التاريخ : الاثنين 16 april 2012 06:52:40 مساءً
كانت مفاجأة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بإستبعاد 10 أسماء من المرشحين للمنصب العالى قوية ومزلزلة وكاشفة ونزلت بردا وسلاما على غالبية المصريين، قوية ومزلتزلة لأنها أزاحت أسماءا كان وجودها يثير مخاوف عديدة لدى قطاعات من الشعب، خاصة استبعاد نائب الرئيس المخلوع الجنرال عمر سليمان والمرشح السلفى حازم صلاح أبو اسماعيل ورجل البيزنس الاخوانى خيرت الشاطر، فالثلاثى "غير المرح" كان يهدد بجر البلاد الى مصائر مختلفة ومتباينة.
ففى حالة نجاح نائب الرئيس "سليمان" كان الشارع سيشتعل وتتجدد الثورة ضد رجل رفضته الملايين حين فرضه عليهم الرئيس "المخلوع"، ولم يكن احد ليقبله بعد عام ونصف تقريبا من الصبر لنيل مستقبل أفضل بعد "إجهاد الثورة" وبحور الدماء التى سالت والعيون التى إنطفأ بريقها، لنعود مرة أخرى الى نقطة ما دون الصفر، بعودة نظام مبارك مرة أخرى، لتصبح الثورة المصرية أضحوكة الثورات التى خرجت لإقصاء رئيس ونظام، فأعادت إنتخاب رجله الأول مرة أخرى، وهو ماكان سيدخل البلاد فى مواجهات لا تحمد عقباها بين رجل بدا ظهوره بالتهديد والوعيد وفتح الصناديق السوداء.
وفى حالة إنتخاب المرشح السلفي حازم صلاح أبو اسماعيل كانت مخاوف غير السلفيين ستتضخم ومواجهات الحلال والحرام ستشتعل لتسحب البلاد الى مربع من "المؤمن" ومن "الكافر" ومن عليه أن يبحث عن فرصة خروج وهجرة من البلاد على طريقة شيخ مشايخ السلفية صاحب غزوة الصناديق التى قادت البلاد الى المتاهة السياسية التى عشناها وسنعيشها بسبب حشد الناس للموافقة على التعديلات الدستورية ودخول الجنة لطاعة العلماء.
كذلك الأمر لو نجح الملياردير الإخوانى خيرت الشاطر، او سيدنا يوسف الذى خرج من السجن ليحكم مصر، والذى كان سيجر البلاد الى دوامة المواجهات بين الإخوان وقطعانهم من ناحية، وكل القوى السياسية الاخرى من جهة أخرى فى مباراة "التكويش والتلطيش"، مع أجواء تسودها فتاوى شيخ شيوخ الجماعة بأن الخروج على الرئيس القادم حرام شرعا، وهكذا كنا سنواجه حروب من التكفير والتخوين، بين مؤسسات الدولة من جانب وهيئة الحل والعقد التى كان "الشاطر" سيشكلها لتساعد البرلمان فى إدارة البلاد على غرار "هيئة تشخيص مصلحة النظام" فى نظام آيات الله فى إيران.
إذن أراحتنا اللجنة من الشخصيات المثيرة للجدل ولم يبق فى قائمة الـ 13 مرشح أحدا يمكن ان يدخلنا فى متاهات سوى أخر رئيس وزراء فى عهد المخلوع الفريق أحمد شفيق، والدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان "الإحتياطي" أو رئيس حزب الحرية والعدالة فى رواية أخرى، وإن كان قانون العزل الذى اعده البرلمان كفيلا ببعض الفرص للإطاحة بشفيق، فإن عودة العقل والرشد الى الجماعة كفيل أيضا بسحب سيدنا "مرسي" الذى أسرعت قطعان الجماعة بتغيير لقبها من "شاطرون" نسبة للشاطر الى "مرسيون" نسبة الى مرسى فى كوميديا تلامس المسخرة السياسية، رغم استبعاد من قال الإخوان أنهم خاضوا الانتخابات لمواجهته.
واليوم وبينما لم تصدر نتيجة التماسات المرشحين من قرارات استبعادهم وبينما البلاد يعيش "بعض اهلها" من المصريون أعياد "الربيع" و"القيامة"، فإننا نأمل أن تتحسن الأحوال ببقاء الحال على ما هو عليه واستبعاد من تم استبعادهم بالقانون "الجائر اللطيف"، لتعبر مصر أول خطواتها نحو الدميقراطية، خاصة بعد أن كشفت عملية الاستبعاد وما حدث فور اعلانها، عن المعادن الحقيقية لمن كانوا يريديدون بالفعل "التكويش على مصر" ومن "لا يعبأون للدماء" وأولئك "المزورون".
اللهم أحمى مصر وأنصرها على أسوأ من فيها.
|