التاريخ : الأحد 08 january 2012 06:53:52 مساءً
أعتقد انه من العبث ان يظل البعض يتحدث حتى الان عن مجلس رئاسى لاستلام الحكم من العسكر بعد ان انتهت تقريبا الانتخابات البرلمانية وظهرت ملامح البرلمان الجديد،ومن المؤسف ان يظل البعض الاخر يعايرنا على طريقة(شوفتم تونس مش قلنالكم الدستور اولا) طب وماذا بعد الا نستطيع ان نفكر فى الواقع الذى امامنا وبناء عليه نقرر ماذا سنفعل ؟ ام سنمضى باقى الستة اشهر القادمة فى عملية المعايرة ؟.
(ماشى احنا غلطانيين مش هنعمل كده تانى ولو فيه ثورة جاية ان شاء الله هنختار الدستور اولا)، لكننا الان امام مجتمع يعاد تشكيله مرة اخرى وهناك تيار واحد فقط يرسم ويلون شكل الوطن فى مرحلته القادمة مستغلة فى ذلك الزخم الذى حصلت عليه من خلال صندوق الانتخابات فى مواجهه فشل ذريع من المنتمين الى ائتلافات شباب الثورة.
وهذا الفشل الذريع قضية يجب ان يفكر فيها الثوار كثيرا، يجب ان يفكروا فى سؤال لماذا يرفضوننا ولا اقول يكرهوننا؟ بدلا من الاكتفاء بخلق شماعة التخلف والجهل الذى دفع الشعب لعدم التصويت لهم والتصويت للتيار الاسلامى ويختفون خلف تلك الشماعة ويريحون انفسهم بدلا من المصارحة والمكاشفة انهم فقدوا الشارع او الغالبية العظمى منه لمشكلات عندهم وليس عند الشارع.
هذه التيارات التى لا تشارك فى تشكيل مستقبل الوطن لا يعجبهااىشىء ولا تشارك فىاىشىء، حتى لو كان صحيحا انها ترفض فقط وتشكك وتشتم، وتنتظر الحل من السماء، اما ان تأتى ذكرى 25 يناير بثورة جديدة تجعلهم فى صدارة المشهد وسيبدأون بالطبع بالدستور اولا او ان ربنا (ياخد) التيارات الاسلامية والملايين التى صوتت له لتخلوا لهم الساحة.
انهم يغفلون انهم حتى هذه اللحظة لم يصطدموا بالاسلاميين فى اى مواجهه بل تفرغوا للاستصدام بالجيش وهو الطرف الاسهل فىالمواجهه رغم اى كلام عن عددالشهداء الذين سقطوا لان اى صراع مع المجلس هو صراع مع شرعية منقوصة مفروضة بحكم الظروف ومهما كانت الخسائر فى الصدام فهو نصر سياسي للثوار على حساب المجلس العسكرى.
المرحلة القادمة التى ستبدأ يوم 23 يناير الحالى ستشهد خروج التيار الاسلامىمن مرحلة الفرجة الى مرحلة المواجهه وفى الوقت الذى ستحاول فيه تلك التيارات الثورية الخروج على المشهد السياسىسيصطدموا بالقوى الاسلامية، او بشكل اوضح الشرعية السياسية الوحيدة على الساحة الان بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، فماذا هم فاعلون؟
وبالمناسبة اذا كانت الائتلافات الثورية لديها القدرة على اشعال الفيس بوك والتويتر وملأ صينية ميدان التحرير فان انصار التيار الاسلامى لديهم القدرة على ملىء اكثر من 100 ميدان تحرير وملايين الفيس بوك والتويتر فماذا تريدون هل تريدونها حربا اهلية؟.
اذا كان الثوار قد خسروا الانتخابات البرلمانية فليحتشدوا وينظموا صفوفهم اولا لتقليص صلاحيات الرئيس الجديد فى الدستور الجديد وثانيا الاصطفاف خلف مرشح واحد يتفقون عليه لكسب الانتخابات الرئاسية، حتى لا يكون هناك انفراد من اى تيار بمقدرات الوطن وحتى لا يحكمنا حزب وطنى اخر.
وبدلا من (الولولة واللطيم) ودعاوى الهدم والتخريب اتفقوا على مرشح واحد فقط يمثل ائتلافات الثوار وقفوا ورائه حتى ينجح لتشاركوا فى رسم مستقبل مصر، ولا تظنوا ان الايام القادمة ستحمل نفس الارتباك فى التعامل مع احتلال ميدان التحرير او غلق الشوارع، لانك وقتها تتعامل مع الشرعية ومع القانون واى خروج عليه هو خروج على القانون بالتأكيد لن يقبله المجلس المنتخب ولا الرئيس المنتخب وضع تحت كلمة المنتخب مليون خط.
|