التاريخ : الأحد 29 january 2012 03:08:07 مساءً
هلت نسايم الثورة على ميدان التحرير بالقاهرة وعلى ميدان القائد إبراهيم بالأسكندرية وعلى ميدان حى الأربعين بالسويس وعلى كافة ميادين مصر إحتفالاً بالذكرى الأولى لثورة يناير المجيدة، وتخليداً لذكرى شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة ومصابى الثورة الذين ضحوا بدمائهم الذكية من أجل رفعة هذا الوطن وتقدمه والقضاء على الفساد والإستبداد والظلم الذى عاشته مصر خلال العهد البائد.
وقد جاء الإحتفال بالذكرى الأولى لثورة يناير مناسبة لكافة التيارات السياسية الفاعلة فى العمل العام فى مصر وكافة الأحزاب وأغلب مرشحى الرئاسة لتجديد مطالب الثورة والتى رفعت منذ اليوم الأول للثورة (تغيير- حرية - عدالة اجتماعية) والتى لم يتحقق منها على أرض الواقع سوى إجراء إتخابات ديموقراطية لإنتخاب أعضاء مجلس الشعب، وهى تلك الانتخابات التى أشاد بها المجتمع الدولى.
وقد إنتهى اليوم - وعلى عكس ما كان يتوقع الجميع - من غير وقوع مأساة جديدة على غرار ماحدث فى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، وهو ما يعد مؤشراًً جيداً على تحضر الشعب المصرى ورقيه وعلى تحمل المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة المصرية لمسئولياتهما بعيداً عن إستفزاز الشعب والذى طالما عانينا منه طوال الأشهر الماضية التى تولي فيها المجلس العسكرى مسئولية إدارة البلاد خلال المرحلة الانتقالية.
وسوف يكون لهذا الحدث إيجابياته على إستقرار الوضع السياسى والإقتصادى، ويحول دون إتجاه مؤسسات التقيم الدولية لإجراء المزيد من الخفض فى التصنيف الائتمانى لمصر، وسوف يساعد هدوء الأوضاع السياسية والاقتصادية على نجاح المفاوضات التى تجريها الحكومة المصرية مع بعثة صندوق النقد الدولى للحصول على قرض بقيمة 3.2 مليار دولار لمساندة الاقتصاد المصرى فى ظل المرحلة الحرجة التى يمر بها حالياً، وكذلك مساندة صافى الاحتياطى من النقد الأجنبى لدى البنك المركزى المصرى والذى إنخفض الى النصف خلال العام الأول للثورة.
وسوف يتيح هدؤ الأوضاع السياسية والإقتصادية الى زيادة فرص إستقطاب إستثمارات أجنبيه جديدة خاصة الغير مباشرة التى تتجه للإستثمار فى أدوات الدين العام، ولتخفف من الضغوط على أموال الجهاز المصرفى ليتاح أمامها فرصة لخدمة مجتمع الأعمال من أجل المزيد من النمو الاقتصادى وتوفير أكبر قدر من فرص العمل.
وسوف يؤدى هدؤ الأوضاع الاقتصادية الى المزيد من المكاسب التى تحققها البورصة المصرية والتى نجح مؤشرها الرئيسى فى إختراق مستوى أربعه آلاف نقطة خلال الأسبوع الحالى محققاً مكاسبت قاربت 10 % خلال الجلسات الماضية.
الشىء الوحيد السلبى الذى شهده ذلك اليوم هو إتجاة بعض القوى السياسية مثل حركة كفاية وشباب 6 أبريل والجمعية الوطنية للتغيير عن النية للدخول فى اعتصام مفتوح حتى تتحقق كافة مطالب الثورة، ومع إتفاقنا التام على أن أى إنجاز للثورة لا يتحقق على أرض الواقع إلا من خلال الضغط القوى من الشعب المصرى بكافة تياراته السياسية والحزبية على المجلس العسكرى وهو ما أثبتته الأحداث خلال الأشهر الماضية، إلا أن المزيد من الضغط سوف يكون له مردوده السلبى سياسياً واقتصادياً.
إن الخمسة أشهر المتقية على الإطار الذمنى الذى وضعه المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتسليم السلطة ليست بالفترة الكبيرة فى تاريخ الشعوب، ولا تستحق منا الإختلاف على كيفية تحقيق مطالب الثورة التى لن يتنازل عن تحقيقها أى مواطن مصرى يحب هذا الوطن ويتمنى رؤيته فى أفضل حال، وإنما تستحق الإتفاق على مسارات العمل بالشكل الذى يحقق مطالب الثورة، وسوف يظل عيد ثورة يناير هو يوم العيد فى حب مصر.
أنها أحد القضايا المهمة التي تواجه الحركات السياسية فى مصر مثل كفاية و6 أبريل والجمعية الوطنية للتغيير وتحتاج إلى إعادة التفكير. |