التاريخ : السبت 07 may 2011 06:52:40 مساءً
أعتقد أن من حق الإخوان أن يغيروا ما شاءوا من مواقفهم، فلا احد يطلب منهم الثبات على موقف إذا وجدوا أن به ما ينتقص من مصالحهم وفرصهم فى هذه المرحلة، ولكن ليس على الإخوان او غيرهم كلما عدلوا من مواقفهم أن نأخذها على انها تمتد على استقامة واحدة، وأن هذه المواقف تتبدل- وليس فى هذا من حرج او تناقض- أما الغايات والاهداف فإنها ثابتة لا تتزعزع!
هناك قدر عال من الاستخفاف فى هذا المنطق، فأنت لا تستطيع أن تحاسب الإخوان على تبدل المواقف التى يغيرونها ما بين عشية وضحاها لأنهم يطلبون التجاوز عنها إلى الغاية.. هكذا فعل المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع عندما أشار إلى واقع "التمكين" الذى اطل عبر بعض التصريحات السابقة لنوابه وعلى رأسهم خيرت الشاطر، ولكنه مع بديع انتقل من المواربة، والمداورة إلى الحديث عن المظاهر المباشرة، فالإخوان لن يكتفوا بتأسيس حزب الحرية والعدالة وإنما سيغزون الدولة "المدنية" فى صميم مظاهرها من رياضة وثقافة وفن.. لا ضير فى ذلك، ولكن إذا كنت مقتنع بأن الدولة "المدنية" ضرورة وليست "مطية" ما الحاجة لأن تستخدم أدواتها فى حقيقة الأمر للانقلاب عليها!
سيرد الإخوان على هذا الأتهام بأن ذلك فهم خاطئ لنواياهم وإغراق فى التفاصيل حيث يسكن الشيطان! وانه يكفيهم انهم امتثلوا لما تمليه قواعد الحكم المدنى وأسسوا حزباً مستقلاً عن الجماعة كما يقول محمد مرسى عضو مكتب الإرشاد الذى اختاره مجلس شورى جماعة الإخوان رئيساً للحزب مدافعاً عن استقلالية الحزب فى حديثه إلى جريدة الشروق المنشور اليوم السبت 7 مايو، فالبرغم من هذا الاختيار يحتفظ الحزب باستقلاليته وبالبرغم من اختيار المجلس نفسه لنائب رئيس الحزب وأمينه العام يظل الحزب مستقلاً؟!
لا يهم اى تناقض ما دامت الغاية هى هي! إنه منطق "التقية" الذى نحته الإخوان داخل فقه الجماعة لتبرير مهادنة السلطان الجائر حتى مرحلة "التمكين" ولكن الواضح أن هذه الرخصة التى تم نحتها فقهياً لضرورات لم يعد لها مبرر الآن أصبحت منهج عمل دائم..
ولنتأمل موقف الجماعة من حجم الترشيح لأنتخابات مجلس الشعب القادمة وزيادة السقف من ثلث المقاعد فى اعقاب الثورة مباشرة إلى %50 حاليا، المبرر الذى يتم تقديمه هو قانون مباشرة الحقوق السياسية الذى تترقبه الجماعة ولا تتطمأن له، فضلاً عن أن هذا الترشيح لنسبة الـ %50 هو الذى سيؤمن الفوز بنسبة الـ %35 المطلوبة! وهكذا إذا عرف السبب بطل العجب .. مطلوب ان نقتنع أليس كذلك؟؟!
على أية حال عندما تأتى ساعة "التمكين" لن تكون الجماعة فى حاجة إلى تقديم مبررات أو إنتظار أن يقتنع الآخر او لا يقتنع!
|