التاريخ : السبت 28 may 2011 09:15:23 مساءً
أصبحت الهوية المصرية فى حالة حذر.. تترقب.. تتأمل.. تنظر.. تبحث بين ربوع الوادى عن طريق يحمل شخصيتها التى تبلورت على أيدى ابنائها من جيل "الفيس بوك" لتأخذ مكانها بعد أن ضاعت نحو 3 عقود من الزمن.. ومازالت تسير على غير هدى لتسترشد بمن يمنحها قوتها وعطائها الذى فقدته بضغط من اشخاص سلبوا منها جمالها وقوتها.
إذا كل منا يبحث عن مكان بين الامكان الشاغرة ليحجز مقعده فى ثورة بياض اطاحت بجميع المقاعد السابقه وباتت هى تبحث عن نفسها "الهوية " لتكون بين هذه المقاعد، لتكون مصر القوية.. العفية التى يضعها الجميع فى الخارج على منابر الإمامة فى كل شىء.. إذا أيها الثوار ابحثوا معها عن حقها ومكانتها واجلسوا خلفها حتى تقود كل منكم الى مكانه الذى سلب منه.
مصر تحتاج الى قوة من حديد بجيشا جرار يفسح لها الطريق لترسم ملامح نفسها التى تشققت بفضل عوامل التعرية الفكرية، واصبح يحمل فكرها اشخاص لا يعبرون عنها بل يعبرون عن اطماعهم الشخصية من منصب الى منصب ومن كرسي الى كرسي اذ باتت مصر مطمع من ابنائها واعدائها.
الاخوان والسلفيون يبحثان عن هويتهم الاسلامية فى دولة دينية ربما تكون فى أى مكان غير مصر إذا تحققت احلامهم وتبلور هذه الفكرة ستكون فى افغانستان وسيبحثون عن فرص جديدة ربما تكون قلب الأمة.
الاقباط يبحثون عن دولة مدنية يكون مرجعيتها الدستور مما شكل شرخا عميقا بين السلفيين والاقباط وباتت عناصر اخرى تضرب على هذا الوتر.
اذا بات كل فريق يبحث عن هويته وبكل الطرق سواء كانت صحيحة أو خاطئة ويفرض تفكيره على الاخر وندخل فى صراع الافكار والتيارات التى باتت تهدد الهوية المصرية حتى الثوار باتوا ينقسمون على انفسهم من أجل صراع افكار وتطبيق مبادىء تحقق رغبة كل منهم.
ولا تزال مصر تبحث عن هويتها التى يحملها الجميع وتحفظ لهم كرامتهم وشخصيتهم ودينتها وثقافتهم وتقديرهم بين الاخر.. اذا كفاكم عبثا بهوية مصر التى افقدتمهوا كل شىء من هيبة وكرامة بين اخوانها واخواتها.. ابحثوا معها عن هويتها ولا تبحثوا عن مرجعيتكم التى تخدم فكركم وتكون عليها نادمين.
|