التاريخ : الجمعة 03 june 2011 11:05:48 مساءً
هو دائماً حاضراً، ولو تكاثرت عليه الخطب.. لا تهزمه الجروح المسخنات او حلكة "الزنازين" المظلمات فى غيابة جب الثلاثين عاماً او يزيد من تاريخ القهر.. ولكنه كلما ارادوا أن يغيب يعود.. انه الوطن الذى سكن قلب الميدان.. ميدان التحرير لثمانية عشر يوماً.. ولكن من اعادوه لم يعرفوا ماذا يفعلون وقد عاد حقيقة.. ترى أكان دورهم حتى الحلم فقط؟! فأسقط فى ايديهم عندما تحول واقعاً!
اقول هذا لإن حالة اصطراع عنيفة تضرب المشهد السياسى.. تمزق الوطن فى كل اتجاه، وعبثا تجد من يعقل او يشعر، وإذا وجد فإنه إما جاحداً للثورة لا يعرف ان حالة الاصطراع المتصاعد هى دليل النقاء الثورى!! وإلا كيف يكون الثائر ثائراً؟!
وإما الويل كل الويل ان تسول لك نفسك التنبيه إلى من يريدون سرقة الوطن ثانية باسم الدين.. فهؤلاء لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تتنزل على هذا الوطن.. يريدونها حرباً "ضروس" إما "الغلبة" الصريحة التى توجب الخضوع والطاعة او الويل والثبور وعظائم الأمور!
اخشى ان يختطف الوطن منا مجدداً بعد ان عادت الكتلة الصامتة ادراجها ترقب المشهد السياسى عن بعد، وإذا كانت حالة الاصطراع تقلقنى لتوفير المناخ الموات لإتمام عملية الاختطاف فإن ما يقلق أكثر ويستحق التنبيه هو ان الخاطف يريد الوصاية على المواطنيين باسم الدين ليلبس الباطل بالحق.. فـ"المقدس" مجرد عن الهوى والزلل اما "الدنيوى" حيث عالم السياسة وألاعيبه فهو مرتع لكل أشكال الاحتيال والباطل لهذا لا يليق خلط الحق بالباطل والادعاء بان الاخوان او السلفيين هم من سينفذون مشيئة الله وشريعته، وكأن مشيئة الله وشريعته غير نافذة في إنتظار أيًا منهما لإنفاذها!
الدولة الاسلامية التي عرفها التاريخ ويتحدثون عنها عرفت الرفعة وكذلك التفكك والانحلال ..عرفت الحالة الاولي عندما اخذت بالأسباب، وانهارت عندما عطلت العقل وحاصرت العلم وتفرغت لدسائس السياسة شأنها شأن اي دولة عرفها التاريخ ولم يكن لذلك أي علاقة بتطبيق الشريعة .
إنها "الإنتهازية السياسية" التي تسعي لدغدغة مشاعر البسطاء بخلط "المقدس" بـ "الدنيوي".. لعبة قديمة قد يمررها نقص الوعي وضيق الافق لكن أصحابها يعرفون أي منقلب ينقلبون ..وإذا ما إختطفوا الوطن أين عساهم به يذهبون ؟!
ان هذا الوطن مغموس في مشاكله ومشاكل محيطه الإقليمي الذي لم يعدوا أنفسهم لها رغم بعض المصالح هنا أو هناك التي يمكن أن يتحركوا علي هديها ولكن ليس لوقت طويل ..لم يحدثنا أحدًا منهم، بينما يجأرون بأنهم صوت الله علي الارض -حاش لله- ماذا سيفعلون لمواجهة ديون الدولة، الخارجي منها والداخلي والتى تزيد علي تريليون جنيه ..او ماذا سيفعلون بأهم موازين "ميزان المدفوعات" وهو ميزان "المعاملات الجارية" الذي يضم عائدات النشاط السياحي وتحويلات العاملين بالخارج !
لابأس في إختطاف الوطن اليوم..ولننظر غدًا ماذا نحن به فاعلون!.. هكذا يرون.
الدولة المدنية هي الحل حتي لايغيب الوطن ثانية..حيث حقوق المساءلة للمواطن كاملة لا يصادرها عليه أحد بإسم الدين أو غيره ..فنحن لن نستطيع ان نسأل من يحكم باسم الدين لانه لا يجوز من الأصل هذا السؤال إذا جاءت شرعية الحاكم من خارج صناديق الانتخاب!
- لاحظوا ان العلاقة بين الإنسان وربه تصبح محل سؤال، ومن يزعم انه يحكم باسم الدين تسقط مسئوليته – هذا ما سيكشفون وجوههم عنه .. ولتتأملوا قول احدهم وهو يكشف عن وجهه: "لقد استطاع (.. .. ) بفضل الله وعناية من الله، وتوجيه من الله، وإلهام من الله، ورعاية وعناية من الله ان يمكن به للدعوة".. صاحب هذه الكلمات التى تملأ جماعته الدنيا صخباً من اجل حصة اكبر من مقاعد البرلمان القادم يلصق كل ما يقوله او يأتى به من افعالة بـ"الله" سبحانه وتعالى .. انه احد ابواق الأخوان "صبحى صالح" وهو يدافع عن اتهامات له بالكذب!!
- لهذا الدولة المدنيه هى الحل.. هكذا يعود الوطن.
|