التاريخ : السبت 03 march 2012 03:41:35 مساءً
لدى سؤال بسيط للمجلس العسكرى والحكومة والإخوان والقضاة هل تعتقدون ان الشارع سيقبل اى حكم يصدر على الرئيس السابق مبارك ؟ وهل لو صدر حكم بالبراءة او حكم بالحبس مع الايقاف او السجن خمس سنوات لن يلتهب الشارع المصرى ( وبالمناسبة نوعية هذه الاحكام متوقعة لان اوراق الاتهام لا تحمل ادانة مباشرة لمبارك والقاضى كما يقولون يحكم وفقا للاوراق ) وهل يجروء احدا على الخروج ليقول ان القضاء المصرى مستقل ولا تملى عليه الاحكام ؟ سيرد الشارع واين كان استقلال القضاء وهو يفرج عن الامريكان فى قضية التمويل بعد تدخل رئيس الاركان الامريكى ووزيرة الخارجية هيلارى كلينتون.
ان قضية الافراج عن الامريكان المتهمين فى قضايا التمويل وما صاحبها من هبوط طائرة عسكرية امريكية فى الاراضى المصرية بدون اذن هو فعلا اعلان عن جمهورية الموز المسماة مصر وهو مصطلح ينسب للدكتور البرادعى الذى اختلف معه كثيرا لكننى اتفق معه فى هذا الوصف والتشبيه .
اى دولة هذه التى تستباح ارضها وسمائها وقانونها وقضاتها ، واذا كان السادة الذين يحكموننا الان يعرفون انهم بلا حول ولا قوة وان الامريكان قادرين على اخضاعهم واذلالهم (ونحن بالتبعية من ورائهم) فلماذا (عملوا فيها رجالة من الاول) واعلنوا عن القضية وتحدوا امريكا .
كان علي المشير ومجلسه ان يخرج ليصارح الجميع بانه يتعرض لضغوط من الامريكان للافراج عن المتهمين فى قضايا التمويل وانه غير قادر على الصمود ويترك لنا حرية الاختيار، أما أن يختار التسليم نيابة عنا فلا نقبلها ولا نرضاها ولن تمر مرور الكرام ويجب ان يحاسب المجلس العسكرى على هذه الخطيئة ،ولا تحاولو أن تقولوا أنها مسئولية الحكومة أو القضاء، ألمسألة أكبر من سلطات الجنزورى ومن القضاء .
وإذا كانت هناك صفقة كما يقول البعض فليعلنوا عنها ،على الاقل نحن نسمع ان الصفقات فيها أخذ ورد ،أى مصر تأخذ اشياء وامريكا تأخذ اشياء ،وليس معقولا أن الصفقة أن تحصل مصر على 34 مليون دولار الكفالة و50 الف دولار غرامة الطائرة ، إعلنوا الصفقة لو كانت هناك صفقة بالفعل يمكن نقتنع كما إقتنعتم .
لقد وقف الكثير من الكتاب والتيارات السياسية إلى جانب المجلس العسكرى فى قضايا خلافية كثيرة ،وأنا واحد من الذين وقفوا إلى جواره بكتاباتى لأننى كنت مقتنعا بالكثير من مواقفهم وواثقا انهم يسعون لتسليم السلطة، لأنهم أولا غير قادرين على إدارة البلاد وثانيا انهم لا يرغبون ، وتحملت العديد من الاخطاء الناتجة عن عدم قدرة المجلس على الإدارة السياسية طمعا فى الوصول الى شكل دولة منتخبة ، ولأن الرجال يعرفون بالحق، والحق لا يعرف بالرجال ،فإننى أختلف تماما مع موقفهم المخزى من قضية تهريب المتهمين بالتمويل الامريكى ومرمغمة إسم وسمعة مصر فى الوحل.
ولكن على الجانب الاخر مضطر أن أحتمل المجلس حتى انتخاب الرئيس الجديد ولم يتبق سوى 3 اشهر يكون عندى بعدها رئيس منتخب بعد أن أصبح لدينا برلمان منتخب ،وساعتها ستمارس كل سلطة دورها وسنعرف نحن من نحاسب وكيف نحاسب ،وأيا كان اسم الرئيس الجديد فسيضطر الى العمل والى الارتفاع الى مستوى حلم ومطالب الشعب الذى إنتخبه لاننا شبعنا خناقات وصراعات وأزمات ،نريد ان يكون لنا مستقبل ماذا أنتم فاعلون فى مستقبلنا ومستقبل اولادنا ؟
نريد أمنا وأمانا تحملنا الإنفلات الأمنى لأننا دولة بلا رئيس، وعاشت طوال تاريخها تعتمد على الفرد سواء كان الفرعون أو الحاكم أو الرئيس ، وبالتالى لن نسمح بعد إنتخاب الرئيس الجديد بيوم واحد ان يستمر الانفلات الامنى مثلا ،أو أن يتجاهل الحاكم الشعب كما يفعل المشير ورفاقه الأن ولا يخرج واحدا منهم ليفهمنا ماذا حدث !
مصر سترجع لان الشعب يريدها ان ترجع وسواء حكمنا إخوان أويساريين أو حتى هنود حمر فلن يرغموا الشعب على شئ لا يريده، والشعب الأن يريد الكرامة ويريد الحقائق ولن يتراجع عنها أبدا.
|