التاريخ : الاثنين 09 april 2012 07:03:28 مساءً
تعيش مصر اليوم إختبارها العظيم بعد ثورتها الأعظم فى 25 يناير.. اليوم تعلن القائمة المبدئية للمرشحين الحقيقيين للرئاسة بعد أن عشنا مسلسل "غير محتمل" اسمه المرشحين المحتملين، والتى تضم 23 مرشحا خرج بالفعل اثنين منهما وهما أيمن نور بحكم قضائي نزع عنه إعتباره السياسي، والمرشح السلفي حازم صلاح أبو اسماعيل الذى تبين أن والدته تحمل بالفعل الجنسية الأمريكية، وهو ما يمنعه من الترشح للرئاسة وفق أحد مواد التعديلات الدستورية التى أيدها السلفيين وكفَّروا من أجلها الليبراليين، الذين قالوا أنها مادة عنصرية لا محل لها من الإعراب.
المهم.. صدرت القائمة المبدئية وهى تضم نخبة من رموز النظام السابق وحوارييه وكبار موظفيه وكأن ثورة لم تقم فى البلاد على هذا النظام، كما ضمت من القوى السياسية المختلفة نخبة أخرى من المرشحين الذين لا يجدون أى غضاضة فى قتل بعضهم البعض وتفتيت أصوات المصريين من أجل لقب مرشح رئاسي سابق وكأن ثورة لم تقم فى البلاد على هذا التفكير الأحادي.
تستطيع وأنت مستريح الضمير أن تشطب نصف القائمة المبدئية وربما أكثر، وها نحن ننتظر ما ستقعله "أستيكة" اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية فى تلك القائمة، بفعل قوانين "الجنسية" و"الجاذبية" و"الطفو" المدسوسة فى الإعلان الدستورى، والتى استعد لها ثعالب الإخوان المسلمين، حين أدخلوا لأول مرة فى تاريخ الحياة السياسية مفهوم "الرئيس الاحتياطي" حين دفعوا بالدكتور محمد مرسي مرشحا احتياطيا للمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة، وفقا لنظرية "اتنين فى واحد".. "مرشح ومعاه واحد إستبن".
لكن هكذا هى بوادر انتخاباتنا الرئاسية التى تحولت الى مسرحية كوميديا سوداء بترشح اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة السابق ونائب الرئيس مبارك خلال اسبوع من إعلان جماعة الإخوان المسلمين الدفع برجلها الأول والضخم رجل الأعمال "خيرت الشاطر" بعد أن كانت قد حلفت "أيمانات طلاق تلاتة" بأنها لن ترشح أحد على منصب الرئيس، فدفعت بالرجل وقالت أنه سيدنا "يوسف"، فقرر الرئيس مبارك من جناحه الفاخر بالمركز الطبي العالمي الدفع بنائبه "سيدنا سليمان"، بعد أن كان اللواء الماكر قد قال وبكل لغات العالم إنه لن يترشح للرئاسة لأنه "رجل عجوز" خدم مصر بما يكفى.. ولكن عملا بالحكمة التى تقول "اللى يلاقى دلع وما يتدلعش يبقى إبن حرام".. دفع مبارك وعسكره، بنائبه فى مواجهة نائب مرشد الجماعة "المحظورة" كما إعتادوا.
إذا مصر الأن تعيش بين نائبين كلاهما قفز على المشهد الختامى قبل لحظات من إنزال الستار، نائب "المحظور" ونائب "المخلوع".. رجلان كلاهما لم يخاطب الشعب المصري على مدار أكثر من عام، لم يقل لهم كلمة عن أفكاره وبرنامجه وطموحاته وأدواته وآلياته، ولكنهما فجأة ظهرا من العدم.. وخلفهما ملايين الناس وآلاف التوقيعات.. وكلاهما يدعى أنه نزل خصيصا الى السباق لينقذ مصر من الأخر.. قالوا لنائب المخلوع "إنزل يا سليمان إرحمنا من الإخوان" وقالوا لنائب المرشد "إنقذ الثورة من عودة النظام السابق".
وبين النائبين يقف الشعب المصري يقلب فى دستة مرشحين متنوعين يبحث عن وجه رئيسه القادم.. خاصة أن أحد لا يعرف على وجه اليقين لمن سيكون ولاء النائبين.. هل سيكون الولاء "للمخلوع" أم لـ"المحظور".. أم للبلد والشعب الذى يعيش فيها.. "أنا عن نفسي عارف".
|