التاريخ : الاثنين 02 april 2012 11:49:43 مساءً
أيها الشعب المصرى الكريم، على مدى تاريخ مصر المشرف كانت القوات المسلحة ظهرا وسندا لشعبها، لم تكن يوما قوات قائد أو نظام، لكنها كانت قوات الشعب وجزء منه، تشعر بآلامه وتتبنى طموحاته، وعندما خرج شباب مصر البار فى ثورة غضبهم ضد سياسات النظام السابق، كان انحياز القوات المسلحة واضحا وثابتا لصالح مالكها الأصلى والوحيد الشعب المصرى.
ما كان يمكن لهذا الإنجاز أن يتحقق دون تلاحم الشعب مع قواته المسلحة واتفاقهم على الهدف، وتعرفون يا أبناء مصر الكرام، أن قواتكم المسلحة لم تكن يوما طامعة فى سلطة أو راغبة فيها، وأن تلك السلطة التى يتصارعون حولها كانت تأتيها كل مرة سهلة، لكن البواسل من أبناء جيشكم العظيم كانوا يجنحون نحو الشرعية ويدعمونها.
ومن اليوم الأول قلنا إننا لسنا بديلا عن الشرعية، وأننا سنمضى فى طريقنا نحو تسليم قيادة البلاد إلى سلطة مدنية منتخبة، بعد اكتمال المؤسسات ووضع الدستور الجديد الذى يعبر عن كل المصريين ويحقق آمالهم فى المستقبل.
لكننا وسط هذه التحديات التى تصدينا لها بأمانة وصدق وإخلاص، فوجئنا بمعوقات كثيرة تقف أمام عزمنا الصادق لإنجاز هذه المهمة، أولها التناحر الحزبى بين مكونات الطيف السياسى المصرى، وتغليب الجميع مصالحهم الحزبية الضيقة على مصالح الوطن، إلى جانب حملات الهجوم العنيفة التى تعرضت لها القوات المسلحة من الأطراف المختلفة حتى تلك التى كان واضحا استفادتها المباشرة من كل الإجراءات والسياسات التى تم انتهاجها، وكان عجبا أن تتهم القوات المسلحة بأنها طامعة فى السلطة وأنها ستزور انتخابات الرئاسة فيما هم يتباهون بنزاهة الانتخابات البرلمانية التى جاءت بهم وأدارتها نفس القوات المسلحة التى يوجهون لها اتهاماتهم الآن.
لكن المقلق اليوم أنه منذ بداية المرحلة الانتقالية قطعت كثير من الأطراف ومن بينها القوات المسلحة على نفسها تعهدات كثيرة، لكننا فوجئنا بكثير من الأطراف يتراجع عن تعهداته المعلنة تحت زعم تبدل المعطيات السياسية، ويتجه بالوطن نحو أزمة سياسية وتقسيم طائفى حاد بفعل نزوعه للاحتكار حتى فى وضع الدستور.
ولأن المعطيات السياسية تغيرت فعلا، وثبت للشعب المصرى أن تلك القوى السياسية التى تتناحر الآن أقل نضجا من أن تحمل أمانة مصر، وتحت ضغط جماهيرى من قطاعات واسعة من أبناء الشعب المصرى، فقد اتخذت قرارا بوصفى مواطنا مصريا له حقوق دستورية كاملة يتساوى فيها مع الجميع بالترشح لرئاسة الجمهورية، وبناء عليه فقد أخطرت المجلس الأعلى للقوات المسلحة باستقالتى من كافة مهامى العسكرية لأكون مرشحا مستقلا مدعوما فقط من مؤيديه كأى مواطن مصرى، وبينما أؤكد أننى كنت صادقا حين قلت إننى لا أنوى الترشح، مازالت صادقا وأنا أقول إننى اتخذت هذا القرار مرغما لإنقاذ مصر وثورتها ومستقبلها.. فلست طامعا فى سلطة لكنها اللحظة التاريخية التى تفرض على الرجال حمل مسئولياتهم.
● سطور من خطاب مفترض فى زمن نقض العهود.. من منكم يستطيع لوم الجنرال؟
|