التاريخ : الجمعة 09 march 2012 05:54:47 صباحاً
تحتاج مصر الآن وهى مقبلة على الانتخابات الرئاسية الى حملة "تفاؤل" لهذا الشعب الذى مرت عليه لحظات صعبة جذبته من عنقه بمنتهى العنف الى قاع الإحباط بعد أن كانت قد ارتفعت الى عنان السماء، حالة الناس النفسية فى الشوارع أصبحت متهالكة، وإقتصادياتهم رهن الترنح، ولا شئ فى الوطن يدعو للبهجة.
نسينا البهجة الى جلبتها لنا ثورتنا، بعد ان أعيد سحبنا الى بحور من الدم وشلالات من التخوين وجبال من المؤامرات وصفقات تبحث عن مصالح خاصة وتبتعد مليون سنة ضوئية عن مصالح الناس.
ليست تلك دعوة للتشاؤم وإنما دعوة للبحث عن البهجة الضائعة، والتنقيب عن مصادر جديدة للطاقة تشحن عزيمتنا لنحصل على حقوقنا أو ننتزعها، وأهمها حق السعادة.
السعادة حالة .. غلاف جوى نستحق كشعب بمختلف طوائفه أن نعيش تحت سمائه، والقائمين على البلاد فعلوا كل شئ من اجل السلطة ولكنهم لم يفعلوا شيئا يسعد هذا الشعب، وبات الإعتماد عليهم كمن يبحث عن كوب ماء مثلج فى الصحراء الكبرى، حتى ممثلى الشعب لم يفعلوا شيئا لحل مواطن الوجع لدى الناس، وإنزلقوا جميعا الى مستنقع السياسة وغاصوا فيه حتى اخمص أقدامهم، وساهموا بمواقفهم المتأرجحة فى خنق احلام الناس.
فى النهاية تضيق الدائرة ونكتشف أنه "ما حك جلدك مثل ظفرك".. إنسى أن إنتخبت يوما أناس ليخدمونك أو يوفروا لك الحد الادنى من السعادة، ولا تنتظر من "الحداية أن ترمى الكتاكيت"، إبحث بنفسك عن مواطن البهجة، غير روتين حياتك، وأخرج من الشرنقة التى وضعونا فيها، أيا كان خروجك وأيا كانت أزمتك ومهما كنت فقيرا، ستجد حتما أمرا يمنحك الطاقة اللازمة لمواصلة الحياة.
أما هؤلاء الذين إخترتهم من اجل أن يمنحوك الراحة، فإذا بهم يسرقون الروح من حياتك فإلقهم فى مزبلة الحياة، وحذارى أن تنجدر مرة أخرى الى إختيارهم، طبق معاييرك السليمة والحادة، وإفرض شروطك القاسية، وليس شروط القطيع الذى تعيش ضمنه، وليكن إختيارك بمنطق "أنا الباحث عن السعادة".
إبحث عن حقك ولا تتركه.. فتلك أيام توزيع الغنائم وزمن إنتزاع الحقوق، فلا تجعل من نفسك غنيمة يتنازعها ويتقاتل عليها "عبدة الكراسي"، وإرفع فى وجههم شعار "لكم مقاعدكم ولى سعادتى"، وإعلم أنك ومن معك وحولك من تحددون من الحاكم وكيف سيحكم، وأن رأيك سيف مسلط على رقاب الكبار، فلا تبيع موقفك ببخس الثمن ولا تمنح توقيع لأيا من كان على بياض.
إبحث عن سعادة أنت تستحقها ليس ممن يتاجر بالدين .. فهو إن تاجر بالدين فلن يعز عليه أن يعتبرك ميراثا أو منقولا يتحكم فيه ويسيطر عليه ولا يقيم له وزنا، ولا ممن يتاجر بالشعارات الجوفاء.. فهو لن يطعمك كلاما ولن يكسوك مواقفا على ورق.. وإن رفع الشعارات ليصل الى مقاعد الحكم إعتبرك مجرد خانة على الورق، او إسم فى كشف ربما لا يستحق عناء النظر اليه.
أنت سيد موقفك وسعادتك فى يدك وليست فى يد أخرين، إبحث عنها ولا تتنازل .. أما من ينتظرون إنتزاع ثقتك بالخداع والدجل والتضليل، فقل لهم "انا ومن بعدى الطوفان".
|