التاريخ : الأحد 25 march 2012 02:52:26 مساءً
مجموعة العشرين هى منتدى غير رسمى يهدف الى تعزيز الحوار البناء بين الدول الكبرى والدول ذات الاقتصادات الناشئة بما يؤدى الى الإستقرار العالمى من خلال المناقشة الصريحة لكافة المشاكل وتبادل المعلومات فيما بين الدول الكبرى والدول الناشئة وكذلك الحرص على إقامة قنوات مناسبة للإتصال الفعال فيما بينهما.
وإتساقاً مع فكرة تعزيز الحوار وترسيخاً لمبادىء الحوكمة جاءت المبادرة التى سبق وأن طرحها البنك المركزى المصرى بتشكيل مجموعة العشرين داخل كل بنك من بين العاملين، وذلك تأكيداً على مبادىء الحوار وتبادل المعلومات وخلق قنوات فعالة للإتصال، وكذلك كمحاولة من جانب البنك المركزى لإمتصاص حالة الغضب التى إجتاحت كافة البنوك المصرية عقب ثورة يناير وتزامن معها المزيد من الإضرابات والإعتصامات داخل البنوك للتعبير عن حالة الفوضى التى يبدو عليها مستوى المرتبات داخل بنوكنا المصرية، وكذلك عدم تفهم نظم الأجور المطبقة للقيم السائدة داخل البنوك والتى أدت فى النهاية الى عدم توافر عدالة إجتماعية، وهو الأمر الذي يشيع جواً من إنعدام الثقة والتعاون فيما بين العاملين والإدارة.
وقد اعتمدت تلك الفكرة على تكوين مجموعة العشرين من بين العاملين داخل كل بنك للإجتماع مع قيادات البنك وبحضور ممثلى البنك المركزى المصرى وذلك لمحاولة إزالة حالة الإحتقان داخل البنك وإيجاد حلول منطقية لكافة المشاكل بما فيها من ضرورة وضع نظم جديدة للأجور تتفق مع الثقافة السائدة داخل البنك، وقد عمل النائب السابق لمحافظ البنك المركزى هشام رامز ومن خلال لقائاته المتعددة مع ممثلى البنوك المختلفة على إجهاض أى محاولة لإنجاح تلك المبادرة، لتتزايد حالة الإحتقان داخل البنوك للمطالبة بتطبيق مبادىء العدالة والمساواة التى لم تتحقق فى ظل وجود مثل تلك القيادات التى طالما عملت من أجل القضاء عليها، وليتم القضاء على مبادرة البنك المركزى على يد أبناء البنك المركزى.
وإتساقاً مع ذلك الفكر وترسيخاً لقواعد الحوكمة ومبادىء الشفافية والمساءلة أيضاً جاءت التعليمات التى أصدرها البنك المركزى المصرى بخصوص مجموعة العشرين على مستوى القيادات الكبرى لكل بنك والتى نصت على أنه يتعين الإفصاح عن القيمة الإجمالية لما يتقاضاه العشرون أصحاب المكافآت والمرتبات الأكبر فى البنك مجتمعين، وعلى أن يشمل ذلك المرتبات والبدلات والمزايا العينية وأسهم التحفيز وأية عناصر أخرى ذات طبيعة مالية.
وواقع الأمر يشير الى عدم تحقق أى جدوى لتلك التعليمات التى أصدرها البنك المركزى فى ظل الإكتفاء برقم إجمالى واحد لمجموعة العشرين وعدم تحديد الأسماء مقترنة بالمبالغ التى يحصل عليها كل عضو ، وكذلك عدم إتخاذ البنك المركزى لأية قرارات فى هذا الشأن، وهو ما يؤكد أن البنك المركزى يقترح المبادرات ويضع التعليمات ويصدر القرارات وهو يعرف جيداً كيف له أن يخرج عن الإلتزام بها.
وعلى ما يبدو فإن الرقم عشرين أصبح هو كلمة السر داخل البنك المركزى لكافة المبادرات والتعليمات والقرارات التى تصدر عن البنك المركزى ويكون الهدف منها هو الشو الإعلامى بعيداً عن تحقق أى نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وعلى ما يبدو فسوف تستمر المواجهة بين مجموعة العشرين الممثلة لقيادات البنك ومجموعة العشرين الممثلة لكافة العاملين، وسوف يظل الصراع قائم طالما ظل البنك المركزى على مواقفه الحالية الى أن يشاء اللة أمراً كان مقضيا.
إنها أحد القضايا المهمة التي تواجه سيادة محافظ البنك المركزى المصرى وتحتاج إلى إعادة التفكير.
|