التاريخ : الأربعاء 15 february 2012 08:33:39 مساءً
اعتقد الجميع أن عام 2012 سوف يكون عامًا سعيدًا على الاقتصاد المصرى، مع البدء التنفيذى فى عملية الانتقال السلمى الديمقراطى للسلطة من حكم العسكر، إلى حكم مجلس شعب منتخب فى إشراف انتخابات فى تاريخ مصر الحديث.. ومع أولى أيام سير الانتخابات بسلام ومع أول اجتماع لمجلس شعب الثورة صعدت البورصة وربحت ما يقارب 28 مليار جنيه فى أيام معدودة حيث توقع الجميع أن تسير مصر على نهج الصديق وزميل الثورة "تونس"، لكن الطرف الثالث لم يترك مصر تسير فى طريق عودة الاقتصاد المصرى إلى النمو القوى.. وظهر لنا فيلم جديد من أفلام الطرف الثالث بعد عروض مُتكررة بدأت من مسرح البالون وأحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، وكان العرض مستمرًا فى مذبحة بورسعيد ومحاولة إيجاد فتنة بين شعب مصر الحبيب.. أنا لا أعلم من هم الطرف الثالث ولقد وجهت هذا السؤال فى العديد من المقالات: هل يعلم أى فرد من هم الطرف الثالث؟! هل هم بقايا نظام مبارك أم أفراد من أمن الدولة أم هم المجلس العسكرى أم هم الموساد الإسرائيلى؟!.. لا أعلم لكن ما أعلمه أن حجم خسائر الطرف الثالث من الثورة، وقد كشفت دراسة مصرية قدرت حجم الخسائر التى لحقت بالاقتصاد المصرى بنحو أكثر من 172 مليار جنيه تركزت فى معظمها فى قطاعات السياحة والطيران والغاز والصناعة والتجارة الداخلية والخارجية والقطاع العقارى والاتصالات وقطاع الترفيه.. وكشفت الدراسة أن الموازنة العامة للدولة والبورصة المصرية يتحملان الخسائر وتسديد فواتيرها وأنه فى الفترة من 25 يناير إلى 14 فبراير 2011 كانت الخسائر اليومية للقطاعات الاقتصادية باستثناء البورصة تتراوح بين 250 و310 ملايين جنيه.. كل هذه الأموال كان الطرف الثالث هو صاحب نصيب الأسد فيها.. بالإضافة إلى أن البنك المركزى أعلن تراجع صافى احتياطى النقد الأجنبى ليبلغ 16.35 مليار دولار بنهاية شهر يناير 2012 مقابل 18.1 مليار دولار بنهاية شهر ديسمبر 2011 السابق، بتراجع تبلغ قيمته 1.8 مليار دولار.. حيث بلغ حجم الخسائر فى الاحتياطى النقدى من بداية 25 يناير 2011 حتى الآن أكثر 20 مليار دولار أمريكى.. وموقعة بورسعيد خسائر فعلية فى الاحيتاطى النقدى حولى 11 مليار جنيه فى شهر واحد، بالإضافة إلى خسائر البورصة المصرية.. الاقتصاد فى طريقه إلى الخط الأحمر فيجب على الحكومة ونواب الشعب إيجاد حل للسؤال المهم "مَنْ هو الطرف؟" لأن مع استمرار مسلسل الغموض سيموت الاقتصاد المصرى. نأمل أن تمر الشهور المقبلة بدون حلقة جديدة من المسلسل الغامض "الطرف الثالث ".. حفظ الله مصرنا الحبيبة.
|