التاريخ : الجمعة 13 january 2012 08:07:24 مساءً
فيما يسمونه علم الثورات يتحدثون عن حقيقة مفادها " أن الجيل الأول للثورة، ليس هو الذي يقطف ثمارها"، الجيل الأول إن لم يذهب ضحية استكمال أهداف الثورة في مواجهة بقايا النظام البائد الذي أسقطته الثورة، فهو يأكل بعضه بعضا..شئ من هذا حدث للثورة الفرنسية، حتى أطلق عليها المؤرخون " الثورة الفرنسية تأكل أبنائها " في اشارة واضحة لغزارة دماء الثوار التي سالت، حتى استقرت أمور فرنسا بعد ما يقرب من 17 عام من الصراع.
جالي بخاطري هذا التفكير بعد نتائج الانتخابات البرلمانية التي حصدت فيها التيارات الاسلامية أغلبية مريحة، في مقابل مقاعد قليلة ومتناثرة هنا وهناك لمرشحي الثورة سواء كانوا من الشباب الناشطين أو من الاحزاب الجديدة التي حمل الكثير منها اسم الثورة، وكان أعضائها في طليعة الشباب المشاركين فيها منذ البداية، وكان التساؤل المثير للدهشة، لماذا هذه النسب الضعيفة لشباب شهد له الجميع بالوطنية والاخلاص وحب مصر والعمل على مصلحتها، فضلا عن ثقافته، ووعيه الكامل بشئون السياسة والاقتصاد والقانون، وجرأته في مقاومة الفساد، ومواجهة المسئول، وشجاعته في التعبير عن رأيه بحرية كامل دون خوف من أحد..أليست بعضا من هذه الصفات كان كفيلا بمنح النسبة الاكبر من هؤلاء الشباب وهذه الاحزاب، جواز المرور الى عضوية البرلمان.. برلمان الثورة للمشاركة في صناعة واقع سياسي جديد في مصر؟!
صديق مقرب لي ولعدد من التنظيمات الثورية الشبابية أفضى إلي بأن بعضا من شباب هذه الحركات المنضمين الى أحد الاحزاب الجديدة، كانوا قد اختلفوا فيما بينهم على ترتيب اسمائهم في احدى قوائم الحزب، ومن المعروف ان الاسم الاول في القائمة هو صاحب الحظوظ العليا في عضوية البرلمان، وفقا لعدد الاصوات التي حصلت عليها القائمة. هذه المعلومة المهمة تذكرتها حينما ذهبت للجنتي الانتخابية في حي الهرم، ولم أجد قائمة لأحد أبرز الاحزاب الثورية من بين القوائم الحزبية، والتي كنت أسعى لاختيارها، وحينها وجدت نفسي في حيرة كبيرة وتفكير عميق لاحدد من سأختار بعد هذه المفاجأة القوية.
اضفت الى كل ما سبق ما أعن أعلن مؤخرا عن اقتراح تقدم به المجلس الاستشاري الى المجلس العسكري بمضاعفة أعداد المعينين في مجلس الشعب الى 30 عضو جميعهم من الشباب، وهو اقتراح من المتوقع قبوله، وفقا لما تم تداوله من أخبار على مدار الايام القليلة الماضية..اللافت للاهتمام أن بعضا من هذه الحركات الشبابية بدأ ليس فقط في دراسة الامر، ولكن في ترشيح عدد من الاسماء للتعيين، ومن بين هذه الحركات بحسب ما تطاير من أنباء على تويتر حركة 6 أبريل، ولا أعلن ان كان هو رأي الحركة، أم تصرفات فردية من بعض أعضائها.. ليس هذا فقط بل أن شادي الغزالي حرب أحد أبرز الناشطين السياسيين الشباب أعلن أنه تلقي دعوة غير رسمية من مقربين من المجلس العسكري للمشاركة ضمن قائمة المعينين، وأنه يفكر في الامر، وباستطلاع رأي عدد من أصدقائه ومن يثق في حكمتهم الساسية، وجد أن النسبة الاكبر توافق على هذا الترشيح في مقابل اعتراض عدد قليل، وهو مؤشر على أن الشاب في طريقه لقبول الدعوة البرلمانية من مجلس عسكري ينتقده ليل ونهار ويطالب بمحاكمته.. ما التفسير اذن؟ هل يحاول بعضا من هؤلاء الشباب اللحاق بركب الفائزين من الثورة، هل يلاعبهم المجلس العسكري بهذه العضوية؟ هل يزرع الانقسام بينهما بترشيح بعضهم وتجاهل البعض الاخر؟ هل هذه هي الطريقة التي سينتهي بها الجيل الاول لثورة يناير.. التخوين .. والاتهام بالعمالة .. ليتحول أصدقاء الدم إلى ألد الاعداء ؟ وهل تأكل الثورة أبنائها بهذه الطريقة ؟ الاف الاسئلة التي لا تنتهي حول مستقبل هذا الجيل، وإلى أي السبل يسير؟
|