التاريخ : الخميس 22 december 2011 01:07:43 صباحاً
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا********* كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي ****يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
أبيات من الشعر قالها أمير الشعراء أحمد شوقي لكي يبين لنا أهمية دور المعلم في صناعة الأجيال وتنشئة العقول الصحية والنفوس السليمة ، فالمعلم هو حجر الزاوية في عملية التعليم برمتها ومهما كان حجم الإصلاح في المدرسة أو المناهج التعليمية أو وسائل التعليم ، فبدون إصلاح حال المعلم فستذهب كل هذه الجهود سدى وإصلاح ذلك الحال لن يكون إلا بتحسين أجر المعلم المادي وظروفه المعيشية والحياتية بحيث لا تضطره تلك الظروف إلى التنازل عن كرامته ومبادئه من أجل أن يحيا حياة كريمة والمعلم لا يجب أن يعمل إلا معلم،.لا أى شئ آخر ، حتى تظل لديه صورة أشبه بالمثالية في ذهن تلاميذه وطلابه ،سواء وهم صغار أو حتى بعد أن يكبروا .
والأجر المادي ليس العامل الوحيد المطلوب تحسينه حتى يكون لدينا معلم على مستوى عالي مؤهل للقيام بواجباته كاملة ، إذ يجب أيضاً تنمية قدرات المعلم المهنية والفكرية لكي يبقى مطلع بشكل دائم على كل التطورات والتغيرات من حوله حتى تتكون لدى طلابه صورة إيجابيه عنه ، فهم لن يقدروا إمكانياته وقدراته ولن يحترموه بالشكل الكافي إلا إذا شعروا أنه يفوقهم من حيث الخبرة والمعرفة والقدرات .
ننتقل إلى المدرسة وهي المكان الذي يتلقى فيه الطلاب التعليم وحتى الآن مازلنا نعاني من مشكلة في المدارس من حيث الكم والنوع ، فأما الكم فعلى الرغم من الطفرة التي حدثت في عدد المدارس في الفترة الأخيرة إلا أننا مازلنا نعاني من نقص في عدد المدارس في بعض المناطق يغطي الزيادة التي حدثت في عدد الطلاب في الفترة الأخيرة وهذا النقص ينعكس في صورة تكدس للطلاب داخل الفصول ومن أوجه العجب فإنه على النقيض فمازالت هناك مناطق في مصر يمكن تصنيفها على انها مناطق نائية تعاني من نقص في عدد المدارس ويضطر أهلها إلى نقل أولادهم لأماكن أخرى مجاورة حتى يستطيعوا الحصول على خدمة التعليم وهنا وإحقاقاً للحق فلا يجب تحميل الحكومة أكثر مما تحتمل في هذا الأمر فبجانب دور الحكومة في توفير الدعم المادي اللازم لإنشاء المدارس الجديدة ، فإنه يجب على المواطنين الراغبين في العمل الخيري التبرع من خلال الجمعيات الأهلية لإنشاء مدارس جديدة على أن يكون هناك تكامل في الرؤية بين تلك الجمعيات التي تساعد في بناء المدارس وبين الوزارة حتى لا يحدث تضاد في العمل وحتى لا تبنى أكثر من مدرسة في مكان واحد فيكون ذلك على حساب مناطق أخرى .
أما الطرف الآخر في مشكلة المدارس هو النوع ، فالمدرسة ليست مجرد فصول دراسية ومباني إدارية وحسب، بل إنها منظومة مباني متكاملة تصب كلها في النهاية نحو خدمة قدرات الطالب الذهنية والبدنية والنفسية، وعليه فإنه يجب مراعاة أمور لا بد من مراعاتها أثناء بناء المدارس ألا وهي ضرورة أن تحتوي كل مدرسة على ملعب رياضي لا يتم الإقتطاع منه لصالح المباني وأيضاً مسرح لعرض المواهب والقدرات الفنية والشعرية وغرفة لتعليم الموسيقى ومكتبة ومعمل علمي لمساعدة الطلاب وإكتشاف وتنمية قدراتهم العلمية والذهنية إلى جانب التسهيلات الأخرى كدورات المياه والمطاعم وخلافه .
إن المسرح والمكتبة والمعمل والملعب والمطعم وخلافه ليست رفاهيات ولا يجب التعامل معها ابداً على هذا النحو فالمدرسة ليست فقط لتعليم المواد العلمية الصلبة ، بل هي مكان لتنشئة جيل متكامل من كافة النواحي العلمية والأدبية والفنية والثقافية وأى خلل في هذه النواحي سيؤدي إلى عملية تعليمية غير متكاملة الأركان وغير مؤثرة من حيث النتيجة النهائية.
|