التاريخ : الخميس 05 january 2012 06:10:17 مساءً
لن يمنعنا عن الاحتفال بعيد ثورة يناير الأول إلا قيام الساعة، أو وقوع كارثة طبيعية كبرى –لا قدر الله-.
سيحتفل الشعب المصرى كله بأسعد أيامه، وأعظم إنجازاته البطولية التى باركها الله، وأتمها بفضله.. الكل يخطط للاحتفال.. فى الميادين، وفى البيوت، وفى الأماكن العامة والخاصة، داخل مصر وخارجها...
ستفرح القلوب –بإذن الله- وهى تستعيد ذكريات الثورة، فقد كانت هذه الفرحة بالانتصار على النظام الفاسد هى الهدف الأول لشهدائنا وكل من ضحوا وناضلوا وتحملوا وصبروا.
سنفرح باستعادة كرامتنا وتأكيد حقوق أفقر فقرائنا فى الحصول على أساسيات الحياة وفقًا لنظام عادل.
أما احتفالنا بالثورة، فقد بات –بإذن الله- أمرًا مفروغًا منه، ولكن أين نحن من الاحتفال بعيد الشرطة الذى يوافق نفس التاريخ؟ 25 يناير كان عيدًا للشرطة منذ أحداث الإسماعيلية عام 1952، واستبسال رجال الشرطة فى مقاومة الاحتلال حتى استشهاد العديد منهم.
أراد ثوار مصر أن يفجروا الثورة فى هذا اليوم إعلانًا للتحدى والرفض الكامل للبطش والممارسات القذرة.. نجحت الثورة، وأطاحت بالنظام، وأطاحت بالشرطة الملوثة.
إصرارى على احتفال الشرطة المصرية بعيدها فى نفس يوم الثورة يرجع إلى إيمانى الكامل بالحديث الشريف: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" الذى فسره رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- بأن نصر الظالم يكون بإعادته إلى الحق، أى بنصره على نفسه وعلى شروره.
لا بد لنا من التمسك بأن يظل يوم 25 يناير من كل عام هو عيد الشرطة، وأن تحتفل الشرطة معنا بعيد الثورة الأعظم فى تاريخ مصر، حتى يدرك كل شرطى أن الثورة أعادت له شرفه وكرامته، بعد أن كان عبدًا لدى نظام قبيح يصر على وضعه فى مواجهة الشعب، ويحقق ذلك بعمليات غسيل مخ يُخضع لها الكبير قبل الصغير من أفراد الشرطة.
أتمنى أن تسارع الشرطة وتبادر بالاستعداد من الآن للاحتفال بعيد الثورة وعلى هامشه عيد الشرطة، وذلك بفتح كافة وحداتها، من أقسام ونقاط ومراكز للترحيب بالمواطنين وإعلان فتح صفحة جديدة معهم.. كذلك أتمنى أن تبادر الشرطة بتزيين حوائط وأسوار أقسامها بعبارات تقدير الثوار والثورة التى أخرجتها من ظلمات الظلم والفساد.
شعار "الشرطة فى خدمة الشعب" شعار أشرف كثيرًا من كل الاختبارات الوقحة التى صاغها "العادلى" ورجاله من المرضى النفسيين الذين وجدوا سعادتهم وسعادة "قوادهم" فى تعذيب الناس والاعتداء على شرفهم.
الشعب يريد المتحف الأسود، وهو متحف جدرانه سوداء تُعرض فيه ممارسات الشرطة الشاذة، حتى تظل شاهدًا على ذلك العصر الذى لن يعود أبدًا إلى شعب ذاق طعم الثورة، وأدرك أنها مخرجه الوحيد من كل محاولات البطش به واستعباد أبنائه.
يوم عيد الثورة يقترب، وهو فرصة سانحة لأن تطهر الشرطة نفسها، وتصدر إعلانًا تهنئ فيه الشعب المصرى بعيد الثورة، وتعترف له بالفضل عليها فى إعادتها إلى رشدها، معلنة عن ندمها التام عن ماضٍ حقير، مع وعد وعهد بالتفانى والإخلاص فى خدمة الشعب.
اقتراحى لا يحمل أى تجاوز أو تنازل أو تهاون فى محاسبة مجرمى الشرطة أو أى أجهزة أمنية أخرى.. فالقصاص واجب شرعىّ، وهو ضرورة لتحقيق العدالة التى تؤدى إلى الاستقرار الذى ننشده جميعًا، وندرك أنه لن يتحقق قبل أن يؤدى القضاء واجبه كاملاً فى عقاب القتلة ومهدرى كرامة الإنسان.
أدعو الجميع للاحتفال بالشرطة بالطريقة التى أوردتها، ولن أتنازل عن المطالبة بها داخل البرلمان، وخارجه عند اللزوم.
من حقنا أن نتعرف على البرامج التعليمية التى تُدَرَّس فى أكاديميات الشرطة المختلفة، ومن حقنا أن نفتشها ونراقب أداءها فى رعاية أبناء الشرطة وتنميتهم بشريًّا حتى لا يقعوا فريسة لأى مستبد يستخدمهم فى تحقيق رغباته الشريرة.
أتمنى أن يساهم كل مواطن فى تطوير الشرطة، ويتعامل مع أفرادها باحترام ومودة وحسن ظن حتى يثبت العكس.. علينا أن نتكاتف جميعًا لتحقيق العدالة، والقضاء على كل مظاهر الظلم والخروج عن القانون والشرعية.. بما فى ذلك مواجهة البلطجة التى تمتد إلى احتلال الشقق والأراضى الزراعية، وترويع الآمنين...
إلى الشرفاء من رجال الشرطة: أَصْدِرُوا بيان الندم والعهد حتى نحتفل معكم، وإلا فلا احتفال لكم يوم 25 يناير أو غيره!
|