التاريخ : الأحد 22 january 2012 07:57:27 مساءً
بحثت كثيرا عن كلمات أجعل منها رسالة على لسان شهداء الحرية فى الذكرى الأولى ل25 يناير ، لكننى لم أجد أبلغ من الكلمات التى جاءت على لسان "الحسين" فى مسرحية "الحسين شهيدا" للرائع الراحل عبد الرحمن الشرقاوى..
فلتذكرونى لا بسفككم دماء الآخرين
بل فأذكرونى بانتشال الحق من ظفر الضلال
بل فأذكرونى بالنضال على الطريق
لكى يسود العدل فيما بينكم
فلتذكرونى بالنضال
فلتذكرونى عندما تغدو الحقيقة وحدها..حيرى حزينة
فإذا بأسوار المدينة لا تصون حمى المدينة ،
لكنها تحمى الأمير و أهله و التابعينه
فلتذكرونى عندما تجد الفضائل نفسها
أضحت غريبة
و إذا الرذائل أصبحت هى وحدها الفضلى الحبيبة
و إذا حُكِمتم من قصور الغانيات
و من مقاصير الجوارى
و إذا غدا أمراؤكم كالمحظيات
و إن تحكمت السرارى
فأذكرونى ...فلتذكرونى حين تختلط الشجاعة بالحماقة
و إذا المنافع و المكاسب صرن ميزان الصداقة
و إذا غدا النبل الأبىّ هو البلاهة
و بلغة الفصحاء تقهرها الفهاهة .
و الحق فى الأسمال مشلول الخطى حذر السيوف !
فلتذكرونى حين يختلط المزيف بالشريف
فلتذكرونى حين تشتبه الحقيقة بالخيال
وإذا غدا جُبن الخنوع علامة الرجل الحصيف
وإذا غدا البهتان و التزييف و الكذب المجلجل هن آيات النجاح
فلتذكرونى فى الدموع ..فلتذكرونى حين يستقوى الرضيع
فلتذكرونى حين تغشى الدينَ صيحاتُ البطون
وإذا تحكم فاسقوكم فى مصير المؤمنين
وإذا اختفى صدح البلابل فى حياتكم ليرتفع النباح
وإذا طغى قرع الكئوس على النواح..وتلجلج الحق الصراح.
فلتذكرونى
وإذا النفير الرائع العزّاف أطلق فى المراعى الخضر صيحات العداء
و إذا اختفى نغم الخاء
و إذا شكا الفقراء و اكتظت جيوب الغنياء
فلتذكرونى
فلتذكرونى عندما يُفتِى الجهُول
و حين يُستَخزى العليم
و عندما يُهَن الحكيم
و حين يَستعلى الذليل
و إذا تبقى فوق مائدة امرئ مالا يريد من الطعام
و إذا اللسان أذاع ما يأبى الضمير من الكلام
فلتذكرونى
فلتذكرونى إن رأيتم حاكميكم يكذبون
و يغدرون و يفتكون
و الأقوياء يُنافَقُون
والقائمين على مصالحكم يهابون القوىّ
و لا يراعون الضعيف
والصامدين من الرجال غدوا كأشباه الرجال..وإذا انحنى الرجل الأبىّ
وإذا رأيتم فاضلً منكم يؤاخذ عند حاكمكم بقوله
وإذا خشيتم أن يقول الحق منكم واحد فى صحبه أو بين أهله
فلتذكرونى
وإذا غُزيتم فى بلدكم و أنتم تنظرون
وإذا اطمأن الغاصبون بأرضكم و شبابكم يتماجنون
فلتذكرونى
فلتذكرونى عند هذا كله و لتنهضوا باسم الحياة
كى ترفعوا علم الحقيقة و العدالة
فلتذكروا ثأرى العظيم لتأخذوه من الطغاة
و بذاك تنتصر الحياة
فإذا سكتم بعد ذاك على الخديعة و ارتضى الإنسان ذُله
فأنا سأُذبَح من جديد
وأظل أُقتَل من جديد
وأظل أُقتل كل يوم ألف قِتلة
سأظل أُقتل كلما سكت الغيور و كلما أغفا الصبور
سأظل أُقتل كلما رغمت أنوف فى المذلة
و يظل يحكمكم يزيدٌ ما .. و يفعل ما يريد
وولاته يستعبدونكم و هم شر العبيد
و يظل يلعنكم و إن طال المدى جرح الشهيد
لأنكم لم تدركوا ثار الشهيد
فأدركوا ثأر الشهيد.
|