اعلان البنك الأهلى

بنك مصر

أخر الأخبار
البنك الزراعي المصري
بنك القاهرة
 
  أحمد علي سليمان
  مكانة الشهادة ومنازل الشهداء عند الله
  عبد الله غراب
  الحراك الرياضى وخالد عبد العزيز
  د.عادل عامر
  الاموال الساخنة في مواجهة الدولة
  ايمن حسن سليمان
  اتفاقية تبادل العملات مع الصين
الخدمة الاخبارية

الأكثر قراءة

الدولار الأمريكي
15.71
15.61
اليورو
18.9918
18.835
الجنيه الاسترليني
21.3625
21.1125
الريال السعودي
4.1887
4.0971
الدرهم الاماراتي
4.2776
4.2275
أسواق الفوركس
ليلة واحدة
15.895%
أقل من اسبوع
15.900%
أسبوع
15.977%
أقل من شهر
00%
الجنيه الذهب
6416
عيار 24
917
عيار 21
802
عيار 18
687
عيار14
535
اجندة المعارض والمؤتمرات
عز
5355
5700
المصريين
5280
5380
الجارحي
5110
5300
بشاي
5110
5210
فرص تصديرية
أسمنت حلوان
575
العريش
565
أسمنت المصرية
625
أسمنت السويس
645
أسمنت السويدي
585
هل قرار وقف استيراد الغاز المسال من الخارج في صالح المواطن أم لا؟
نعم
لا
لا أهتم
 
 

سراج

د. منى النموري

 

التاريخ : الاثنين 19 december 2011 05:53:12 مساءً

أغلق كل شئ، التليفزيون والكمبيوتروالتليفون وكل نافذة هى لى على أية اخبار، بل واترك بيتى كليةً حتى لاادع مجالاً لإختراق من اى نوع.أسير بسيارتى فى طرقات اعرفها ولااعرفها وعندما أتعب أبحث عن شئ لأقرأه شريطة أن يكون بعيداً كل البعد عن وقتنا هذا. أقلب فى شنطة سيارتى لأجد بعض الكتب التى إشتريتها من زمن لاتزال فى حقيبة دار النشر. ماذا؟ ماذا؟ سراج لرضوى عاشور:حكاية عربية. تحمل الرواية وعداً بأن تأخذنى انا وأنتم فى رحلة بعيدة، بعيدة، أليست حكاية عربية؟ حدوتة من ألف ليلة وليلة؟ أفتح الكتاب الصغير ذى الغلاف الأزرق وأقرأ عن حكاية سعيد الشاب اليتيم وحيد أمه آمنة خبازة السلطان التى تُؤجر كل يوم رغيفين تصرهم فى منديلها، على جزيرة تجاور جزيرة زنزبارفى المحيط الهادى يخرج اهلها للبحر فيعودون اولايعودون، وحيث السلطان المختال الذى لايثق بأحد سوى جواده فياض، والعبيد الذين يحاولون تذكر ألوان الطفولة البراقة التى طمستها عتمة العبودية، حكاية سعيد الذى يخرج للبحر وينزل فى الأسكندرية وقت ثورة عرابى وتبحرسفينته بدونه لأنه تبع صديقه الجديد محمود المصرى فى إكتشاف الأسكندرية وأكل الطعمية الساخنة وسماع حكايات السندباد البحرى والشاطر حسن، ويبقى سعيد ليرى المراكب الإنجليزية تضرب الطوابى والناس ومعهم محمود تهرول تسب الإنجليزوتدعو لعرابى "عرابى جدع، عرابى جدع ياناس"، مكث الولد فى مصريبحث عن محمود فى الطرقات". نعم اخى..إنه فى الخامسة عشرة، يكبرنى بعام واحد ولكنه أنحف وأقصر.كان يلبس جلبابا ازرق وطاقية بيضاء.هل رأيته؟- عد يابنى الى والديك فليعوضهما الله ويعوضنا"حمل الولد الثورة المؤودة فى صدره وطوى محمود المصرى الثائر المخلص فى قلبه وعاد الى الجزيرة فى رحلة طويلة سمع فيها من البحارة الأفارقة حكايات المبشرين الأوروبيين الذين يقولون انهم جاءوا لمساعدة الأفارقة، فيم؟ ليس لبناء الأكواخ ولا لصنع الرماح ولكن لبناء السفن والمدافع لأنفسهم يقتلون بها الأفارقة!عاد سعيد لأمه آمنه خبازة السلطان وقد إشتد عوده وقويت شوكته ليجد الإنجليز قد زاروا الجزيرة وأقاموا فيها قاعدة لخدمة سفنهم مع وعد بعدم التدخل فى حكم السلطان وحمايته وليجد كل شئ على حاله فالسلطان فى قلعته والعبيد فى المزارع وكل أسبوع يقبض العسكر على واحد منهم يرمونه فى الأقبية المخيفة.عاد سعيد ليجد تودد الشابة العازفة عن الزواج سوى برجل يقرأ ويكتب والتى كانت تختبئ تحت أريكة القاضى لتسمع حكاياته المقروءة ثم تسرق الكتاب من مكتبة القاضى تتحسس الحروف دون أن تفهم، وعاد ليجد حافظ صديق عمره يدبرامراً لايفهمه مع العبيد ومع تودد ومع عمار العبد العجوز الذى يحاول جاهداً أن يتذكر شكل اخوته وامه قبل الموت فلا يتوه منهم فى الآخرة كما ضاع منهم فى الدنيا، عمار الذى يحمم السلطان بماء الورد ويلبسه المركوب ويبش له وهويتمنى أن يراه على خازوق.عاد سعيد محملاً برطلين من البن من مصر التى إكتشف على ارضها ان القهوة ليست محرمة وإنما حرمها السلطان ومفتى الجزيرة على إعتبار أنها بدعة وكل بدعة حرام. تسلل خبر تمرد العبيد الى السلطان ليس عن طريق الأمراء ولاالحراس وانما عن طريق سميث قائد المحطة الإنجليزية الذى رصد بزوغ الثورة ومحركها "سراج" وتلعب الشكوك برأس السلطان فقد يكون الفاعل إبنه محمد ناكر الجميل الذى ميزه وعلمه بالخارج فعاد متزوجاً من أجنبية سافرة ليطالبه بإصلاح الحال على الجزيرة وتثور ثائرة السلطان ويأمر بإحضار المدعو سراج، وتنقلب الجزيرة ليعود الحرس بقفة بها إمرأة هى الوحيدة التى تُدعى سراج " ضامرة كسيحة عوراء سقطت أسنانها ونحل شعرها فبدت كعرق حطب يابس بلا حياة" ويقهقه السلطان حين يرى المرأة ويطمئن الى صلابة ملكه وينام ويرتاح بينما سرالثورة يتوغل "مع الصيادين فى البحر، مع العبيد فى المزارع، مع البحارة فى رحلاتهم البعيدة، مع ذاكرة الشيوخ المقعدين بأبواب الدور، ومع النساء وهن يغنين تهنينات النوم للصغار.كان السر يتوغل وهومحفوظ فى القلوب، مقفل عليه ككنوزالأغنياء إلى أن حانت الساعة فأدار كل فى القفل مفتاحه وحمل سراجه بيمينه ومضى مع الاخرين." السراج فى القلوب قبل المصابيح فى الأيدى .لم يصدق الحراس أعينهم وهم يرون النساء والرجال والأطفال ينطلقون بطيورهم الحرة فى اتجاه قلعة السلطان وبيدهم القناديل يصعدون تلة القلعة غيرعابئين بالنيران المنطلقة ليعملوا المفاتيح فى أقفال الأقبية العطنة وعتمتها ورائحتها تشبه القبور، يواصلون الصعود وتحرير طيور السجون وطيور كثيرة تتساقط مخضبة بالدماء "ينحنى الصاعدون عليها ويحملونها على رؤوسهم ويكملون ..عدوهم امامهم، وخلفهم بحرهم اليومى الأليف فكيف؟العدو أمامهم يواجهونه ويقدرون، العدو وراءهم يقصف من بوارجه فتتساقط الأجساد وتنطفئ القناديل وتشتعل النيران تحاصرالحياة وهى تركض للإبقاء على ما تبقى من حياة فى الحياة حتى سكن الفضاء صراخ مكتوم كتعاقب وهج النهار وعتمة الليل على عيون الراكضين من الموت. (لماذا لم يحسبوا حساباٍ للإنجليز؟) " يسأل سعيد نفسه والسؤال يعذبه وهو يبحث عن عمار العجوزيحمله على كتفه ولكن الصمت هو إجابه السؤال والولد يميل بجذعه ويسقط. "شاهدت آمنة كل شئ..حفارو القبور وهم يعملون معاولهم ويكدسون التراب تلالا على الجانبين والشق الغائرفى بطن الأرض والحراس يهبطون التلة وهم يدفعون أمامهم العربات المستخدمة فى نقل التراب والذبائح مكدسة بالجثث." شاهدت أم الشهيد أمينة كل شئ وهى تجلس فى ظل شاب مصلوب رأت فيه سمت سعيد، ثلاثة أيام بلياليها حتى أنزلوه من على صليبه ومثلما ابتلع شق الأرض كل الطيور المتساقطة أرى الآن معكم آمنة وهى تقرفص وتحاول ان تضم جسد المصلوب وكأنها تدخله الى رحمها الذى حملت فيه وحيدها، رجلها، سعيد. "قرفصت وأفسحت المدى بين فخذيها وأشرعت ذراعيها لتسع الجسد كله ولم تسعه، فبقيت الساقان مثنيتين والذراع متهدلة فمالت عليه بوجهها ورأسها وجذعها لتحتوى مافاض منه". لا تذهب أمينة الى قصر السلطان بعد اليوم، تقضى نهارها فى الإنتظار وليلها فى الحديث الى النجوم، تحمل النجوم أرواح الذين راحوا، "نورها شوق الوصل والتلاقى.ونارها عذاب الفراق" تحدثهم، كل على حدة ثم تحدثهم مجتمعين، تحكى الحكاية من البداية ولاتتوقف إلاللتأكد من انهم يتابعون” أليس هذا ماحدث يا عمار؟ ألم تقل لى ان هذا ماحدث فى الأسكندرية يا محمود؟..وتواصل الحكاية." أعود وأنا أسأل كم من النجوم سيتلألأ فى سمائى كل ليلة وأنا ورضوى وأمينة نواصل الحكاية؟

 

   إضافة تعليق

 الاسم
 الاميل
 التعليق
 كود التأكيد


التعليقات على الموضوع

لا يوجد تعليقات

   " style="text-decoration: none;line-height:40px"> بنوك   |   استثمار   |   أسواق   |   بورصة   |   شركات   |   اتصالات   |   عقارات   |   تأمين   |   سيارات   |   توظيف   |   سياحة   |   العملات والمعادن   |   اقتصاد دولي   |   بترول وطاقة   |   مزادات ومؤتمرات   |   بورصة الرياضة   |   منوعات   |   ملفات تفاعلية