التاريخ : الاثنين 16 january 2012 05:20:19 مساءً
الاستاذ محمد حسنين هيكل له عادة لا يفارقها فبعد ان تم الاطاحة بمبارك وحبسه واذلاله خرج علينا الكاتب الكبير بكتابه الجديد عن مبارك يصفه فيها بابشع الصفات (وبالمناسبة مبارك يستحق كل ما وصفه به هيكل واكثر) لكننى اتحدث عن استاذ الاجيال الذى اعتاد ان يكتب بصراحة وحرية وقوة وعنف عن الحكام والملوك والسلاطين بعد ان يموتوا، ولا يتكلم عنهم بنفس القوة وهم احياء.
وقد فعلها من قبل مع الرئيس السادات بعد ان تم اغتياله وخرج بكتاب "خريف الغضب" ولم يترك نقيصة ولا عيب لم ينسبه الى السادات، وانا لست ضد الاستاذ لكننى ضد ان يكتب فقط عن الاموات والمساجين فلماذا لم يكتب الاستاذ بهذه القوة والجبروت وقت ان كان مبارك جالسا على كرسيه، وفى ظل قوته وعنفوانه؟
هذه هى الفروسية والبطولة التى اعرفها، بل اننى ازعم، بل ومتأكد ان شخص مثل الدكتور عبد الحليم قنديل كانت له مواقف اكثر رجولة واكثر بطولة، على الاقل عارض مبارك وشتمه ولعن اللى خلفوه ومبارك فى الحكم وليس بعد ان اصبح سجينا ذليلا.
بين اسراء وعكاشة
هل يمكن ان نترك مصر تقع بين نطاقيين الاول نطاق اسراء عبد الفتاح واخواتها والثانى توفيق عكاشة واخوانه، وانه يا إما ان تكون إسرائيا او عكاشيا(وكلاهما مر) فهل مصر هى المناضلة اسراء عبد الفتاح وشلتها؟ التى ترى ان الثورة تم الانقلاب عليها ولم تحقق ايا من مطالبها وان الايام القادمة هى ثورة ثورة حتى النصر، وان المجلس العسكرى هو الشيطان الاعظم، وان النضال مستمر حتى على جثة مصر والمصريين.
أم أن مصر هى الاخ عكاشة الذى يرى الحياة لونها بمبى، وان الثوار مجموعة من المرتشين وان المجلس العسكرى ناقص له جناحين ويصبح ملاكا، مع ان اسراء وفريقها لا يتجاوزون 100 الف شخص على اقصى تقدير وعكاشة وامثاله لا يتجاوزون 100 الف ايضا،اين باقى مصر؟ التى ترى ان الثورة حققت نجاحات لكن هناك خطوات لابد من ان تكتمل وان المجلس العسكرى إنحاز للثورة وموقفه كان مشرفا لكنه إرتكب حماقات، انا لست مع اسراء ولا عكاشة انا مع مصر الحقيقية.
لا تتنحى
ارجو الا يغضب منى اصدقائى الذين يرون البرادعى هو المخلص الوحيد والاوحد لمصر، وان امر الله لو نفذ ومات البرادعى (لا قدر الله) فسنصبح كالايتام على موائد اللئام، ودعونا نناقش الامر بقليل من التفكير، هل لو دخل البرادعى انتخابات الرئاسة القادمة كان سينجح؟
الاجابة ببساطة بالطبع "لا" وذلك وفقا لمؤشرات التصويت التى حصل عليها مرشحوا التيار الاسلامى فى الانتخابات البرلمانية وهم بالطبع لا يحبون البرادعى، بل إن الامر يمكن ان يتحول الى فضيحة فى عدد الاصوات التى سيحصل عليها البرادعى لو نزل الانتخابات بالفعل.
هذا يقودنا الى السؤال التالى وهل هذا هو السبب الوحيد لانسحاب البرادعى؟ انا اقول لا لان الرجل لديه جزء من الحق وهو ان الشكل السياسى الحالى لن يسمح سوى بدستور مسلوق به الكثير من العوار لانه سيصنع على عجل، و قد يكون به العديد من التشوهات.
رئيس مصر القادم
المتابع الجيد للاحداث يرى ان الرئيس القادم هو رئيس توافقى بين الاخوان والاسلاميين من جهة، وبين المجلس العسكرى من جهة اخرى، وتحديدا فأن عمرو موسى هو الرئيس التوافقى القادم، والذى لديه قدر كبير من الجاذبية عند قطاع عريض من الشعب (على عكس البرادعى) وبتصويت الاخوان له فى اطار الصفقة مع الجيش سيحقق الانتصار كما ان هناك توافق دولى وعربى على الرجل، واقول لكم ان المساعدات والمعونات المشروعات الاستثمارية فى مصر مرهونة بوصول هذا الرجل الى سدة الحكم لكن هل هذا هو الصحيح والمفيد لمصر؟ اقول لكم لا، لكنه الشكل المؤقت لعبور المرحلة الانتقالية الحالية. |