمصر الخير من الداخل ومن الخارج ايضا وهو الاحتمال الارجح ، حالة الغباء المتبادل تتمثل فى حالة الاستعداء والاستعلاء وجر الشكل من جانب المتظاهرين، وتحولهم الى قوة اكثر ديكتاتورية فى بعض الاحيان من مبارك مما ادى الى خوف وفزع الجميع من انتقاد اى تصرف خاطىء للثوار حتى لا يضع نفسه امام الة اعلامية رهيبة هى التويتر والفيس بوك، ويجد نفسه وقد تم لعنه ومسح بلاط التويتر به وبالسيدة والدته لانه تجرأ وانتقد فعلا مخالفا لما يعرف بالثوار.
على الجانب الثانى حالة غباء مستحكم من جانب المجلس العسكرى وهم يرون نفس السيناريو يتكرر فى كل مرة ولا يستطيعون ايقافه كما ان حالة رد الفعل على تجمهر ما يعرف بالثوار وتجاوز البعض منهم احيانا فى منتهى العنف الغير مقبول.
الان مصر تقف على اعتاب الوصول الى شكل الدولة فلماذا لا نعطيها فرصة خاصة اننا امام جدول زمنى يحدد موعد مجلس الشعب وموعد الرئيس المنتخب لا نريد ان يتنمر الجيش للثوار ولا يتحرش الثوار بالجيش ، هل من الصعب ان يضبط كلا الطرفيين انفسهما لستة اشهر فقط، حتى يكون لدينا مجلس ورئيس منتخب ،حتى لو لم يكن على هوانا، وامامنا صندوق الانتخابات وميدان التحرير لو لم ينجح معنا.
العقل يقول اعطوا للجنزورى والجيش فرصة حتى يستكمل الطريق الى سلطة شرعية واصبروا على تجاوز وجر شكل بعض المعتصمين يمكن مصر تخرج من هذه الازمة على خير، وبلاش البحث عن بطولة زائفة على حساب الوطن.
|