التاريخ : الثلاثاء 07 february 2012 12:46:01 مساءً
كلمة الحق التى تقال فى وجه حاكم ظالم تتساوى تماما مع كلمة الحق التى تقال فى وجه متظاهر اهوج، وكما قلت لمبارك وهو فى سدة الحكم ان ابنك لن يصبح وريثا لأننا لن نسمح له بذلك، وكما هاجمت كل رموز النظام بالاسم وهم فى عز قوتهم وجبروتهم، فى وقت كان هناك الكثيرون من الهيفة والمناضلين الان على الفضائيات وفى الصحف يمشون جنب الحيط او بشكل اوضح داخل الحيط، ومقالاتى موجودة يستطيع كل متابع ان يصل اليها بسهولة بل واصدرتها فى كتاب مايو الماضى اسميته (رحلة سقوط العائلة من قصر العروبة الى سجن طرة) فإننى اتمسك ايضا بكلمة الحق واقول ان اصرار بعض المتظاهرين على الوصول للداخلية واقتحامها هو عنف وبلطجة غير مبرران وان من حق ضباط الداخلية الدفاع عن انفسهم امام من يحاول اقتحام الوزارة بأى شكل يرونه مناسبا.
اقول هذه الكلمة التى احسبها كلمة حق فى الوقت الذى جبن فيه الكثيرون عن تصويب شطط المتظاهرين وللأسف لا يجرؤالكثيرون على توجيه رسالة للمتظاهرين ويقول قفوا هذا خطا، تظاهروا كما تشاؤون فى ميدان التحرير لكن لا تهجموا على وزارة الداخلية،الكثيرون خافوا وارتعشوا من هجوم المتظاهرين عليهم ان هم قالوا كلمة الحق، وخافوا ان يوصفوا بالفلول او الغير فاهمين او المنتمين للمجلس العسكرى او من اعضاء حزب الكنبة.
حتى مرشحى الرئاسة جبنوا جميعا عن اطلاق مثل هذه الجملة خوفا على المقعد المنتظر وخوفا من غضبة الثوار، وجبن ايضا الكثيرين من نواب الشعب المنتخبين عن قولها بل زايد البعض منهم على المتظاهرين واعلنوا الاضراب والاعتصام فى مجلس الشعب حتى يتوقف اطلاق قنابل الدخان والخرطوش على المتظاهرين الذين يريدون اقتحام وزارة الداخلية، دون ان يحاولوا افهام المتظاهرين ان اقتحام وزارة الداخلية خطأ لا يمكن السكوت عليه حتى فى امريكا وانجلترا وفرنسا وكل البلاد العريقة فى الديمقراطية لا تسمح باقتحام منشأتها الحكومية وتقابل ذلك بالعنف .
وانا ابشركم ان الذين سيقتحمون الداخلية اليوم سيقتحمون مجلس الشعب غدا ومقر رئاسة الجمهورية بعد غدا وقيادة الجيش فى اليوم الذى يليه وستسقط كل السلطات ولن تقوم للبلد قائمة بعد ذلك وسنبكى على اطلالها لسنوات لان قيادتنا وسياسيينا ومثقفينا اثروا السلامة والبعد عن تجريح ونقد الثوار والتزموا المواقف المائعة التى لا تبشر بخير.
وعلى الجانب الاخر مجلس عسكرى متردد و ضعيف وعشوائى وحكومة لا تملك من امر نفسها شيئا تحاول ان تعمل فى اسوأ ظرف ممكن وللأسف لن تنجح ولن ينجح غيرها طالما ان الشعب لم يتغير للأحسن فالشعب تغير للاسوا بلطجة وخطف وطلب فدية وسطو مسلح وشوارع معدومة الامان وسرقة وقتل فى عز الظهر فهل هذا هو الشعب المصرى الذى نعرفه؟
عموما قلت كلمتى واستأذنكم فى الغياب لفترة اذهب فيها لأداء العمرة لأدعوا لمصر لأننى اظن ان مصر لن يفيدها الان سوى الدعاء والابتهال الى الله ان ينقذ ها من الفوضى ويرسل لنا حاكم عادل يعيد الصواب للجميع ويفرض الامن ويفتح الله على يديه كنوز الارض من بترول وغاز ودهب وخلافه، اللهم احفظ مصر وشعبها واهدهم الى سواء السبيل.
|