التاريخ : الخميس 29 december 2011 07:21:25 مساءً
لا نعرف نحن معشر الداعين إلي إعمال العقل في أمور الدنيا في نطاق الحرية المسئولة ممن ننتسب إلي التيار الليبرالي المصري.. وأحسبني واحداً منه – متي يكف الشيخ أو المهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية في الإسكندرية عن إطلاق نفائس مواهبه العبقرية في وصف تيار وطني يقبل كل القبول بإختيارات الصندوق الإنتخابي ويحترم فرزه ما بين مختلف القوي السياسية التي يفترض ان تعمل جميعها لصالح الوطن, بما وصف به التيار الليبرالي من أنه لايمثل النخبة وليس.. نخبة في الأصل؟!
ومع احترامنا للشيخ أو المهندس وكلاهما بالمناسبة نعتاً يقال لأهل (الخاصة) ما دام ليس كل العوام شيوخاً أو مهندسين, فإن ما قاله علي الموقع الرسمي للدعوة السلفية بالإسكندرية يجافي المنطق وأوجه حكمه التي يستقيم علي أساسها القياس, إذ يبدو أن النزعة الإقصائية التي تميز تصريحات فضيلة لاشيخ قد أوردته هذا المورد من معاندة المنطق, فخلافًا لما ادعاه من ان لفظة (النخبة) تشتق معناها من الانتخاب فإن هذا إذا وقع لا يحدد الفاعل كان الجمهور نفسه أو بعضه.. ولكن الثابت منطقياً ان اللفظة هي في المقام الأول تخصيصًا لنوع من البشر أياً كان وحتي هذا المستوي فإن الخطأ في النسبة قد لا ينطوي علي سوء نية أو طوية إلا أن ما أضافه (الشحات) في باقي مقاله عندما وصف (الليبراليين) بأنهم فصائل ثقافية انتخبها الحاكم بينما الشعب لا يعرفها ولا يفهمها ولا يؤيدها, كأن به يقول إن هذه الفئة ليست من (الخاصة) كما أنها ليست أيضًا من (العامة)!!
هذا القول المثير لم يقل به غير (الشحات) لأنه لو لم يكن (الليبراليون) (نخبة) أو (عامة) فماذا اعساهم أن يكونوا؟!
في المنطق لا توجد جهة للحكم في هذه الحالة وهوما يقود إلي استدلال فاسد لأنه لا وجود لما هو خارج (النخبة) و(العامة).. فإذا لم يكن الموصوف (نخبة) فهو (عامة) ويستحيل أن يكون لا هذا ولا ذاك. هذا هو حكم المنطق, أما حكم السياسة الذي أراد الشيخ إحلاله في مقاله فهو أن تلك الفئة لم تكن سوي صنيع الحاكم, وطالما زال الحاكم الذي صنعها فهي إلي زوال بالضرورة!
هذا ما كان يريد الشيخ المصادرة عليه في هذا المقال, فهو لايعترف بوجود هذه الفئة أو حقها في الوجود وبالرغم من أن ذلك ليس غريباً علي تصريحاته التي انقلب فيها علي (الديمقراطية) التي كانت مطية لفريقه في طريق الصعود السياسي ما لبس أن أنكرها, إلا أن التحليل النفسي لهذا السلوك الإقصائي يشير إلي عدم قدرة صاحب هذ التفكير علي قبول الآخر, والرغبة في استبعاده وهونوع من عصاب التوحد العدواني الذي يفترض أن تتنزه عنه الدعوة السفلية إذا كان المتحدث الرسمي بإسمها قد وقع تحت طائلة هذا الجنوع إما إذا كان الشيخ الشحات قد وقع فيه عن غير عمد فيجب عليه الإيضاح وإعلاء قيمة التسامح رغم الإختلاف في الرأي مادامت الغاية هي مصلحة الوطن.. وعموماً سامحك الله يا شيخ..
|