اعلان البنك الأهلى

بنك مصر

أخر الأخبار
البنك الزراعي المصري
بنك القاهرة
 
  أحمد علي سليمان
  مكانة الشهادة ومنازل الشهداء عند الله
  عبد الله غراب
  الحراك الرياضى وخالد عبد العزيز
  د.عادل عامر
  الاموال الساخنة في مواجهة الدولة
  ايمن حسن سليمان
  اتفاقية تبادل العملات مع الصين
الخدمة الاخبارية

الأكثر قراءة

الدولار الأمريكي
15.71
15.61
اليورو
18.9918
18.835
الجنيه الاسترليني
21.3625
21.1125
الريال السعودي
4.1887
4.0971
الدرهم الاماراتي
4.2776
4.2275
أسواق الفوركس
ليلة واحدة
15.895%
أقل من اسبوع
15.900%
أسبوع
15.977%
أقل من شهر
00%
الجنيه الذهب
6416
عيار 24
917
عيار 21
802
عيار 18
687
عيار14
535
اجندة المعارض والمؤتمرات
عز
5355
5700
المصريين
5280
5380
الجارحي
5110
5300
بشاي
5110
5210
فرص تصديرية
أسمنت حلوان
575
العريش
565
أسمنت المصرية
625
أسمنت السويس
645
أسمنت السويدي
585
هل قرار وقف استيراد الغاز المسال من الخارج في صالح المواطن أم لا؟
نعم
لا
لا أهتم
 
 

المومياء

د. منى النموري

 

التاريخ : الخميس 12 january 2012 02:25:19 صباحاً

كانت بداية الأمر بريئة للغاية حين كنت أراجع مع إبنتى دروس التاريخ الفرعونى إستعداداً لإمتحانات منتصف العام. تختلف النظرة حين تقرأ الشئ لتدرسه لطفل صغيرعما لو قرأته لنفسك.تجد نفسك تفصل المعلومة وتقرا المزيد تحسباً للأسئلة الغير متوقعة لجيل هو بلا شك أكثر نقدأ من الذين سبقوه. ما كل هذه الروعة. أغمض عينى وأنا أتخيل الحيوات وراء الكلمات.تكتسب الصور فى الكتاب لحماً وصوتاً ونبضاً: " أريد زيارة المتحف المصرى يا ماما" " حاضر! فى اجازة منتصف العام فى فبرايريا حبيبتى". أقوم لإعداد القهوة بعد كل هذا الجهد الذهنى. واجدنى أنتفض وانا أراقبها تفور. لكن هل سيبقى المتحف حتى فبراير؟ ما الذى سيحدث بعد 25 يناير القادم؟ ماذا سيكون حال البلد؟ لم يكن هذا تشاؤماً بل قياساً الى مابات يحدث منذ عام حين تنفجر الأمورعلى أكبر سبب وعلى اهون سبب ويلتاع الناس لإنقاذ الأرواح والبكاء على الشهداء ولايعون ما يحدث لما ما تركه الأجداد والذى هو بنفس حرمة الأحياء إلا بعد فوات الأوان.ياوليتى! أيام متتالية انام وأقوم وانا قلقة وكأننى أشاهد مشهد تعرية فتاة التحريرمراراً وتكرارً.ترتسم امام عين خيالى خريطة مصر.ونيلها المتعب يخترق الصحراء التى تحمل فى بطنها من الأجداد أكثرمما فوق ظهرها.مهما تخيلت اننى اغطى مصر بجسدى أجدنى أفشل.كيف اغطى كل المعابد والمتاحف المترامية؟ كيف احميها ممن قديريد بها الأذى؟كيف أغطيها من أيدى الجبناء من أبنائها الذين لا يزالون يسرقونها؟ وكم اهملناها من قبل! دارت فى رأسى صور لزيارتى البعيدة لأسوان والأقصر وكيف كانت الأسواق البلدية تقام على جدران المعابد والبهائم تغوط على ابوابها. وكيف هو حال الآثار فى مخازن المتاحف المصرية وكم هى سهلة ومتاحة السرقة لمن يريد! وكيف يحتفى الغرب باى قطعة صغيرة تسافر للخارج! تقام لها الإحتفالات والمعارض وتتحدث وسائل الإعلام شهوراً. ينعاد مشهد تعرية الفتاة امامى وتفور القهوة للمرة الثالثة! اذهب لتحميل فيلم المومياء للرائع شادى عبد السلام لأراه لأول مره منذ سنين بعين مختلفة وكأننى أبحث فى اوراق قديمة عن شئ لم اعد أتذكره. يبدأ الفيلم فى 1881 بموت زعيم قبيلة الحربات التى عاشت عقوداً على بيع الذهب والفضه من حلى الدفينة اوالمومياوات المدفونة فى بطن الجبل.لا يعرف احد سر الجبل سوى الزعيم. يتعرف الإبن الأكبر على سر الدفينة لأول مرة بعد موت أبيه فقد إقتصر دوره فى الماضى على بيع الذهب للتاجر.ويفهم لأول مرة ماذا تعنى ان تعيش على لحم الأموات عيشة الضباع.يثورالأخ" ماهذا السر..! العلم به ذنب والجهل به ذنب أكبر" ولكن العم يُسَكِن ضميره بقوله: "هؤلاء الذين تسميهم الموتى ليسوا إلا رماداً أو خشباً من آلاف السنين ..لا أحد يعرف لهم آباء أو أبناء ." يرد الأخ: "ماتسميه عيشنا ،أشعر به سماً فى جسدى .هذا عيش الضباع.إحملوا وحدكم هذه الذنوب." يموت هذا الثائر ثمناً لرفضه العيش على لحم الموتى ويقع الإرث الحزين فى حجرأخيه ونيس الشاب الصغير والبطل الحقيقيى للفيلم . الذى يجد نفسه ممزعاً بين الأباء البيولوجيين بتقاليدهم التى اطعمت القبيلة قروناً والآباء الخياليين التى يلعب بين تماثيلهم الصغار وتزخرالجدران بنقوشهم يطعمون الأحياء باجسادهم.فى الخلفية قبيلة ستجوع وصليل الذهب والفضة من وعود مراد تاجر الاثار الخسيس وحياة واعدة أمامه بمتعها التى تجسدها الجميلة نادية لطفى.ماذا يفعل؟ ماذا تفعل انت لو كنت مكان ونيس؟ هل تبيع أجدادك حتى يستمر حاضرك ام تفهم انك ببيع أجدادك تبيع ايضاً حاضرك وتخسر بالكامل مستقبلك؟ يا الله!كيف اصف روعة الكاميرا وهى تستعرض جدران المعابد وكانها كتب متكلمة؟ كيف أصف الموسيقى وهى تبعث بالخوف الى القلب وتشعرك بأن الميت ( المومياء) ميتك وليس ميتاً بلا أب ولا ولد؟كيف أصف الجو الجنائزى الذى يبعث المومياء من الموت لتصبح امامك إنساناً يُغتصب ويُقطع حياً ؟ لو تشاهد المومياء كما أرادها شادى عبد السلام كمصرى أصيل يبكى من داخله على تراث بلده المنسى، المترب، المنهوب، والآن المهدد بالإختفاء، تجد نفسك مدفوعاً لأن تأخذ نفس القرار الذى إتخذه ونيس حين ذهب الى احمد افندى كمال المصرى المتعلم، منقب الآثار، الباحث هو ورجاله عن مومياوات الأسرة الإحدى وعشرين المختفية.. يخبره غريب عِمِل معه أنهم : " يقولون أنهم يبحثون عن قوم نعيش اليوم على أطلالهم .. يسمونهم الجدود ويقرءون على الحجر كتاباتهم وأسماءهم .. ويهتمون بهم ويحافظون عليهم . ونيس : كفى .. إنهم موتى .. موتى ..لا أحد يعرف لهم أباء أو أبناء . كفى ماقلت جعلت الأحجار تبدو حية أمامى ..." يحسم ونيس الأمر بين نفسه ،يعلم الآن ان المومياوات بين يدى أحمد أفندى ستكون فى أمان لأنه يعرف قيمتها عكس ابيه و عمه وايوب تاجر الاثار،ويعلم انه ليس بحاميها وحده أمام القبيلة الجائعة وتجارالآثار..ينتهى الفيلم نهاية مفتوحة برحيل سفينة احمد أفندى وبها توابيت المومياوات الى القاهرة حيث ستحفظ وتعرض على العالم. لا احد يعرف ما الذى يحدث لونيس وهل يُقتل من قِبل قبيلته جزاء فعلته بإدخال الأفندية الى قلب الجبل أم يعيش ليشهد عظمة ما فعل بإنقاذه للتاريخ.ولكن هل يهم هذا؟ فيلم عظيم، هو بمثابة صرخة قديمة جديدة للمصرى لأن يهب من تراب العادة وأسر لقمة العيش لفهم تاريخه وتقدير ماضيه والحفاظ على أجساد (آثار) أجداده كأنها أجساد أبائه ولها حرمة الدم،يعبر عما أشعر به..فلو لم ننتبه جميعأ لخطورة الأيام القادمة على آثارنا، لولم نحمها جميعاً بأرواحنا كما فعل ونيس ومن قبله أخيه الشهيد، لو لم نحم ماضينا لن يكون لنا حاضر نبقى عليه ولا مستقبل نرجوه. اناشد ونيس فى كل مصرى ان نهب جميعاً لحماية جدران مصر التى إمتلأت كتاباتٍ حية ، كما أرادنا شادى عبد السلام ان نفعل، أن نحمى آثارنا من كل معتد وسارق وناهب وغبى لايفهم قيمتها. أن نعمل معاً ألا تتكرر مأساة نهب المتحف المصرى وحرق المجمع العلمى.ألا ننتظر وقوع البلاء بل نشم ريحه من بعيد ونضع خطة منهجية لحماية آثارمصربأنفسنا ليس فقط من واقع انها تطعمنا وهى تفعل وليس من واقع انها لاتزال قيمتنا الحقيقية الراسخة امام العالم حتى نحفر لنفسنا قيمة جديدة بإكتمال الثورة، بل أيضاً من واقع ان هذا هو رفات الأجداد..فهل تقبل ان يُفعل هذا بأبيك؟

 

   إضافة تعليق

 الاسم
 الاميل
 التعليق
 كود التأكيد


التعليقات على الموضوع

لا يوجد تعليقات

   " style="text-decoration: none;line-height:40px"> بنوك   |   استثمار   |   أسواق   |   بورصة   |   شركات   |   اتصالات   |   عقارات   |   تأمين   |   سيارات   |   توظيف   |   سياحة   |   العملات والمعادن   |   اقتصاد دولي   |   بترول وطاقة   |   مزادات ومؤتمرات   |   بورصة الرياضة   |   منوعات   |   ملفات تفاعلية