التاريخ : الاثنين 09 april 2012 02:37:09 مساءً
أخيراً إنتهت مرحلة الهدنة السياسية لتبدء مرحلة المواجهة المباشرة فيما بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين وزراعها السياسى الممثل فى حزب الحرية والعدالة، وقد وجه كل طرف خلال مرحلة الهدنة عدة ضربات للطرف الأخر.
وقد بدأت تلك الضربات من خلال جماعة الإخوان المسلمين بالحصول على الأغلبية فى البرلمان وإستحواذهم على السلطة التشريعية، فرد المجلس العسكرى الضربة للإخوان من خلال تشكيل حكومة الجنزورى ومساندتها والوقوف ضد أى محاولة لسحب الثقة منها فى تحدى واضح للسلطة التشريعية وليوجه رسالة للإخوان بأن السلطة التشريعية منزوعة السلطة.
ثم وجه الإخوان ضربة للمجلس العسكرى بالإستحواذ على لجنة تأسيس الدستور، فرد المجلس العسكرى برسالة من وراء الكواليس بإمكانية تعديل المادة 60 من الإعلان الدستورى لإعادة تشكيل اللجنة التأسيسة مرة أخرى، وكذلك التلويح بإمكانية استخدام السلطة القضائية من خلال المحكمة الدستورية العليا لإسقاط السلطة التشريعية وحل البرلمان.
ثم وجه المجلس العسكرى ضربة أخرى للإخوان بالتنسيق الخفى لجمع توكيلات لدخول أهم أقطاب النظام البائد والذى بدأ برئيس الوزراء الأسبق احمد شفيق كمرحلة أولى وأعقبها جمع توكيلات لدخول عمر سليمان النائب السابق للرئيس لحلبة السباق فى انتخابات الرئاسة، فجاء رد الإخوان شديد اللهجة بدخول نائب المرشد العام خيرت الشاطر لحلبة السباق فى انتخابات الرئاسة لتبدء معها المواجهة المباشرة فيما بين الطرفين.
وتأتى المواجهة فى ظل فترة أصبح فيها المناخ العام ممهد لمزيد من التصعيد، فقيادات المجلس العسكرى أصبحت تخشى على مصيرها من التهديد و على مستقبلها من الضياع فى ظل رغبة شعبية حاشدة بمحاسبة كل من تسبب فى كوارث إدارة المرحلة الإنتقالية بداية من أحداث ماسبيرو ومروراً بشارع محمد محمود ثم أحداث مجلس الوزراء وأخيراً أحداث بورسعيد، يضاف الى ذلك تدهور الوضع الاقتصادى والفشل فى استرداد الأموال المنهوبة وحالة الإنفلات الأمنى التى يقتنع الكثير بأنها مخططة وممنهجة، وكذلك التباطؤ فى محاكمة رموز النظام البائد وقيادات الداخلية التى تسببت فى إزهاق أرواح شباب مصر الطاهر، وعلى ما يبدو فسوف تنتهى المحاكمات ببراءة كل هؤلاء وإدانة الشعب المصرى على فعلته الشعناء بالقيام بالثورة.
وتأتى المواجهة فيما بين العسكر والإخوان فى ظل فترة يعانى فيها جماعة الإخوان من تدنى الشعبية لعدم تحقق أية إنجازات على أرض الواقع، كذلك ضعف شديد فى ظل تفكك عام وتشتت بين أقطابها وشبابها، يضاف الى ذلك العزلة السياسية عليها التى تسعى جاهدة الى تحقيقها كافة الأحزاب والقوى السياسية المدنية.
وعلى ما يبدو فسوف تستمر المواجهة بين العسكر والإخوان وسوف تتصاعد كلما إقتربنا من موعد الإنتخابات على كرسى الرئاسة، والذى يمثل الخلاص لأحدهما والضياع للطرف الأخر.
ومازال المواطن المصرى البسيط ينتظر مصيره بين مطرقة العسكر وسندان الإخوان، وبات الجميع يتابع وينشغل بما سوف تسفر عنه تلك المواجهة بدلاً من أن ينشغل الجميع فى تلك المرحلة الفارقة فى تاريخ مصر بتقيم كافة مرشحى الرئاسة وتقييم برامجهم الاقتصادية والتى ينتظرها الجميع على أمل زيادة مستوى الدخول ورفع مستوى المعيشة لكافة طبقات المجتمع.
وبعد ثورة عظيمة أشاد بها كافة الدول والشعوب فى رقيها وتحضرها وجعل البعض يتحدث عن ضرورة أن يحظى الشعب المصرى بجائزة نوبل للسلام على تلك الثورة العظيمة أصبح الشعب يخشى على مصيره من التهديد وعلى مستقبله من الضياع.
إنها أحد القضايا المهمة التي تواجه المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين وتحتاج إلى إعادة التفكير.
|