التاريخ : السبت 28 april 2012 06:53:35 مساءً
هل احد لديه اى تفسير لما يجرى فى مصر الان من ضبابية وعدم وضوح الرؤية ومن تفكك القضايا وتفرق الحقيقة وضياع اطرافها وتفرق دمها بين الشعب المصرى باطيافه المختلفة ؟
خد عندك اخر مثل المحامى الجيزاوى المحتجز فى السعودية بتهمة تهريب اقراص مخدرة لدينا اكثر من وجهة نظر وجهة نظر السعودية انه مدان ومعترف ووجهة نظر السفير المصرى انه بالقطع مدان (وهذه احدى مزايا البعثات الدبلوماسية المصرية فى الخارج التى تصبح عبئا على جالياتها فى الغربة مما يجعل المصرى ايا كان مستواه يقول ياليتنى كنت فلبينيا من جمال وروعة اداء البعثات الدبلوماسية الفلبينية مع جالياتها واغلبهم من الخدم لكن حقوقهم مصانة اكثر من اى دكتور جامعة او طبيب جراح او مهندس او صحفى او حتى دبلوماسي مصرى).
وايضا وجهه نظر وزير الخارجية محمد كامل عمرو من ان السفير المصرى مخطىء لانه ادان الجيزاوى قبل ان يلتقيه ويسمع منه، ووجهة نظر المحامى الذى قال ان لديه معلومات ان الجيزاوى اتعلق فى السقف حتى يعترف بانه تاجر حبوب مخدرة ، ووجهة نظر القنصل المصرى فى جده والذى زار الجيزاوى وقال ان المحامى الشاب اعترف بحمل الحبوب المخدرة وانه لم يكن يعرف انها ممنوعة وحملها لصالح شركة فى السعودية ، ثم وجهه نظر المعتصمين والمحتجين امام السفارة السعودية والمطالبين بطرد وجلد السفير السعودى، هذا الى جانب وجهات النظر المتعددة التى تطرحها الفضائيات المختلفة مع ان اى فضائية لو ارادت ان تحقق سبقا صحفيا لارسلت مندوبا لمقابلة الجيزاوى فى سجنه وكنا سنعرف الحقيقة خاصة ان الجانب السعودى لن يمانع لو تم طلب المقابلة بشكل اعلامى وبضغط جماهيرى.
المحصلة النهائية كم كبير من الضباب وضياع للحقيقة بما تجعل الجميع غير قادر على الجزم بحقيقة ما حدث وهو ما يستدعى ضبط النفس حتى تتبين لنا الحقيقة قبل ان نقوم بأى تصرف قد يجعل السعودية تخسر مصر او مصر تخسر السعودية.
ولو ارادت الحكومة المصرية ان تحل القضية وبسرعة لقام وزير الخارجية المصرى بزيارة الى السعودية لفهم الموضوع ومقابلة الجيزاوى واعلان الحقيقة ، لكن ولان الحكومة المصرية بعد الثورة مازالت تنتهج نفس سلوكيات الغيبوبة والتوهان بعد الثورة فقد تركت الامر يتصاعد حتى لم يعد الجانب السعودى قادرا على احتمال كم الشتائم والتطاول على الملك عبد الله وعلى السعودية فكانت النتيجة ان السعودية استدعت سفيرها للتشاور ولا نعرف ماذا سيحدث بعد.
هذا ما يحدث بين اكبر دولتين عربيتين فى المنطقة تكاد تقطع العلاقات بينهما لاننا لانعرف كيف ندير ازمة ولان بعض تجار الخراب من المحسوبين خطأ على الثورة المصرية يديرون الازمة بحناجرهم دون ان يعطوا لاحد فرصة لكى يصل الى الحقيقة، ومن ثم يتم التعامل بعدها مع الامر بالعقل وبالحكمة ولو كان الجيزاوى بريئا لا نترك حقه ونعرى ما حدث له امام الرأى العام ونحاصر السفارة والسفير بالمظاهرات ونعيد اليه حقه وكرامته ولو قمنا ساعتها بأى رد فعل دبلوماسي فلن يجرؤ احدا على لومنا ، ولو كان مدانا نقدم اعتذار للعاهل السعودى وللشعب السعودى عما حدث اما ان نتخذ ردود افعال غير واعية ولا محسوبة فى قضية لم تظهر فيها الحقيقة فهذى احدى الافرازات الغبية للتفكير المحدود والضيق .
ولن اتحدث عن 2 مليون مصرى فى السعودية ومستقبلهم حتى لا يهاجمنى المستثورون وابدأ سماع كلمات ان الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها وان الكرامة قبل الخبز لان اغلب هؤلاء والحمد لله لا يحتاجون الخبز لان لديهم منه مخزون بالاطنان وراتبهم الذى يتعدى مئات الالاف شهريا ولا اقول المليون كفيل بضمان عيشة كريمة لهم فى بيروت او دبى بعد ان تنهار هذه البلد من جراء افعالهم ، اما الاثنين مليون مصرى واسرهم من ورائهم فلا يساوون شئ لدى تجار الخراب .
|