التاريخ : السبت 05 may 2012 04:22:36 مساءً
مصر الان تمر بحالة من فقدان الثقة وعملية تخوين متبادلة بين افراد وجماعات ولا احد يصدق احد او يريد ان يحسن الظن فى احد ولم يعد هناك احترام لاى كبير فى مصر الكل مهان ومشتوم مهما كان شأنه ، والمشهد الواحد اذا عرضته على عشر مصريين فستحصل على احد عشر تفسيرا مع ان المشهد واحد ولا يتغير.
مصر مقسمة الى شيع وإئتلافات و تيارات سياسية تبحث عن مكاسب سريعة لنفسها واعلاميين يبحثون عن تصفيق الهتيفة و مرشحى رئاسة يمسكون العصا من المنتصف حتى لا يخسروا اصوات الناخبين مع انهم يرون مصر تتمزق امام اعينهم لكنها لعبة السياسة القذرة التى توقف كلمة الحق فى زور الكثيرين.
والشماعة الكبيرة التى يتاجر بها الكثيرون ويجعلونها مبرر الاحتجاجات والمليونيات ومحاصرة وزارة الدفاع هوسؤال هل المجلس العسكرى سيسلم السلطة يوم 30 مايو؟ المجلس قال سنسلمها فى هذا التوقيت وبعض السياسيين قالوا لا ، إذن على الذين لديهم ادلة على ان المجلس لن يسلم السلطة أن يخرجوا ليعلنوها على الشعب، أما أن نتعامل بالنوايا وأننا نعتقد ان المجلس لن يسلم السلطة فى موعدها وبالتالى نهتف بسقوط حكم العسكر ونطالب بتسليم السلطة حالا فهذا شىء عجيب وغير منطقى والا ما الذى يجعلنى اصدق البرنامج الرئاسي لشخص مثل الدكتور محمد مرسى مرشح الاخوان المسلمين و لما لا أدعى انا الاخر انه لو مسك الحكم فسوف يسلم قيادات الاخوان زمام السلطة فى المحليات والنقابات وسيضطهد الاقباط والليبرالين وخلافه؟
أما مسألة تسليم السلطة الان فمن من الأشخاص أو التيارات على الساحة المصرية ألان وفى هذه اللحظة قادر على تسلم السلطة من المجلس؟ولمن سيسلمها للإخوان أم السلفيين أم الليبراليين أم جماعة 6 ابريل أم التسعمائة إئتلاف ثورى إم مجلس الشعب المطعون فى شرعيته؟ وماهو رد فعل باقى التيارات اذا سلمها لاتجاه معين؟
وهل نعجز عن تحمل اقل من شهرين حتى نتخلص من حكم المجلس العسكرى ونسلم الحكم لحاكم منتخب ديمقراطيا؟
السياسة تتعامل مع الواقع ومع المعلن ولا تتعامل مع النوايا ولم نشق قلب المجلس العسرى لنعرف انه كاذب او صادق فما المانع ان نقدم حسن النوايا وننتظر الى نهاية شهر يونيو القادم.
على الجانب الاخر الاخوان المسلمون وكعادتهم ومع أى سلط حاكمة جديدة فى مصر( باعت) الجماعة باقى الثوار عند اول مفترق طرق، وتفرغت لعد الغنائم ولم تكتف بمكاسب البرلمان بغرفتيه ،بل طمعت فى تشكيل لجنة الدستور، وفى منصب الرئيس، حتى تصبح مصر كلها تحت لواء المرشد.
ومع اول خلاف مع المجلس العسكرى بدأ التهديد بالمليونيات والاعتصامات والاحتجاجات، ومع خروج الشاطر من سباق الترشيح بدأت الجماعة تلاعب المجلس العسكرى عن طريق حكومة الجنزورى وطلبات بالإقالة وتعيين وزارة جديدة، مع أن الاخوان صرحوا من قبل انهم يرفضون تماما ان تسند تشكيل الوزارة لهم ، ورفضوا ضغوط تيارات سياسية كثيرة طلبت منهم تحمل المسئولية ،لكن وقتها كان الإخوان يعيشون ذروة شهر العسل مع المجلس العسكرى وبالتالى رفضوا بإباء وشمم، والان ولم يعد سوي اقل من شهرين يطالبون باقالة الحكومة ،وكأن الحكومة التى ستأتى جديدة ستقلب البلد خلال شهرين
بل ان المضحك ان الاخوان ليس لديهم مانع من اقالة حكومة الجنزورى وان يعيد الجنزورى تشكيل الوزارة مرة اخرى وكأن الامر صراع قوى من (يمشى) كلمته على من؟ المجلس أم الاخوان؟
لكن الملاحظة التى توقفت عندها هى موقف حزب النور فانا ادين لهم باعتذار عندما كنت اتصور انهم الفريق الاضعف سياسيا وبلا خبرات فى هذا المجال لكننى اكتشفت ان حزب النور لم يغازل او يتلون وفقا لمصالح شخصية او حزبية ضيقة بل يتعامل بنبل وشفافية ولعل موقفهم من حازم ابو اسماعيل وشلته ومن الاعتصام امام وزارة الدفاع هو دليل على وعى هذا الحزب السياسي وعلى رؤيته الوطنية
أما السيد حازم ابو اسماعيل فهو المسئول الاول ولا أحدا غيره عما حدث والدماء التى سالت فى العباسية فى رقبته الى يوم الدين ،لانه جرى وراء مصلحته الخاصة وفضلها على مصلحة مصر ،علما بان الاخ حازم والدته امريكية يقينا، ولو كان الرجل صادقا لكان بإمكانه اخراس كل الالسنة وفضح اعضاء اللجنة الرئاسية بل وسجنهم اذا اخرج الجرين كارد الخاص بالسيدة والدته او جواز السفر المصرى وعليه تأشيرة دخول مصر بعد 2006 لكن الرجل كذب ويكذب ويريد ان تسيل دماء المصريين دفاعا عن كذبه.
اللهم احفظ مصر من شر ابنائها وقدر لها حاكما صالحا يفرض بعدله الانضباط على الجميع لاننا على شفا الانزلاق فى هوة الحرب الاهلية وربنا يستر.
|