التاريخ : الاثنين 12 march 2012 11:16:38 صباحاً
هناك تكالب حقيقى لدخول سباق الرئاسة من جانب كثير من المرشحين المحتملين الذين تعتقد جازما أن فرصهم ضعيفة فى تحقيق أى شىء أكثر من منح أسمائهم قدرا من الشهرة، لكن لماذا يتعامل الإعلام بقدر من الاستخفاف الزائد مع مواطنين بسطاء قرروا الترشح للرئاسة، ولا يتعامل بذات القدر من الاستخفاف مع سياسيين أيضا لا فرص لهم فى صناعة أى شىء، ولا مستقبل أمامهم نظريا حتى تقول إنهم يريدون إحداث تراكم لجولات انتخابية قادمة.
إذا كنت تعتقد أن المواطنين البسطاء «مدرسون وموظفون وتجار صغار» يمزحون حين يتكالبون على مقر اللجنة الرئاسية لسحب أوراق الترشح، فلماذا لا تدين فى الوقت نفسه سياسيين بسطاء فى الشعبية يتقدمون لذات الترشح المحتمل دون برامج محددة أو ارتكازات شعبية واضحة، باعتبارهم يمزحون أيضا.
أنت تعرف أن بعض البسطاء تحركه شهوة الإعلام ومحاولة الظهور فيه، لكن ذلك لا يمنع أن بعضهم تحركهم أحلام حقيقية للتغيير، وطموحات ربما تعوزها الخبرة والإمكانات والجهد المنظم، ألم تلتق مرة بمواطن بسيط فى مقهى أو وسيلة مواصلات وتجده صاحب رؤية ووجهة نظر، ويتحدث فى الشئون العامة بخطاب أكثر إقناعا من السياسيين المحترفين حتى لو افتقر حديثه للمعلومات؟
إذا كان للمواطن البسيط عذر، أو حلم، أو حتى رغبة واضحة فى الحصول على قدر ما من «الشو» الإعلامى، ألا تعتقد أن هذا حقه؟ ولماذا إذن تعتقد أن من حق كل سياسى مهما كان صغيرا أن يفعل ذات الفعل بذات المبررات، وأن يبحث عن الكاميرات والأضواء، ويتحرك لنيل نصيبه من هذا «الشو» ويملأ الدنيا تصريحات وبيانات وكأن الشوارع والجماهير تتحرك بإشارة منه، وهو يدرك أنه فى النهاية لن يخوض السباق.
إذا كان المواطن البسيط فى نظرك «مهرج»، فالتهريج حق للجميع، وليس من حقك أن تسخر من مهرج، وتحترم مهرجا آخر، فالمهرجون سواء بنص أحكام أى دستور، ولا يجوز التمييز بينهم بسبب مال أو علاقات أو نفوذ.
حتى يغلق باب الترشيح، وتتأكد أن لديك مرشحين حقيقيين كل منهم يمتلك توكيلات يرتكز عليها لنيل هذه الصفة أو تأييد برلمانى وفق نص القانون، فالجميع تقريبا متساوون قانونا، السياسى الكبير الذى يملأ القاهرة بصوره، والمدرس الصغير الذى يملأ شوارع قريته بحلمه، وحتى يأتى اليوم الذى تستطيع أن تفرق فيه بين «المحتمل والجاد» فلتعرف أن الكل «محتملين» وإن كانت هناك اعتبارت منطقية جدا تسمح بالاهتمام بمرشح دون آخر باعتباره أكثر المحتملين ليكون جادا ووراءه تاريخ سياسى أو معه إمكانات مادية، أو لديه دعم حزبى، فعلى الأقل ارحموا البسطاء ولا تسخروا من رغبتهم فى الحلم.. دعوهم يحلمون.
|