التاريخ : الخميس 29 december 2011 10:55:00 مساءً
أرجوك لاتغضب إذا وقعت عيناك عن طريق الخطأ على مقال تفوح منه رائحة العفن تصف صاحبته كل من كانوا فى أحداث قصر العينى الأخيرة بـ "بعض الصبية مدمنى الكللة وأطفال الشوارع" .
تمالك نفسك وحاول السيطرة على شعور يمتزج فيه القرف والغثيان حينما تراها تحرض المجلس العسكرى تحريضا مباشرا على هؤلاء "الصبية" بمطالبتها بأن يريهم "العين الحمرا" والكف عن "تدليل" هؤلاء وكأنه - المجلس- بحاجة الى توصية من الأساس .
كن على أقصى درجة من درجات ضبط النفس وبرودة المشاعر والتبلد ولامانع من أن تتخلى قليلا عن إنسانيتك عندما تسمعها تذكر كلمات لن تجد لها نظيرا سوى فى قاموس السوقة و"مرتادى الحانات".. كلمات من عينة "العباءة المفتوحة أم كباسين"، و"عمل نوع من الإستربتيز" وغيرها... الآن..هل غضبت؟ أرجوك كُفَ عن غضبك كى لاتدخل فى زمرة من يريدون حرق مصر!.
الفارق كبير بين أن تنقد وتبدى وجهة نظرك بشكل يحافظ لك على ذرة من الإحترام المتبادل مع من يختلفون معك، وبين أن تساق وراء رغبة جامحة فى العربدة اللفظية تهوى بك الى درك من الإسفاف والبذاءة يأخذك بدوره بعيدا عن كل ما له علاقة بمصطلح الإحترام.
لم تقنع الدكتورة "المحترمة" لميس جابر بإبداء وجهة نظرها فى إطار يدفع من يختلفون معها الى إحترام رأيها وإن بدا مخالفا، لكنها أبت إلا أن تسعى وراء رغبتها الجامحة فى العربدة بالكلمات عندما راحت تتندر وتتأهوه بحرقة على حريق المجمع العلمى، بينما قررت فى غفلة متعمدة أقرب ماتكون الى "الإستعباط" أو بالأدق "إستخفاف بالعقول" أن تشيح بوجهها بعيدا عن أم الدكتور علاء عبد الهادى الطالب بالفرقة الخامسة بكلية الطب، وعن زوجة الشيخ عماد عفت المكلومة، وعن صرخات هند نافع التى نحت العسكر على جسدها بالصواعق الكهربائية صورا بشعة فى وصلة تعذيب لاتجدها سوى فى معتقلات غوانتاناموا.
سجل لميس جابر فى العربدة اللفظية لايقتصر فقط على كلماتها الفجة بشأن ماحدث فى قصر العينى، فأرشيفها يحمل كماً من التناقضات من الصعوبة أن يتوافر لدى آخرين، فهى تعتبر – وفقا لحوار معها بجريدة "البورصة" بتاريخ 13 أكتوبر 2011- فى فقرة أن "مبارك قدم الكثير مما يستحق التقدير والإشادة وله أخطاؤه بطبيعة الحال"، لكنها فى فقرة أخرى من نفس الحوار فى نفس الصفحة تراها تذهب الى المقارنة بين مصر ماقبل يوليو ومابعده، فترى أن " ثورة 1919 شعبية بكل ماتحمله الكلمة من معنى وأن القيم الإيجابية التى بشرت بها تم إجهاضها بعد ثورة 1952، وأن الشعب لم يعد مصدرا للسلطة والديمقراطية تهمة والدستور ذكرى وحرية الفكر والعقيدة سراب ودولة المؤسسات لاوجود لها والتعليم ينهار والثقافة تتدهور"..إلى أن تقول "ومازلنا ندفع الثمن الفادح لما لحق بمصر من فساد فى ظل الحكم الفردى المتسلط وأن كل قرارات يوليو كانت فوقية وفريدة" .
الغريب أن السيدة لميس" المحترمة" تعاملت مع نظام مبارك السلطوى على إنه لاعلاقة له بكل آفات وأمراض نظام يوليو الذى إعتبرته سببا لـ "الوكسة" التى آلت إليها أوضاع البلاد والعباد، رغم أن أى طالب إبتدائى يعلم بديهيا أن المخلوع لم يكن إلا إمتدادا طبيعيا لنظام يوليو.
من فضلك مرة أخرى لاتغضب عندما يكتب آخرون من نوعية السيدة "لميس" كلمات من نفس العينة، فهؤلاء لم يجربوا مرارة فقدان الأبن والزوج والأخ، ولايحملون من الإنسانية سوى إسماً، هؤلاء قست قلوبهم .. فهى كالحجارة أوشد قسوة .. هؤلاء ليس عليهم حرج. |