التاريخ : الاثنين 20 february 2012 05:30:04 مساءً
أن يدعم حزب الحرية والعدالة أو أحد الأحزاب مرشحا ما للرئاسة,فهذا يمكن تفهمه لأنه من صميم العمل الحزبي والسياسي ,ثم أن يدعم تيارا سياسيا مرشحا بعينه للرئاسة فهذا أيضا يمكن تقبله,وإذا مال المجلس العسكري لمرشح بعينه فتلك من طبائع السلطة,لكن ما لم أفهمه أو أستوعبه هو اتفاق حزب الأكثرية وبعض الأحزاب مع المجلس العسكري لتسمية مرشحا بعينه لرئاسة الجمهورية,لعنة الله علي بدعة المرحلة الإنتقالية المسماة (بالتوافقي) فقد أصبح لدينا دستورا توافقيا وحكومة توافقية ولجانا توافقية بالبرلمان وربما رئيسا توافقيا وبقي أن يكون لدينا (شعبا توافقيا).
كان ظني أن بعض التيارات والأحزاب السياسية التي نشأت بعد الثورة هي التي ستدعو لبدعة (التوافقي) لحداثة العهد بالعمل السياسي,لكن أن تكون (التوافقية) هي عقيدة تيارات سياسية قديمة كالإخوان المسلمين أو بعض قدامي السياسيين,فتلك هي الخيبة التي نعيشها في مصر الآن.
تعالوا نفترض أن حزب الحرية والعدالة بالاتفاق مع المجلس العسكري وبعض أتباعهم وأشياعهم قاموا بتسمية شخصية ما للترشح لرئاسة الجمهورية,فهل يكفي هذا الدعم (الاخواني والعسكري) كي تحسم تلك الشخصية معركة الرئاسة لصالحها,الاجابة المؤكدة بالنفي.
ودعنا نفترض أيضا أن هذا المرشح التوافقي قد حقق نجاحا في الانتخابات الرئاسية,ثم سل نفسك قبل أن تسأل هذا الرئيس التوافقي,لمن سيكون ولاء هذا الرئيس؟,هل سيكون للشعب أم الي من أتوا به الي قصر الرئاسة؟.
فكرة التوافق حول مرشح رئاسي بعينه,تحمل بين طياتها معني الوصاية علي الشعب وإرادته والتعامل معه بصفته (شعب قاصر) لايعرف مصلحته, وأنه بحاجة لمن يأخذ بيده لصندوق الانتخابات الرئاسية ليدله علي مرشح بعينه,وإن شئت فقل أن الداعين لتلك الفكرة لايحترمون هذا الشعب الذي أشعل تلك الثورة الملهمة للعالم كله لينتهي به الحال الي الحاجة الي من يرشده لمصلحته,وقد نسي هؤلاء أن المصريين يريدون رئيسا يستمد ولائه من الشعب لا رئيسا (إمعة),وكل من يقبل أن يكون رئيسا توافقيا فسيكون رئيسا (ولامؤاخذة),فمن هو هذا المرشح الرئاسي الذي يقبل أن يكون رئيسا ولامؤاخذة,الكارثة أنه موجود.
ورغم إعلان حزب الحرية والعدالة عدم ترشيح (اخواني) لمنصب رئيس الجمهورية حتي أنهم فصلوا القيادي الإخواني الأبرز الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (أعاد الإحياء الثاني لجماعة الاخوان بعد سيد قطب)..وصدقنا ماقالوه لكن دعوتهم للرئيس التوافقي تؤكد رغبتهم بأن يصنع الرئيس القادم علي أعينهم,نعم هم لايريدون ترشيح اخواني للرئاسة لكنهم في نفس الوقت يريدون رئيسا بعينه حتي تكتمل لهم السيطرة علي السلطات الرئاسية الثلاث (الرئاسة والحكومة والبرلمان).
المؤكد أننا لسنا ضد ترشيح إخوانيا لرئاسة الجمهورية,شرط أن يتم ذلك وفق الشروط التي ارتضاها الجميع وهي الترشح علانية ثم الاحتكام للشعب,ومادون ذلك فهو باطل,كما أن دخول المجلس العسكري -مع الإخوان- في دعم فكرة الرئيس التوافقي يؤكد رغبة العسكري في وجود رئيس جمهورية تحت السيطرة أو تحت الطلب,رئيس جمهورية يأخذ الأوامر في الصباح من (مكتب الارشاد) وفي المساء من (وزارة الدفاع) وربما العكس,فهل تقبل كرامة المصريين أن يحكمهم إمعة؟.
للاخوان والعسكري..لاتجعلونا نلعن تلك الثورة ونقول أن حكم مبارك كان أرحم لأنه وإن كان فاسدا لكنه لم يكن إمعة!!.
|