التاريخ : الاثنين 02 april 2012 12:25:06 صباحاً
من حق أتباع جماعة الإخوان فى مصر وأعضاء حزبها أن يصفوا مرشحهم الفجائي خيرت الشاطر بما يريدون، قالوا عليه أن سيدنا يوسف الجديد الذى يخرج من السجن ليحكم مصر، فلا ضرر فى المبالغة والتقديس من الجماعة تجاه مرشحها، لكن ذلك فى الوقت نفسه صناعة لفرعون جديد قبل أن يتفرعن.
وإذا كانت فتاوى شيوخ الجماعة ترفض تجسيد الأنبياء فى الاعمال الفنية، فإن أفراد الجماعة لا يجدون حرجا فى تسيس الأنبياء، وذلك أمرا ليس بجديد عليهم وسبق أن قاموا بتسييس الدين "كله على بعضه" وإستخدموا الدين فى كل إنتخابات دخلوها ولتبرير كل أمرا أرادوا تمريره وفرضه على الرعية طالما أنه يصب فى مصلحتهم اولا.
وكون أعضاء الجماعة وممثلى غطاءهم السياسي المعروف بحزب الحرية والعدالة لم يستوعبوا روح الثورة التى قامت ضد نظام خلط بين البيزنس والسياسة فى زواج مقدس لم ينجب الا كل ما هو حرام وقذر ويستوجب الثورة، فإن الجماعة وقناعها السياسي قاموا بترشيح رجل بيزنس يملك حصص ملكية وإدارة فى حوالى 160 شركة تعمل داخل وخارج مصر لمنصب الرئيس – وليس وزيرا أو عضو مجلس شعب أو حتى قيادة حزبية -، وكانها لا ترى مشكلة فى هذا الزواج المحرم بين السلطة والمال، طالما السلطة سلطتهم .. والمال مالهم.
والغريب ان المؤتمر الصحفى لطرح الشاطر رئيسا شهد تبريرات غريبة، تبعها انقياد أغرب من أعضاء الجماعة لفكرة أن طرح رئيس منها بعد وعود قاطعة بعم طرح اسم للإنتخابات الرئاسية محسوبا عليها، لا يعد سعيا للسلطة!!! ولا مغالبة!!! ولا تكويش على كل السلطات!!!
تقول الجماعة ذلك وتصدق نفسها ويصدقها قطيع الأتباع بينما الواقع يقول أنهم يسيطرون على البرلمان بغرفتيه "مجلس الشعب ومجلس الشورى"، وعلى تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور الجديد، ويسعون لتشكيل حكومة يرأسها أحد رجالهم، وإذا بهم يطرحون رئيس من رجالهم.
كل هذا ويقولون مشاركة لا مغالبة، وكان عقولنا المحدودة لا تفهم معنى المشاركة ولم تحفظ عن ظهر قلب كرها وبغضا تلك النوعية من السيطرة التى عودنا عليها الحزب الوطنى المنحل، وهكذا سنعود من جديد لنفس الوضع ما قبل الثورة برلمان تسيطر عليهم عصابة لهم إنتماء واحد سيحكمون البلاد بدستور هم من سيطروا على صياغته ليراقب حكومة هم أصحابها، بينما يدير السلطات مجتمعة رئيسا منهم.
نفس السيناريو السابق .. الإخوان فيه يحلون محل الحزب الوطنى.
لكن ما هى فرص نجاح سيدنا يوسف فى بلوغ مرتبة "عزيز مصر"؟
أقول .. ترشيح الشاطر للرئاسة لا غرض منه سوى تبرير تفتيت الاصوات الاسلامية بينه وبين أبو الفتوح وأبو اسماعيل.. وتوسيع الطريق أمام المرشح المدعوم من العسكر لدخول الإعادة أمام أبو اسماعيل وليس أمام أبو الفتوح .. وبالتالى العودة الى المربع صفر "انا أو الفوضى".. وأكرر وقتها سيصبح علينا الاختيار بين "دوبلير مبارك" و"حليف بن لادن" .. مع خالص العزاء للأخوين "صباحي" و"نور" فيما أنفقت يداهما .. ويكفيهما شرف اللقب الغالى .. "مرشح سابق للرئاسة" .. ليأتى عمرو موسى - أو ربما عمر سليمان - رئيسا للبلاد.
وتبقى "الثورة" متنيلة على عين اللى عملوها "مستمرة".
|